الخبر وما وراء الخبر

قادمون يا صنعاء … على صفحات الفيس بوك !!

166

بقلم / عرفات الرميمة

مثلما يولد الياباني وهو محب للعلوم بالفطرة ومثلما يولد البرازيلي وهو لاعب كرة قدم بالفطرة ، ومثلما يولد أولاد نطف النفط من رعايا عيال سعود وهم جبناء بالفطرة – لأن رأس المال جبان – فإن القبيلي اليمني يولد وهو محارب بالفطرة ولذلك أخبر عنهم الله بأنهم قالوا عن أنفسهم ? نحن أولو قوة وأولوا بأسِ شديد ) ولو كانوا خلاف ذلك لم يخبر عنهم القرآن ، فالله يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير . فيجب على أبناء نطف النفط وعيال العاصفة وأحفاد أمل أن يفقهوا كلام الله اولاً وأن يقرأوا التاريخ ويدرسوا الجغرافيا ليدركوا ذلك ويحفظوا أرواحهم من الموت المحقق ، ويجب عليهم أن لا يفكروا بسقوط صنعاء تحت اقدام الغزاة والمحتلون ،لأن ذلك سوف يسبب لهم صداعاً مزمناً ، ويجب عليهم أن لا يحلموا بذلك لأن أحلامهم تلك سوف تتحول الى كوابيس تسرق النوم من عيونهم .

ويمكن القول أن بين سقوط صنعاء بيد الغزاة وبين حراثة البحر علاقة قوية ، كلاهما مستحيل منطقيا و من يفكر بذلك كمن يطلب من المجبوب أن ينجب اولادً ومن العقيم أن تلد . لقد أكد التاريخ تلك الاستحالة المنطقية ، فقد احتل الغزاة معظم المناطق اليمنية في فترات التاريخ المختلفة وبقيت صنعاء بعيدة عنهم بُعد النجوم ، فالقريب منها من الأعداء والغزاة بعيد عنها ولا يمكن أن يصل اليها حتى يلج الجمل في سم الخياط .هذا ما حصل مع المعتدين سابقاً ، من برتغاليين واتراك ومصريين ، ومن يقرأ التاريخ يعرف ذلك ، فقد أدرك تلك الحقيقة كل من جاء حارب في اليمن ، ففي خريف عام ١٩٦٣م نصح القائد المصري صلاح الدين المحرزي وحذر القيادة المصرية من مغبة التدخل العسكري وخوض حرب برية في اليمن قائلاً لهم : (خذوا العبرة من التأريخ ، فاليمن قد قضت على أربعة ألوية عسكرية تركية في القرن التاسع عشر ولم يعد أحد منهم الى بلاده ، ولا توجد اي قوة على مدى التاريخ كانت كافية لاحتلال اليمن) .

وفي بداية الحرب التي خاضتها مصر في اليمن لمحاربة القوات الملكية أرسل الرئيس الثاني في الجمهورية التركية عصمت اونونو – كان قائداً لسرية حربية في اليمن – بنصيحة الى الرئيس عبدالناصر – مع أحد أعضاء الوفد المصري الذي زار تركيا – واصفاً فيها شدة بأس اليمنيين بالقول ? حاربت جميع الدول : الإنجليز والصرب واليونان والروس وحاربت في اليمن ولم أشاهد في حياتي مثل اليمنيين محاربين أشداء ،هم لا يحتاجون معدات حربية متطورة ، هم يملكون الجبال التي تحارب معهم ويحاربون بها والرصاصة في بندقية المحارب اليمني لا تذهب سدى ،لا بد ان تقتل احدا وهم محاربون يكتفون بالقليل ) .

وعلى مدى خمس سنوات أرسلت مصر سبعين ألف جندي إلى اليمن ، قتل منهم حوالي عشرة الف وأهدرت مصر الملايين دون أن تحقق ولو هدفا واضحا لحملتها العسكرية . أدرك عبد الناصر نصيحة الرئيس التركي بعد فوات الأوان ، وقد عبّر عن ذلك للسفير الامريكي بالقاهرة في ربيع عام ١٩٦٧م بقوله : أرسلت بسرية لليمن وأنتهت الأمور بإرسال سبعين ألفا لتعزيزها ، إن حرب اليمن أصبحت فيتنام مصر .

هي فعلا كذلك وستكون فيتنام لكل من تسّول له نفسه المريضة بغزوها . وهاهي اليمن التي حلم عيال نطف النفط باحتلالها – في أسبوع أو عشرة أيام بالكثير كما صرّحوا – تعصف بأحلامهم وتحولها الى كوابيس سوف تقضي عليهم قريبا . وكل الأسلحة الذكية التي أتوا بها أثبتت غبائها وفشلها أمام شجاعة وبسالة وصلابة المقاتل اليمني ، ليس بالسلاح الذكي وحده تنتصر الجيوش الجبانة والغبية ولا بكل عملاء ومرتزقة العالم يشترى النصر ، متى سيفهم علوج نجد وتيوس الحجاز ذلك ؟ متى سيفهم عملاء وقفازات عيال سعود الذين يرددون القول : قادمون يا صنعاء أنها لا تقبل المتردية والنطيحة من أشباه الرجال إلا إذا كانوا امواتا أو أسرى ؟ ولو سألوا التاريخ واستشاروا الجغرافيا عن سقوط صنعاء ، لسخرت الجغرافيا منهم ، ورد عليهم التاريخ بصوت مسموع مرددا كلام السيد عبدالملك : سقوط صنعاء … ! ( هذا غير وارد ) الا على أفواه جميلات الجزيرة والحدث الأكبر من العربية والذين لم يبلغوا الحلم بعد من فتيان الواتس آب والفيس بوك .