الخبر وما وراء الخبر

الاتفاق السياسي .. ينهي أحلام الحسم العسكري

231

ذمار نيوز/ تقارير|1 أغسطس | المسيرة نت /إبراهيم الوادعي:يحتشد اليمنيون عصر اليوم الاثنين إلى ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء لمباركة الاتفاق السياسي بين القوى الوطنية في الداخل لإدارة شئون البلاد بعد مضي ما يقرب من ستة عشر شهرا من العدوان السعودي على اليمن.

اتفاق تطبيع الحياة السياسية بين أنصار الله وحلفائهم والمؤتمر الشعبي وحلفائهم كان له وقعه الداخلي والخارجي وتباينت الرؤى بشأنه خلال الثلاثة الأيام الماضية فيما التزم الطرفان السياسيان الصمت وتركا حبل التكهنات على غاربه.

فعلى صعيد الداخل اليمني لاقى الاتفاق السياسي وإنشاء ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى لإدارة شئون البلاد سياسيا بالدرجة الأولى في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي  على البلاد ترحيبا شعبيا واسعا، وتتالت البيانات المرحبة من المحافظات اليمنية والكيانات الاجتماعية بالاتفاق السياسي,وعدته لبنة مهمة في سياق حشد الطاقات باتجاه تجميع عوامل النصر على العدوان.

خارجيا تباينت الرؤى بشان توقيع أنصار الله والمؤتمر الشعبي  وحلفاؤهما  اتفاقا سياسيا لإدارة شئون البلاد,هاجم الإعلام الخليجي في معظمه الاتفاق السياسي , ودعا إلى الحسم العسكري، فيما عده الفار هادي ومرتزقته انقلابا على مفاوضات الكويت برغم أنها لم تتوصل إلى اتفاق بعد.

من جانبهم اعتبر عدد من الكتاب الاتفاق في توقيته ومفاوضات الكويت تحتضر، خطوة تنم عن الذكاء السياسي لدى القوى الوطنية المواجهة للعدوان في الداخل، أسفر عن تململ الطرف الآخر ومغادرته مربع التعنت ومحاولة فرض الشروط .

خبراء عسكريون رأوا في الاتفاق السياسي تحضيرا للأرضية السياسية للدخول في الخيارات الإستراتيجية بعد الانتهاء خلال الفترة السابقة من العمليات العسكرية في الحدود للدخول في الخيارات الإستراتيجية ,قد تعني فيما تعنيه الهجوم بشكل أوسع على العمق السعودي ومهاجمة المصالح السعودية الإستراتيجية، وهذه جميعها تتطلب أرضية سياسية صلبة وتوافقا من قبل القوى السياسية، وأوضح ذلك السيد عبد الملك في خطابات سابقه.

لافتين إلى أن الاتفاق في صنعاء تزامن أيضا مع تصعيد وتيرة العمليات العسكرية في الحدود , موصلا رسالة مفادها استعداد الداخل اليمني لحرب طويلة الأمد، أعلن عنها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة، ما قد يعطي النتيجة المرجوة في إرغام الطرف الأخر على الخنوع  للحل السياسي .

الإعلان الأممي عن تمديد مشاورات الكويت، وعودة وفد المرتزقة عن مغادرة الكويت ينم بالدرجة الأولى عن حجم التخبط الذي تعيشه الرياض قائد العدوان على اليمن، وإدراك دوائر القرار في عدد من العواصم الخليجية المنخرطة في العدوان على اليمن إن الرهان على الشقاق الداخلي قد تبخر وبالتالي أصبح من الصعب معه ولو الإشارة إلى إمكانية دخول صنعاء عسكريا.

و بموازاة الضربات العسكرية في العمق الجنوبي للسعودية يمكن القول إن القيادة اليمنية المعنية بمواجهة العدوان وفي المقدمة أنصار الله الذين يحملون العبء الأكبر في هذه المواجهة، قد نجحوا في توجيه ضربة باليستية من العيار السياسي الثقيل إلى الرياض وحلفها, وأن الحسم العسكري أصبح أكثر صعوبة، إن لم يكن مستحيلا.