الخبر وما وراء الخبر

الفكر الوهابي وثقافة قتل الأحياء والأموات

306

بقلم/د عرفات الرميمة

هدد التيار الوهابي التكفيري في تعز بنسف ضريح الشيخ الصوفي أحمد بن علوان في يفرس بعد يوم واحد فقط من نسف ضريح ومقام الشيخ الصالح عبدالهادي السودي ونبش قبره في تعز القديمة وبعد أسبوع من تفجير ضريح ومسجد جمال الدين في عزلة الصراري . وفي العام الماضي – وتحديدا يوم الإثنين ١٧أغسطس – وبعد اقتحام قرية حدنان في مديرية مشرعة وحدنان – محافظة تعز – هدد دواعش الفكر الوهابي بنسف ضريح ولي الله السيد علي بن أحمد الرميمة المتوفي في عام ٦٦٣هجرية -في قرية حدنان – بعد أن نسفوا قبة مسعود في نفس القرية ، ولا يمكن بتر ما حدث في حدنان عن سياقه العام في إطار عدوان عيال سعود الشامل على اليمن الذي دمّر معظم الأماكن الأثرية كمعبد الشمس والآثار المتبقية من سد مأرب وبيوتا تأريخية في صنعاء القديمة وقلعة القاهرة في تعز وجامع الهادي في صعدة والأماكن الأثرية في زبيد . وبالنسبة لآل سعود وأذيالهم يعتبر ما حصل أمراَ طبيعياً ولا يدعو للاستغراب لأنه من صميم العقيدة الوهابية التي لا تقبل بالأموات ولا تتسامح معهم ، فليست صدفة أن من يهدم قبور الصحابة في البقيع في مطلع القرن العشرين ويحاول هدم قبر الرسول في عام ١٩٢٦في المدينة – لم يمنعهم غير اعتراض مصر ومسلمي الهند والدولة العثمانية – ويحاول هدم مقام إبراهيم في نهاية الخمسينيات فتوسط الشيخ الشعراوي – الذي كان يعمل حينها في السعودية – لدى الملك سعود وأقنعه بأنه مصلى مذكور في القرآن وليس صنماً يعبد – كما أفتى الوهابيون حينها – كل ما حصل كان بفعل دعاة الفكر التكفيري الوهابي . ويمكن أن نسأل دعاة ذلك الفكر البدوي – الذي لا يؤمن بالحضارة والآثار كونه ينصب خيامه اليوم ويرفعها غداً- من الذي هدم بيت الرسول في مكة ووضع مكانها حمامات الحرم المكي بحجة التوسعة ؟ إن من فعل كل ما سبق لن يتورع عن هدم ضريح الشيخ أحمد بن علوان .

فحركة طالبان التي هدمت تماثيل بوذا في أفغانستان عام ٢٠٠٠و داعش والنصرة التي خربت وهدمت قبور وأضرحة الصحابة وأنبياء الله في سوريا والعراق وخربت وهدمت ونهبت آثارها – وباعتها للغرب بثمن بخس – لم ينزلوا من المريخ ولم يعتنقوا الفكر الماركسي أو الفلسفة الوجودية ، إنهم معتنقي الفكر التكفيري الوهابي -السرطان الذي أصاب جسد الإسلام وساعد على أنتشاره أموال النفط وليست أصالة المذهب -الذي يعادي الأحياء والأموات ويعتبر الفن حرام بكل أنواعه حتى الصور الفوتوغرافية .

أن فكر القاعدة وداعش لا يعبر سوى عن الإسلام الوهابي إسلام الأعراب في نجد الذين وصفهم القرآن بأنهم ( أشد كفراً ونفاقا وأجدر بأن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله ) إن حالات القتل والإعدامات المنظمة للمخالفين ليست نتيجة اجتهاد حدثاء الأسنان اليوم ، بل هي متأصلة في صلب المنهج التكفيري الوهابي ابتداء بمجموع الفتاوى لابن تيمية ومرورا بفتاوى ابن عبدالوهاب وإنتهاء بفتاوى ابن باز والزنداني والديلمي وأخوانهم الذين يمدونهم في غي التكفير .

إنه فكر يذبح الإسلام والمسلمين ولكن على الطريقة الوهابية باعتبارها النسخة المزيفة من الإسلام المحمدي الذي يقتل الأحياء والأموات لأنهم لا يلتزمون بشريعة نبي داعش محمد بن عبدالوهاب صلى عليه الإخوان وسلموا تسليما .