الخبر وما وراء الخبر

مَن يَجْبُن أن يصرخ بكلمةٍ في وجه أمريكا وإسرائيل فإنه أسوء من علماء السوء وحكام الجور

402

ملزمة الأسبوع: الصرخة في وجه المستكبرين

إعرف مخططات اليهود ضدك، لتعرفَ كيف تقفُ في وجوههم

من يَجْبُن أن يصرخ بكلمة في وجه أمريكا وإسرائيل فإنه أسوء من علماء السوء وحكام الجور

إعداد/ بشرى المحطوري

بذلك الكلام الرائع، السهل الممتنع، استهل الشهيدُ القائدُ رضوان الله عليه محاضرته ــ ملزمة ــ [الصرخة في وجه المستكبرين] بالحديث حول ضرورة التوحد في الاجتماعات (مجالس القات) ودعا الناس في منطقة (مرّان) إلى ذلك، بدلا من أن تقوم كل جماعة بالتجمع لحالها، وتناقش ما يرونه من أخبار في التلفاز، عن أحوال الأمة الإسْلَامية، فتظهر التحليلات الخاطئة، ويخرجون من اجتماعاتهم دون رؤية محددة، فدعا للتجمع بشكل عام لكي كما قال رضوان الله عليه: [نتحدث بروحية من يفهم أنه طرف في هذا الصراع ومستهدف فيه شاء أم أبى، بروحية من يفهم بأنه وإن تنصّل عن المسئولية هنا فلا يستطيع أن يتنصّل عنها يوم يقف بين يدي الله].

وتساءل رضوان الله عليه أثناء المحاضرة أسئلة كثيرة، ومهمة جداً، وأجاب عليها إجابات مقنعة تماماً، مستدلاً على ذلك بآيات القرآن الكريم، وحاجج بالعقل والمنطق أيضاً، مما يجعل هذه المحاضرة ــ الملزمة ــ من أبلغ المحاضرات وأهمها والتي تزيل الغشاوة عن عيون الأمة، ومن أبرز تلك الأسئلة ما يأتي:ــ

خبث اليهود الشديد:ــ

تساءل الشهيد القائد رضوان الله عليه ــ لكي ينبّهَنا ــ عن تحرك اليهود لضربنا منذ عشرات السنين، ونحن بعد لم نعرف ماذا يعملون فقال: [أليس هذا من الخبث الشديد؟. من التضليل الشديد الذي يجيده اليهود ومن يدور في فلكهم؟]. وفي هذا التساؤل حث كبير لنا لكي نعرف ماذا يعمل اليهود، وماذا يخططون، لنستطيع أن نقف في وجوههم، وندمر مخططاتهم ونسقطها.

سؤالٌ جوهري:ــ

ثم أتبع الشهيد القائد ذلك السؤال بسؤال آخر مهم جداً وهو: [هل نحن فعلاً نحس داخل أنفسنا بمسئولية أمام الله أمام ما يحدث؟ هل نحن فعلاً نحس بأننا مستهدفون أمام ما يحدث على أيدي اليهود ومن يدور في فلكهم من النصارى وغيرهم؟]، حيث أنه من خلال الإجابة على هذا السؤال يتحدد الموقف لكل امرئ مسلم، يتضح المسار، إما إلى الطريق الصحيح، أو الطريق الخطأ؛ لأننا عندما نشعر بالمسؤولية أمام الله عما يحدث، وأننا مستهدَفون، هذا يؤدي إلى العمل الجاد، للوقف في وجوه اليهود ومن يدور في فلكهم..

مؤكداً بأننا عند حديثنا عن مخططات اليهود والنصارى ضدنا، يجب ألا نخاف إلا الله، وأن أي شخص أو جهة نخافها فإننا نشهد بداخلنا على أنها من أولياء اليهود والنصارى، وإلا ما الذي يخيفنا منها؟ ما الذي يزعجها إن نحن تحدثنا عمن يهلكون الحرث والنسل؟.

القنوات الفضائية.. وتأثيرها في نفوس الناس:ــ

وفي ذات السياق، ولكي يفهم الحاضرون ــ وكل من يقرأ الملزمة ــ تحدث الشهيد القائد رضوان الله عليه عن أثر الإعلام، وخصوصا القنوات الفضائية، وما تبثه من أحداث وجرائم الغزو الامريكي لافغانستان وَالعراق، والمجازر البشعة التي تحدث بحق المسلمين، وتساءل قائلا: [عندما تأتي أنت أيها المذيع وتعرض علينا تلك الأخبار، وعبر الأقمار الصناعية لنشاهدها، فنشاهد أَبْنَاء الإسْلَام يُقًتَّلُون ويُذبحون، نشاهد مساكنهم تهدم، هل تظن أننا سننظر إلى تلك الأحداث بروحية الصحفي الإخباري الذي يهمه فقط الخبر لمجرد الخبر؟!]..

