مرقد السودي
بقلم / عبدالمجيد التركي
قبل يومين تم تفجير مسجد ومرقد العارف بالله عبدالهادي السودي، وهو أحد أقطاب الصوفية في اليمن، وفقيه وشاعر..
تم تفجير مرقده من قبل ما يسمَّى المقاومة، وفي نفس الوقت هم يدركون أنهم يفجِّرون معلماً تاريخياً يميز هذه المنطقة عن غيرها، فعبدالهادي السودي ليس حوثياً ولا شيعياً، ولا علاقة له بما يحدث.. لكن من لا يحترم الأحياء كيف سيحترم الأموات, وكنا نسمع من زمان أن حرمة القبر من الثرى إلى الثريا، حتى وإن كان كافراً.
كيف لمن يعشق الدمار والخراب أن يفكر بالحفاظ على معلم تاريخي أو أثري؟ وكيف سيحترمون الأموات وهم يسلخون الأحياء ويعلقونهم على أعمدة الشوارع، ويربطونهم خلف الـمُترات والهايلوكسات ويطوفون بهم في الشوارع؟
وما دامو يفجرون القبور وينسفون الأضرحة فمشكلتهم ليست مع الحوثي، لأن عبدالهادي السودي يعتبر معلماً تاريخياً، وأحد الأولياء والصالحين، وبالتأكيد هم يريدون نسف تعز ومعالمها تحت ذريعة الحوثي.
بالأمس كتبت منشوراً في الفيس بوك عن عبدالهادي السودي، وكنت أخشى أن يدخل أحد الأغبياء ليقول لي إن عبدالهادي السودي بخير وإنه التقاه أمس في نقيل سمارة.. ومابش حاجة لا تصدقوش للإشاعات.. فقد قالوا قبل ذلك إن مذبحة الصراري مجرد إشاعة حوثية، ولم يحدث فيها شيء.
من الطبيعي أن يغطُّوا على مذبحة الصراري، لأنهم مرتكبوها، ولو كان الحوثي هو الذي يقصف الصراري لقامت الدنيا ولخرجوا من جحورهم يصرخون: يا للهول.. الحوثيون يقصفون الصراري.. الصراري تنزف، كما هي عادتهم في الصمت عن المجازر السعودية التي يبررون لها دائماً.. فحين تقصف السعودية تعز يصمتون، وحين يقوم الحوثي بإطلاق صاروخ توشكا على المقاومة يتحولون إلى نائحات.. وكأن الدماء التي تسفكها السعودية لا تعنينا في شيء؟!
ولتبرير فعلتهم قال البعض: لماذا كل هذا الصراخ، إنه مجرد قبر!!