تبرئة أمريكا خيانة لدماء الشهداء
بقلم / صلاح العزي
اللقاءات والإجتماعات المكثفة التي أجراها سفير أمريكا ماثيو تولير حتى ساعة متأخرة من مساء الجمعة مع عدد من قيادات المرتزقة والمنافقين السعوديين واليمنيين في الرياض ،ثم المجاز البشعة التي ارتكبها طيران تحالف العدوان السعودي الأمريكي صباح اليوم والتي كان أبرزها مجزرة جمعة بن فاضل التي سقط فيها قرابة الثلاثين طفلا بين شهيد وجريح في إحدى مدارس مديرية حيدان بمحافظة صعدة.
تعبر عن مدى الغضب الذي أصاب أمريكا وحلفاءها نتيجة لاستئناف جلسات مجلس النواب في مقره الأصلي بالعاصمة صنعاء تلك الخطوة الشعبية الوطنية التي من شأنها أن تنسف كل المبررات الواهية التي يعتمدون عليها في عدوانهم على الشعب اليمني.
والأهم من ذلك أنها تدل دلالة قطعية على أن أمريكا هي التي تشن العدوان على اليمن وهي التي تقتل الشعب اليمني وهي التي تقود التحالف وهي التي تعرقل الحل السلمي وقد ظهر ذلك جليا أثناء مشاورات الكويت وقبلها مفاوضات جنيف باعتراف المرتزقة انفسهم بأن السفير الأمريكي هو الذي يضع لهم المحددات وهو الذي يأمرهم بالبقاء أو الرحيل وهذا اليوم ظهر السفير بوجهه مباشرة وهو يعمل جاهدا لعرقلة استئناف جلسات البرلمان في صنعاء.
فما الذي يجب أن تفعله أمريكا أكثر من ذلك لنحملها مسؤولية العدوان و جرائم الإبادة التي نتعرض لها ،هل المطلوب أن نرى أوباما جهرة وهو يقطع أعناق أطفالنا بالسكاكين ثم ماذا عن وصول كتائب من الجيش الأمريكي إلى بعض المناطق التي تمكنوا من احتلالها مثل المكلا وقاعدة العند ،أليس ذلك تأكيد آخر على أن أمريكا هي صاحبة المشروع وأن كل الذين يقاتلون معها مجرد أذناب لها يأتمرون بأمرها وأن لا فرق فيهم بين السعودي واليمني والإماراتي والقطري والسوداني والكولومبي إلا حسب الدور والإمكانيات.
و لكي لا نقع مجددا في فخ التضليل الإعلامي على البسطاء فإن تحميل أمريكا مسؤولية المجازر والجرائم الجماعية لا يعني تبرئة حلفائها وأذنابها ومرتزقتها على الإطلاق والواقع يشهد على ذلك بالتصدي لهم جميعا في كل الجبهات ﻷنهم كلهم مجرمون ظالمون معتدون ، والله تعالى لم يقل في القرآن الكريم بأن أذرع الطواغيت وأذنابهم أبرياء ولم يقل أن تحميل المسؤولية للمجرم الحقيقي يعني تبرئة ﻷتباعه وحلفائه بل اعتبرهم كلهم مخطئون ظالمون كما قال سبحانه “إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين”.
ولكن الظلم الحقيقي والتضليل الواضح الذي يبلغ حد الخيانة للشعب ولدماء الشهداء هو تبرئة أمريكا وتحييدها عن المسؤولية رغم كل الشواهد الواضحة وضوح الشمس – والتي من ضمنها اعتراف الأمريكيين أنفسهم – بدعوى أن السعودية هي قائد العدوان وهي المسؤول الأول والأخير.
نعم السعودية معتدية ظالمة باغية دمرت اليمن وارتكبت المجازر بحق الشعب بنسائه و أطفاله ومقدراته وسخرت جيشها وأموالها وأسلحتها المتطورة لصالح مشروع تدمير و احتلال اليمن و علينا أن نرد عليها ونعاقبها بقدر الإستطاعة وهذا ما هو حاصل بالفعل عسكريا وسياسيا وإعلاميا وحقوقيا.
ولكن ﻷننا على يقين بأنها لا تملك الجرأة ﻹطلاق رصاصة واحدة إلا بإذن ورغبة أمريكا ولأننا على يقين أيضا بأن أمريكا هي صاحبة المشروع بتأكيد الواقع وباعترافاتها الرسمية فلا ينبغي تحييدها عن تحمل المسؤولية وعلى الأقل وفي أقل تقدير تحميلهما المسؤولية جميعا وتعرية أمريكا أمام العالم كما يتم التعامل مع السعودية ولا مصلحة ﻷحد في تبرئة المجرم الذي يعترف بإجرامه إلا من يتعمد تضليل الشعب عن الحقيقة.