الخبر وما وراء الخبر

التاريخ يُعيد نفسه

254

ذمار نيوز : تقارير

من جرائم نظام آل سعود بحق الحجاج اليمنيين “مجزرة تنومه” شهد العام 1342 هجرية الموافق 1923 ميلادية، مجزرة مروعة بحق آلاف الحجيج اليمنيين على أيدي جيش آل سعود، عُرفت فيما بعد بـ «مجزرة تنومه» .

وتنومه بلدة في منطقة عسير بين بلاد بن لسْمر وبن لحْمر،وكان الحاج اليماني زهاء ثلاثة آلاف عزّل من السلاح، كلهم مهللون بالإحرام للحج، فصدف أن ألتقت سرية جنود من جيش آل سعود بقيادة الأمير خالد بن محمد «ابن أخ الملك عبدالعزيز»،

بالحجاج اليمنيين وهم في طريقهم إلى مكة، فسايرهم الجنود بعد أن أعطوهم الأمان، ولما وصل الفريقان إلى وادي تنومه، وجنود السرية في الجهة العليا بينما اليمنيون في الجهة الدنيا، انقض الجنود على الحجاج بأسلحتهم فأبادوهم فلم ينج منهم إلا عدد قليل وقُتل أكثر من ٢٩٠٠ حاج. شاء السعوديون أن يعرِفَهم اليمنيون من أول يوم بأنهم مجرمون وقتلة، وذلك من خلال جريمة مروِّعة ذهب ضحيتها آلاف الحجاج اليمنيين في ما عرف بمجزرة تنومة عام1922م، في منطقة عسير بين بلاد بن لسْمر وبن لحْمر، فحينما كانوا يجتازون وادي تنومة كانت قد ترصّدتهم مجموعات متطرفة من جيش عبدالعزيز آل سعود في رؤوس الجبال المطلة على الوادي، فانقضُّوا عليهم بوحشية منقطعة النظير، وهم عزل من السلاح، فتقربوا إلى الله بزعمهم بقتل هؤلاء الحجاج اليمنيين لأنهم بحسب عقيدتهم كفار مباحو الدماء والأعراض، لقد كان الوهابيون من أتباع قرن الشيطان ولا زالوا يحملون جينات وبذور ما عرفه العالم اليوم باسم (داعش)، بلغ بأولئك أن هنَّأ بعضهم البعض الآخر بكثرة من قتل من الحجاج، فمن قتل حاجا واحدا بشروه بقصر في الجنة، ومن قتل اثنين بشروه بقصرين، وهكذا. وبعد ذلك سطوا على دوابهم وقافلتهم التي كانت تحمل الحبوب والدقيق والسمن واحتياجاتهم التموينية التي كانت أيضا سببا في سيلان لعاب هؤلاء الوهابيين التكفيريين.

ولأن مملكة قرن الشيطان تمضي على نهج الشيطان في التضليل فقد نحت باللائمة على بعض فرق جيشها تضليلا للرأي العام وتنصلا من عار وشين الجريمة المروعة أمام العالم الإسلامي، لكن القاضي العلامة الحسين بن أحمد بن محمد السياغي في كتابه (قواعد المذهب الزيدي) – والذي كان أبوه العالم المدرس في الجامع الكبير أحد شهداء هذه المجزرة – يلخِّص تعامل الملك عبدالعزيز مع هذه القضية بقوله:

“استفتح الملك عبدالعزيز الحجاز بقتلهم، وباء بدمائهم وأموالهم، ولم يتخلّص منهم إلى أن توفي”.

لقد أراد النظام السعودي من وراء هذه المجزرة أن يكشِّر عن ناب وحشيته كمدخل لإخضاع اليمنيين وجبرهم على السكوت أمام أي توسع سعودي كان ينوي ابتلاع اليمن، وأن لا يحاولوا تحقيق أي إنجاز حضاري متفوق في يمن الإيمان يثير حساسية الأعراب في نجد مملكة قرن الشيطان.

يتضح اليوم أن حكام السعودية ماضون في عدوانهم على اليمن وفي تدخلاتهم الوقحة في شؤونه المختلفة، وقد بلغت بهم الوقاحة حدا غير مسبوق في الجرائم المروعة والمبررات السخيفة والتضليل الفج، ولهذا لا مناص لليمن إذا أراد أن يستعيد هويته الوطنية والثقافية والفكرية الحضارية أن يستمر في استعادة روحه المستقلة، وأن يوسع من دائرة الثورة التي بدأها على أدوات السعودية في اليمن إلى الرد على السعودية نفسها في عمق أراضيها وبذات النفس الثوري القوي والصاخب.

بعد أن دمرت السعودية البنية التحتية للدولة اليمنية، يصبح مسار الثورة الواعية ضد استكبار النظام السعودي وجبروته وردا على عدوانه والاقتصاص منه على جرائمه بحق المواطنين اليمنيين أمر عادل ودفاعي وإجرائي عقابي لا بد منه، وإن عظمت في ذلك التضحيات، فمعاناة شهر أو شهرين خير من معاناة قرن أو قرنين. رحم الله شهداء مجزرة تنومه الأبرار، وكل شهداء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.