الخبر وما وراء الخبر

المنافقون بين ربطتين!!

169

بقلم / أشواق مهدي دومان

شتات الفكر حين يدّعي أتباع ابن سلول أنّهم هم المثقفون ؛ وما دونهم غير واعين وكهنوتيون وجهلة ..
قهرهم باتفاق الأنصار والمؤتمر أثبت أنهم لم يربطوا أعناقهم بالكرفتات فقط وإنّما قد ربطوا عقولهم وحقّروها وحصروا عملها في ديدنة واحدة فقط وهي: من خالفنا فهو المتخلّف ومن خالفنا فقد كفر ؛ ومن خالفنا ف…و…الخ.
مع وضع خطين(بالأحمر) تحت ناء  الفاعلين التي ذابت هياماً واتباعاً لصُنّاع داعش ومشتقاتها من الماسون ،فلم يكونوا فاعلين وإنّما هم ملحقات وأذيال بالفاعلين للشّر ومن تَبِع الشّر فهو الأشر ؛ ومن ربط فؤاده وحواسه وعطّل عمل حواسه فهو كالبهيمة ،وكالأنعام ، بل هم أضلّ..
والعجيب أنّهم مِن شدة ربطهم للكرفتات حتّى يرضى عنهم أسيادهم ؛ فقد ضاقت أُفقهم حتى لم يستطيعوا تجاوز هذا الضّيق خارج حيز المادة والجسد ؛ وتغافلوا أرواحهم وأزهقوها فكرا ومرونة وتقبلا للآخر؛ حتّى  وضعوا عقولهم وأرواحهم  ما بين ربطتين فقط :
ربطة العُنق وربطة الحذاء ، وهكذا حصروا غاياتهم لإشباع مابين الرّبطتين فالعنق يعتليه الرأس وقد فصلوا الرأس الذي به الدماغ والمخ والعقل والخلايا والأعصاب المتحكمة والمشرفة على العمل الفكري والعاطفي عن بقية الجسد ؛ بأسلوب يهين إنسانيتهم حين يرون مشاهد الدمار والدّماء النازفة واللحم المتناثر وأشلاء بني وطنهم ولا تلمع لهم بارقة من رحمة أو إحساس بالذنب .
ولايؤثر في إنسانيتهم المغموسة في شهوات  ما بين الرّبطتين (العنق والحذاء)  أي شيء..
فشهواتهم تتلذذ لدماء أهل اليمن ؛ وتعطيلهم حاسة البصر كحاسة ستشهد عليهم يوم القيامة حين يستنطقها موقف الحساب الأخروي .
كما جعلوا أصابعهم في آذانهم فلايسمعون ولايعرفون بأنّ المؤذّن في صنعاء ، وصعدة ، وإب ، و…الخ  يردد مايقوله المؤذن في قطر والرياض وأنقرة و…الخ من بلاد التحالف العبري؛ فمن في تلك الدول مسلمون مؤذنهم يدعو للصلاة ومؤذن اليمن (مجوسي) يدعو لعبادة النّار ؛ لهذا أفتوا بمشروعية قصف اليمن. ؛ وأعطوا وحشيتهم مرة صبغة مذهبية ومرة صبغة سياسية تهتك وتهلك حياة قدسها الله من أجل إعادة عظيم من عظماء التاريخ ليحكم اليمن ؛ وفي يديه وردة لكل طفل في اليمن ولكل (قرطاس بفك) قد وزّع وردة كما سبق ووزع ورداته على المكفوفين والشيوخ والنساء والرجال ؛ وحتّى الجبال. والسهول والبحار أخذت نصيبها من الورد   المُوزع من هذا الحاكم العظيم وزمرته الذين ذهبوا (بربطات أعناقهم مقهورين) يطالبون بالعدالة الاجتماعية والسلام من  صناع السلام الذين منحوه فلسطين منذ سبعين عاما!!!
فلاغرابة في تبلدهم و بلادتهم فهم محصورون بين ربطتي الجسد وشهواته التي لن تُشبع إلا بالمال ؛ فبالمال فقط يُحرّكون دواعشهم ؛ وهم منزهون في فنادقهم وشققهم في بلاد أنتجت لهم الرّبطات العنقية والحذائية !!!!
صمتوا وأبكموا أفواههم إلا عن التحريض وإشعال نار الفتن بكل لغاتها الطائفية والمذهبية والمناطقية حتّى أصبح نهيقهم أنكر من صوت الحمير…
فماذا نُعاتِب فيهم ؛ وهل لازال لديهم شعور وإحساس بالقيم القرآنية وهل لازالوا مِنّا وهم المنسلخون عنّا منذ سقوط أول صاروخ على اليمن بتآمرهم ومباركتهم…
ماذا نُخاطب فيهم وهل يجوز أن نحاكم إسلامهم وضمائرهم ويمانيتهم ورجولتهم وعروبتهم وقد انتزعت منهم حين لبسوا القبعة العثمانية والعباءة الخليجية وربطوا لهم زنانير اليهود التي أخفتها ربطات العنق المتدلية إلى الأحذية….
لكنّهم في يوم عظيم  سيدركون أنّهم لن يستطيعوا أن  يهربوا من الحكم العدل ؛ حين يقفون أمامه ويُسألون عن كل قطرة دم سُفِكت وعن وطن يلتهب بسببهم..
وطن أراد الهجرة لله ورسوله ؛ هجرة للحرية والاستقلال في حين كانت هجرتهم للتبعية والانقياد لعدو الله الخالد ذكرهم في كتاب الله العزيز أنّهم المغضوب عليهم.