نون النسوة .. تزين مهرجان اتفاق المؤتمر والأنصار
بقلم / عابد المهذري
امرأة تحتضن رضيعها وأخرى تتوسط أطفالها الصغار وأم تهتف وتردد الشعارات مع أولادها وكبيرة في السن تستند على ابنتها الشابة وطفلة على كتف والدتها تحمل علم اليمن عاليا في يدها ومجاميع من النساء عند الحاجز الأمني يخضعن للتفتيش ونسوة كثيرات بالعشرات والمئات يدخلن الساحة من كل الاتجاهات وملابسهن مبللة بالماء وأرواحهن منتشية بالمشاركة في الفعالية تحت زخات المطر .
كان الحضور النسوي كثيفا ولافتا في ميدان السبعين .. أكملن واجباتهن المنزلية وسارعن لتلبية نداء الوطن بحضور مهرجان مباركة وتأييد اتفاق المؤتمر والانصار .
هؤلاء الحرائر العفيفات لم يخشين على مساحيق الميكياج من المياه أو على صحتهن من صدمة البرد ومخاوف الزكمة والسعال .. لأنهن أصلن تركن التبرج وكريمات النعومة وصبغات الكوافير منذ بدأ العدوان .. واستبدلن لوازم الراحة واكسسوارات الزينة والعطور ومستحضرات التجميل بإستشعار واجباتهن الجهادية والوطنية .. فكن شريكات في صناعة الانتصارات العسكرية من خلال أبنائهن اللائي دفعن بهم لجبهات القتال .. وشاركن ايضا بصنع الانجاز السياسي عبر دورهن الفاعل في الصمود وتعزيز الجبهة الداخلية ورفع المعنويات ونشر الوعي في كل اسرة وداخل كل بيت .. تحصينا للمجتمع وترسيخا لمبادئ وثقافة الحرية والكرامة والشرف .
معظمهن تبرعن بحليهن وذهبهن للمجهود الحربي .. وذهبن لتحفيز الرجال للبذل والعطاء والتبرع والانفاق .. ولم ينسين يوما الدعاء للمجاهدين بالثبات ومناجاة الله في كل ركوع وسجود ان يحفظ اليمن ويجنب البلاد الفتن ومؤامرات الاعداء .
ما أروعهن في ميدان السبعين وهن يغطين ثلث المنصة الرئيسية وعلى ساحة الاحتشاد يمخرن عباب الحشد .. والفرحة بتوحد الموقف اليمني يملأ جوانحهن ومن خطواتهن الحثيثة تبدو متعة الجنس الناعم برومانسية الأجواء الممطرة وقد تفعمت بمشاعر فخر واعتزاز تجيش بها الصدور .
اثبتت حواء في تأييد ومباركة اتفاق انصارالله والمؤتمر .. كم هي عظيمة بنت اليمن وكم هن وفيات مع الوطن ومحبات لهذه البلدة الطيبة .. كيف لا وقد رأيناهن طوال عام ونصف من العدوان يخرجن رافعات البنادق في مختلف المدن والأرياف .. ولا تخلو مناسبة أو مسيرة او وقفة او حدث طارئ الا وكان للمرأة بصمة وموقف ودور وحضور .