مجيبا على هذا التساءل بقوله: [نحن لا ننظر إلى الأحداث بروحيتك الفنية الإعلامية الإخبارية، الصحفية، نحن مؤمنون ولسنا إعلاميين ولا صحفيين ولا إخباريين، نحن نسمع قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} نحن ننظر إلى ما تعرضه على شاشة التلفزيون بنظرتنا البدائية، نحن لا نزال عرباً لم نَتَمَدّن بعد، وببساطة تفكيرنا كعرب مسلمين لا تزال في نفوسنا بقية من إبَاءٍ، بقية من إيمان، فنحن لسنا ممن ينظر إلى تلك الأحداث كنظرتك أنت].

ما يُعرض في التلفاز من جرائم يخدم اليهود:ــ

مضيفاً رضوان الله عليه بأن كل ما يعرض في التلفاز من جرائم بشعة بحق المسلمين إن لم يكن هدفه إثارة المسلمين، فهو إذن يخدم اليهود لأنه كما قال الشهيد القائد: [إنما تريدون حينئذٍ بما تعرضون أن تعززوا في نفوس أَبْنَاء الإسْلَام في نفوس المسلمين الهزيمة والإحباط، والشعور باليأس والشعور بالضَّعَة].

محذرا كل من يشاهد تلك الجرائم ثم لا يكون له موقف بأنه مشارك فيها حيث قال: [لا نسمح لأنفسنا أن نشاهد دائماً تلك الأحداث وتلك المؤامرات الرهيبة جداً جداً، ثم لا نسمح لأنفسنا أن يكون لها موقف، سنكون من يشارك في دعم اليهود والنصارى عندما نرسخ الهزيمة في أنفسنا، عندما نَجْبُن عن أي كلمة أمامهم].

 الواقع لا يخلو من حالتين تدفعنا كلتاهما ليكون لنا موقف مما يجري:ــ

الحالة الأولى:ــ

وأشار الشهيد القائد في محاضرته ـ الملزمة ـ أننا أصبحنا فعلا تحت أقدام اليهود، في وضعية مهينة، وذل، وخزي، وعار، فتساءل الشهيد القائد قائلا: [هل هذه تكفي إن كنا لا نزال عرباً، إن كنا لا نزال نحمل القرآن ونؤمن بالله وبكتابه وبرسوله وباليوم الآخر لتدفعنا إلى أن يكون لنا موقف].

الحالة الثانية:ـ

وأضاف الشهيد القائد بأن الحالة الثانية التي تدفعنا ليكون لنا موقف مما يجري من جرائم بشعة بحق الأمة هو: [ما يفرضه علينا ديننا، ما يفرضه علينا كتابنا القرآن الكريم من أنه لا بد أن يكون لنا موقف من منطلق الشعور بالمسئولية أمام الله سبحانه وتعالى. نحن لو رضينا – أو أوصلنا الآخرون إلى أن نرضى – بأن نقبل هذه الوضعية التي نحن عليها كمسلمين، أن نرضى بالذل أن نرضى بالقهر، أن نرضى بالضَّعَة، أن نرضى بأن نعيش في هذا العالم على فتات الآخرين وبقايا موائد الآخرين، لكن هل يرضى الله لنا عندما نقف بين يديه السكوت؟ من منطلق أننا رضينا وقبلنا ولا إشكال فيما نحن فيه سنصبر وسنقبل؟!].

ميدانُ العمل ضد اليهود ليس مقفلاً:ــ

واسترسل الشهيد القائد مشجّعاً ومحفزاً للأمة، وشارحاً لها بأن الأبواب ليست مؤصدة أمام المسلمين الذين يريدون أن ينطلقوا فيعملوا ضد اليهود، وأن المجالات واسعة جداً في هذا المجال ومفتوحة، وحذر ممن يقولون بأن أمريكا هي المسيطرة على كل شيء، وأنه لا يستطيع أحد مقاومتها، مؤكداً أن الكل مهان ومستذل على يد اليهود، ولابد من العمل ضدهم، متسائلاً: [فكيف ترى بأنه ليس بإمكانك أن تعمل، أو ترى بأنك بمعزل عن هذا العالم، وأنك لست مستهدَف، أو ترى بأنك لست مُستذَل، ممن هو واحد من الأذلاء، واحد من المستضعفين، واحد من المُهانين على أيدي اليهود والنصارى، كيف ترى بأنك لست مسئولاً أمام الله، ولا أمام الأمة التي أنت واحد منها، ولا أمام هذا الدين الذي أنت آمنت به؟!].

