الخبر وما وراء الخبر

الأتفاق السياسي..ورقة قوة لدى الوفد الوطني بعد إصرار الرياض بعدم القبول بالحل الوسط

264

ذمار نيوز -النجم الثاقب 31 يوليو 2016م

في ظل التوافق والحفاظ على الوحدة الداخلية واستقرار الوطن ذهب القوى الوطنية في الداخل اليمني الى الاتفاق التاريخي الذي كان يمثل الوحدة اليمنية بين قوى الشعب ويعتبر انتصار للقوى الوطنية ضد العدوان السعودي الامريكي، كما انه من الانتصارات القوية ضد مخططات العدوان في بث الفرقة بين مكونات الوطنية .
حيث قال رئيس المجلس السياسي لأنصار الله ” صالح الصماد” أن الاتفاق السياسي الوطني بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام الذي وُقع يوم الخميس 28 يوليو 2016م : جاء لضرورة توحيد الجبهة الداخلية وللخروج من واقع البلد المشلول، لا سيما بعد وجود مؤشرات خطيرة جدا تؤكد أن العدو متجه لإبقاء الأزمة تحت سيطرته.
وأضاف الصماد : أن هذا الاتفاق الذي وصفه بالإستراتيجي جاء بعد جهود كبيرة بذلتها هذه القوى الوطنية سواء فيما يتعلق بالمفاوضات والوصول إلى حل سياسي أو فيما يتعلق بضرورة توحيد الجبهة الداخلية والخروج من الواقع المشلول . وأكد الصماد أن الاتفاق سيكون له أثره في تعزيز الجبهة الداخلية وفي الحفاظ على مؤسسات الدولة، وفي توحيد الجبهة الداخلية ومواجهة العدوان على كافة المجالات…

وفي ظل التعثر والانسداد أفق المحادثات سارعة القوى الوطنية الى الاتفاق التاريخي الاستراتيجي على اعلان تأسيس مجلس سياسي أعلن في صنعاء في الوقت الذي يسعى وفد الرياض وقوى التحالف الى تأخير اي اتفاق لكسب اي ورقة قوية خلال المسار السياسي وفي جبهات القتال وتقليص قدرت الوفد الوطني وكسب جولات لصالحة.
حيث لم تكن الجولات التفاوضية بين الأطراف اليمنية إلا انعكاساً واضحاً لنبض الميدان والعمليات العسكرية. في كل مرة كانت قوات التحالف السعودي تعمد فيها إلى تسعير الجبهات والحشد فيها بغية إحداث خروق لتوظيفها على طاولة المحادثات.

وفي مفاوضات جنيف الأولى والثانية، حيث قام دول التحالف الشيطاني بحشد القوات الإماراتية والامريكية والسودانية والقوات الموالية للفار هادي تحت ذريعة “تحرير تعز” باعتبارها منطقة مطلة على باب المندب ومفتاحاً للسيطرة على صنعاء.

وفي تلك المرحلتين من التفاوض في جنيف والمؤامرة من الامم المتحدة واعطاء الضو الاحمر لقوى العدوان لتحقيق اي تقدم في جبهات القتال في تعز وغيرها، تلقى التحشيد الذي قادته قواى التحالف على تعز ضربات قاسية في صفوف قوى العدوان السعودي الامريكي.
وقبل الدخول في محادثات الكويت، كانت القوات السعودية وحلفاؤها قد شنوا اكثر من 30 هجوماً عسكرياً كبيراً على مدينة ميدي الصغيرة التي تبعد عن الحدود الصحراوية بين اليمن والسعودية 30 كلم، إلا أن كل هذه الهجمات فشلت في إسقاط مدينة ميدي.
وفيخلال الجولة الثانية من محادثات الكويت، شنت قوى التحالف السعودية الامريكي والمجموعات المسلحة الموالية لها هجوماً على منفذ حرض الحدودي بمؤازرة كثيفة من طيرانها،غير أن القوات اليمنية، صدّت الهجوم وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، إضافة إلى هجمات متعددة على نهم ومأرب شرقي صنعاء، ولم يكن بإمكان وفد الرياض الاستفادة منه عملياً على طاولة الحوار.
في المسار السياسي، استمرت المفاوضات في الكويت أكثر من ثلاثة أشهر ولا تزال على حالها من المرواغة، على الرغم من إعلان وفد الرياض الانسحاب التي تبعتها محاولات دولية لإنقاذ المشاورات.
وفي الجولتين الأخيرتين في الكويت، عاد الأطراف إلى المربع الأول، وبرغم عدم تحقيق السعودية وحلفائها أي إنجاز على الأرض، كان وفد الرياض يرفع سقف مطالبه مصرّاً على سحب السلاح الثقيل من «أنصار الله» وانسحابهم من المدن، ويرفض المشروع السياسي وتشكيل مجلس رئاسي أو حكومة وفاقية تجمع الأطراف كافة وتشرف على تنفيذ الخطة الأمنية.
وفي هذا الإطار جاء الاتفاق بين «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» وحلفائهما على تشكيل مجلس سياسي أعلى مكوناً من عشرة أعضاء بهدف توحيد الجهود لمواجهة العدوان السعودي وحلفائه، ولإدارة شؤون الدولة في البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وغير ذلك وفقاً للدستور.
الخطوة اليمنية بالإعلان عن المجلس السياسي أتت في توقيت مدورس وموفق ويأتي في سياق تصعيد سياسي من الجانب اليمني، رداً على إفشال المفاوضات وانسداد الافق السياسي والتزمت السعودي برفض أي صيغة توافقية وفي ظلّ إصرار الرياض بعدم القبول بالحلول الوسط.
ولا شك أن الإعلان عن تشكيل المجلس السياسي الأعلى فاجأ الجانب السعودي باعتباره خطوة سياسية لا تقل أهمية عن الصمود الميداني والرسائل العسكرية الحدودية، التي سبقت الإعلان السياسي؛ غير أن السعودية، كعادتها، لم تدرك أن مرحلة خروقها العسكرية وتعنتها السياسي لن تستمر من دون أن يطاولها الرد.

لذا، جاءت مفاعيل هذه الخطوة سريعة في وسائل الإعلام السعودي والخليجي، الذي توعد بعضه بـ :تدمير صنعاء” وتحميل المكونات الوطنية اليمنية المسؤولية عن ذلك. كذلك، فإن الإعلان الصادر في صنعاء يقطع الطريق على الرهانات الخاطئة التي ابتدأت منذ بداية الحرب بشق الصفوف الوطنية وبث الفرقة بين مكونات الشعب.
لن يلغي تشكيل المجلس السياسي الأعلى المسار التفاوضي، بل سيضيف إلى جعبة وفد صنعاء ورقة قوة، لا يستطيع الطرف الآخر تجاوزها. وكان المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام، قد أكد أن الاتفاق لن يؤثر في النقاشات في الكويت، مضيفاً أنه إذا توافقت الأطراف اليمنية على أي حل سياسي «سنكون وكل حلفائنا في طليعة من يتبنى ذلك ويتحرك في إطاره ويدعم تنفيذه».