العسيري يهدد..ووفد الرياض يفر..والجيش واللجان الشعبية يقلبون الموازنة
ذمار نيوز -النجم الثاقب 4 أغسطس 2016م
لقد عادت لغة التهديد من قيادة تحالف العدوان على لسان ناطقها العسيري رغم كل التحركات الدولية والأقليمية لمحاولة انقاذ المفاوضات اليمنية التي باتت تدل على فشل كبير بعدما مغادرة وفد الرياض إلى السعودية بهدف التشاور مع الرئيس المستقيل الفار عبد ربه منصور هادي.
السعودية وما تمتلكه من نفوذ وقدرات وبعد عام وستة اشهر من العدوان والتهديد والوعيد اثبتت انها لا تفهم غير لغة القتل والدمار ولا تؤمن بلغة الحوار.
ففي ظلّ التصعيد العسكري الشامل في اليمن والمناطق السعودية الحدودية، أكد المتحدث باسم تحالف العدوان، أحمد عسيري، أنه «سيُقضى على كل من يحاول اختراق حدود المملكة»، في إشارةٍ إلى مايقوم به الجيش اليمني واللجان الشعبية من ردود على الانتهاكات السعودية المستمرة، ومنها الهجمات الحدودية باتجاه المناطق اليمنية الشمالية الغربية.
وتعليقاً على تعثّر المسار السياسي، قال عسيري في مقابلةٍ تلفزيونية، إن «الحوثيين لا يكترثون بالقرارات الدولية»، داعياً الأمم المتحدة إلى تسمية الجهة التي تعطّل المشاورات ولم تساعد في الوصول إلى تسوية سياسية.
فبعد مرور اكثر من ستة اشهر على وقف العمليات العسكرية من قبل ابطال الجيش اليمني واللجان الشعبية في الحدود اليمنية السعودية “المشتركة” والتي جاءت بناء مشاورات متقدمة للمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ احمد بالتنسيق مع سلطنة عُمان وافضت إلى تفاهمات لوقف العمليات التي يشنها الجيش واللجان الشعبية في المناطق الحدودية الجنوبية للسعودية، في اطار الجهود المبذولة لوقف النار والعودة إلى المسار السياسي.
كما ان وقف العمليات العسكرية للجيش واللجان الشعبية في الاراضي السعودية جاء في إطار إبداء حسن النية من جانب جماعة انصار الله ، وخصوصا بعد مطالبة السعودية بوقف العمليات العسكرية في اراضيها وسحب وحدات الصواريخ والمدفعية اليمنية المنتشرة في المحافظات الجنوبية السعودية والتي تشن عمليات قصف يومية على المواقع السعودية.
غير ان عدم التزام الجانب السعودي بكل الإتفاقات والتفاهمات التي تقدمت جعلت الأيام القليلة الماضية تشهد مقتل العديد من العسكريين السعوديين في هجمات صاروخية يمنية على المناطق الحدودية، قضى إثرها العشرات من الجنود السعوديين بين قتلى وجرحى، بينهم ضباط كبار.
في هذا الوقت، لا يزال الجمود مهيمناً على المحادثات في الكويت، حيث بقي وفد صنعاء بمفرده في ظلّ تغيّب وفد الرياض في السعودية تحت عنوان التشاور، لا الانسحاب النهائي.
وعقد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، في العاصمة الكويتية، لقاءً مع وفد صنعاء، بهدف إقناعه بالموافقة على مقترح الأمم المتحدة الذي أعلن وفد الرياض الموافقة عليه قبيل المغادرة، لكن ولد الشيخ أخفق في ذلك.
في المقابل، جدد وفد صنعاء، الذي يمثل حركة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام»، تمسكه بالحلّ الشامل للأزمة، مشترطاً تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتزامن مع حل الملف العسكري والأمني الذي يقضي بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإطلاق المعتقلين.
واقتصرت الرؤية الأممية للحل، التي قدمها ولد الشيخ إلى طرفي الأزمة اليمنية، على حلول للملف الأمني والعسكري، مع إسقاط الملف السياسي وترحيله إلى جولة مشاورات مقبلة لم يحدد زمانها ومكانها، وهو ما رفضه وفد صنعاء.
وكان سفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن، قد عقدوا، لقاءات مع وفد «أنصار الله» وحزب «المؤتمر»، لإقناعهم بالتوقيع على الرؤية الأممية لإنهاء الحرب.
في غضون ذلك، من المتوقع أن يعقد مؤتمر صحافي في القصر الجمهوري لإعلان تشكيلة المجلس السياسي الأعلى المؤلف من ممثلين عن «أنصار الله» و«المؤتمر» وحلفائهم، وكذلك إعلان شخصيات المجلس ورئيسه الدوري.