اجتماع طارئ للحشرات..للشاعر الكبير عبدالله البردّوني
قصيدة للشاعر الراحل عبدالله البردّوني تتحدث عن القمم العربية ونتائجها
أعلنت سلطانة » القمل« اجتماعا رؤساء » البق« لبوها سراعا
وإليها أقبل الأقطاب من مملكات » السل« مثنى ورباعا
جاء شيخ الدود في حراسه زارداً بحراً، ومعتماً شراعا
ملك » الذبان« وافى نافشاً تاجه كي يملأ الجو التماعا
طار سلطان » البراغيت« على نملةٍ« فازدادت الأض اتساعا
( الزنابير) توالت مثلما هد مرحاضين، مرحاض تداعى
شددوا كل الحراسات امنحوا كل » زنبورٍ« ثلاثين ذراعا
أحرقوا كل كتاب في حشى أمه، نحوا عن المهد الرضاعا
أغلقوا أبواب أم الريح، لا تأذنوا للصبح أن يبدي شعاعا
أدخلوا كل عيون الشعب من سمعه، كونوا رؤاه والسماعا
سيدي: ماذا ترى؟ أخطرهم لبسوا الأحجار وامتدوا بقاعا
كشروا الأحجار!: فتتنا الحصى واقتضمنا جبلاً عنهم أشاعا
وتناهشنا عظام المنحنى وقتلنا زوجة الصخر اقتلاعا
ربما ذابوا، أشمتم حمرة؟ كلها الألوان منتنا خداعا
هل قنصتم كل واعٍ؟ قيل لي وانجلى أنا قنصنا من تواعى
ما الذي تم؟ قتلنا مئة واحتجزنا الأهل، واحتزنا المتاعا
حسن، لكن لنا تجربة إن بدء الصرع يستدعي الصراعا
وإذن هذا الذي نعمله مثلما يستنبح الكلب السباعا
المهم الآن أغفوا أونأوا، قل: غدوا أخفى كموناً وانزراعا
لاتخف سوف نلاقي مدخلاً في مخابيهم، ولو كانت قلاعا
بعد وقتٍ ندعي دعوتهم ونؤاخيهم – على الكره- اصطناعا
وبذا نرقى إلى أرقاهم.. ومن الأعلى نرى الأدنى اتضاعا
فننحي جانباً أحمسهم ثم نرضي منهم الأرخى طباعا
قتلوا هذا الردى تجربةً فتلمس ميتةً أذكى اختراعا
لا أرى أنفع من أن أشتري قادة منهم، ستبتاع المباعا
سوف يستغنون عمن تشتري ثم ينقادون للأقوى امتناعا
دع هناك الآن، واستغور هنا وهنا أقوى على السر اطلاعا
لانرى صدعاً يشي عن قعره ويرى فينا – إلى القعر- انصداعا
السكوت الغامص الملقى هنا حرض السمع وأعيا الإستماعا
من ترى نمنح من أعواننا؟ نتخم الأسعى، ونُغري من تساعى
نبدأ المؤتمر اليوم؟ غداً قد أذعنا اليوم، كذب من أذاعا
ربما بعد غدٍ أنجى؟ نعم ندخل القاعة صفاً؟ بل تباعا
وأتى بعد غدٍ فابتدأوا جلسة أربت على السقف ارتفاعا
وبذاك الملتقى دوى الصدى وانحنى التاريخ يومين ارتياعا
قرروا في الجلسة الأولى بأن يصلوا مامات بالأمس انقطاعا
أن يشيدوا الليل إيواناً، وأن ينجروا الأيام باباً و» صواعا«..
وأرتأوا أن لاتدور الأرض، أن تلبس الشمس إزاراً وقناعا
أن يعيروا الأطلسي كوفيةٍ أن يزيدوا قامة » التمساح« باعا
أن يحيلوا الغيم قاعاً صفصفاً كي يموت البرق جوعاً والتياعا
أن يبيعوا العصر كي يسترجعوا زمناً من قبل أن يلقوه ضاعا
قرروا في الجلسة الوسطى بأن يطبخوا الليل، ويعطوه الجياعا
زوجوا سلطانة القمل » الدبى« للبعوضات اكتروا زوجاً مشاعا
شكلوا بين الأفاعي لجنة أسكتوا بين الصراصير النزاعا
أصدروا عفواً عن القتلى، كما كلفوا الأشجار بالنوم اضطجاعا
قرروا أن يمنعوا الأموات من أن يشبوا في حشا الأرض اندفاعا
فأدانوا أم » أوديب« كما حددوا كفارة » النمرود« صاعا..
وأضافوا » ربذاتٍ« أربعاً » لأبي ذرٍ« لينسى الإبتداعا..
قرروا في الجلسة الأخرى، بأن يشتروا الأعصى، ويخشوا من أطاعا
رأسوا فأراً وثعباناً على فأرةٍ شاءت على الأهل انخلاعا
وأقالوا عنكبوتاً، وانتقوا لاشتمام الحبر مقراضاً شجاعا
ألزموا الريح تهب القهقرى أوقفوا الأنهار، أصنوها انصياعا
ولأمن البحر من تلغيمه قرروا: أن يستحيل البحر قاعا
قال فأر: نبتنيه مخفراً قال بق: فندقاً يوحي انطباعا
وتبنت عقرب ما ارتأيا ورأت في ذا، وفي ذاك انتفاعا
وأقاموا بعد هذا حفلةً أنفدوا فيها دم الليل اجتراعا
وأقروا: أن يسموا من نأى عن وصاياهم » يعوقاً« أو » سواعاً«
وبإعلان البيان اقتنعوا غير أن الصمت لم يُبدِ اقتناعا
وبهذا اختتموا أعمالهم وابتدت سلطانة القمل الوداعا