هدفُ اليهود هو ضرب الشيعة:ــ

وفي سياق الكشف عن مؤامرات اليهود ومخططاتهم أكد الشهيد القائد بأن أهل السنة لا يمثلون خطرا على اليهود، حيث قال: [اليهود يعرفون بأن السنِّية لن يشكلوا أي خطر عليهم، ونحن رأينا فعلاً، رأينا فعلاً ما يشهد بأنهم فعلاً ينظرون هذه النظرة. أليس زعماء العالم الإسْلَامي اليوم سُنيّة؟. أليسوا سنيّة؟ كلهم ربما واحد منهم (خاتمي) شيعي. هؤلاء هم ماذا عملوا في هذا العالم؟ أليسوا هم من وافق، من سارع إلى التصديق على أن تكون أمريكا هي من يقود التحالف العالمي ضد ما يسمى بالإرهاب؟].

علماء السوء دجّنوا الأمة لحكام الجور الذين دجنوننا لليهود:ــ

وتحدث الشهيد القائد بغضب عارم، وحسرة قاتلة، عن الحالة المزرية التي وصلت إليها الأمة، والتي كان من أهم أسباب وصولها إلى هذه الحالة هم علماء السوء، ومؤرخين السوء، والذي كان نتيجة كتاباتهم ما نعيشه من حالة خطيرة في زمننا هذا هم من أوصلونا إليها، فقال رضوان الله عليه: [لقد تجلّت حقيقة خطيرة جداً.. خطيرة جداً جديرة بأن نلعن كل صوت رفع في تأريخ الإسْلَام أو خُطَّ بأقلام علماء السوء، أو مؤرخي السوء الذين عملوا على تَدْجِيْنِ الأمة لكل حكام الجور على طول تأريخ الإسْلَام، نقول لهم: انظروا ماذا جنت أيديكم في هذا العصر، انظروا ما تركت أقلامكم، انظروا ما تركت أصواتكم، يوم كنتم تقولون: يجب طاعة الظالم، لا يجوز الخروج على الظالم، يجب طاعته لا يجوز الخروج عليه، سيحصل شق لعصى المسلمين، وعبارات من هذه. أنتم يا من دَجَّنْتُم الأمة الإسْلَامية للحكام، انظروا كيف دَجَّنَها الحكام لليهود، انظروا كيف أصبحوا يتحركون كجنود لأمريكا وإسرائيل].

مطلقاً حكماً صريحاً وقوياًّ لا مجاملة فيه لأحد، بعد أن شرح ما فعله علماء السوء ومؤرخين السوء بالأمة، وكيف قدموا القرآن وَالإسْلَام كوسيلة لخدمة اليهود والنصارى، فقال: [ثم بعد هذا من يَجْبُن أن يرفع كلمة يصرخ بها في وجه أمريكا وإسرائيل فإنه أسوء من أولئك جميعاً، إنه هو من توجهت إليه أقلام وأصوات علماء السوء من العلماء والمؤرخين على امتداد تأريخ الإسْلَام وإلى اليوم، وهو من تتجه إليه خطابات الزعماء بأن يسكت، فإذا ما سكتَّ كنت أنت من تعطي الفاعلية لكل ذلك الذي حصل على أيدي علماء السوء وسلاطين الجور. فهل تقبل أنت؟ هل تقبل أنت أن تكون من يعطي لكل ذلك الكلام فاعلية من اليوم فما بعد؟].

 (حزب الله) سادةُ المجاهدين في هذا العالم:ــ

صفةٌ رائعةٌ أطلقها في هذه المحاضرة ــ الملزمة ــ الشهيد القائد على (حزب الله) اللبناني، واصفا لهم أيضاً بأنهم من قدموا الشهداء وحفظوا ماء وجه هذه الأمة، منبها الأمة بأنهم هم من يشكلون الخطر الحقيقي على أمريكا وإسرائيل، وليس أسامة بن لادن، مدللا على ذلك بقوله: [هل اتهموا حزب الله بأنه كان وراء عملية ضرب البرج في نيويورك؟. لا أعتقد، لو اتهموه بذلك لشدّوا أنظار الأمة إلى حزب الله، وهذه حالة خطيرة جداً جداً على أمريكا وإسرائيل أن تنطلق من أفواههم كلمة واحدة تشد المسلمين إلى حزب الله، حاوَلوا أن يشدوا أنظار المسلمين إلى ذلك الرمز الوهمي، الذي لا يضر ولا ينفع، لا يضر أمريكا ولا ينفع المسلمين [أسامة وطالبان]. أليسوا هم من اُتِّهِموا بحادث نيويورك من بعد تقريباً ربع ساعة من الحادث؟ حزب الله يُدبر لـه تحت عناوين أخرى لا تكون جذابة، وحينها عندما يُضرب حزب الله فنكون نحن المسلمين لم نعد نرى في حزب الله بأنه يشكل خطورة على أمريكا وإسرائيل؛ لأنه لم يقصم رأس أمريكا، ذلك البرج الذي كان منتصباً في نيويورك].