علاقة الرياض بـ تل أبيب سخط للشعوب العربية
ذمار نيوز -النجم الثاقب 24 يوليو 2016م
لقد استمرت العلاقات الأسرائيلية السعودية مسترمة لعقود من الزمن في ظل تكتيم ومخاوف من ان ينقلب السحر على الساحر واكثر ما تتخوف السعودية منه هو سخط الشعوب الحرة الغير قابلة لهذا التطبيع المباشر من قبل الأنظمة العربية مع الكيان الإسرائيلي الغاشم.
لكن برزت هذه العلاقة إلى العلن من خلال اللقاءات المتواصلة بين مسؤولي الطرفين، بات مؤشرا على رغبة في إعلان التطبيع تحت غطاء عملية السلام الذي لايمكن لأي شخص ان يتسالم مع كيان غاصب محتل لأراضي عربية ويقوم بمجازر يومية بحق ابناء الشعب الفلسطيني.
وفد سعودي رفيع المستوى يضم العديد من رجال المال والأعمال السعوديين، يتجول على رأسهم مهندس العلاقات الصهيونية السعودية أنور عشقي لدى كيان العدو؛ زيارة سعودية للكيان الصهيوني ليست الأولى من نوعها لكنها هذه المرة تظهر مستوى العلاقة الحميمة بين البلدين.
فالرياض تواصل سياسة الارتقاء بالعلاقات مع تل أبيب والتدرج في تظهيرها وتطويرها باتجاه التحالف، بعدما بات الطرفان يتقاطعان على مستوى الموقف والخيار في أكثر من ملف وقضية إقليمية. وبما أنّ اللقاء يجري هذه المرة في الكيان الصهيوني، بعد أكثر من لقاء خارجها، فإنّه يحمل في طيّاته أكثر من رسالة سياسية، إقليمية، وأخرى داخلية إسرائيلية.
ومن بين تلك الرسائل أنّ السعودية باتت أكثر نضجًا للانتقال إلى مرحلة العلاقات العلنية، واستعدادها للقيام بقفزة نوعية إلى مرتبة التحالف في ضوء المتغيرات الإقليمية.
أمّا على مستوى الداخل، فمن الواضح أن بنيامين نتنياهو الذي يصفه عشقي بالرجل القوي والواقعي، استطاع أن يسجل إنجازًا سياسيًا عبر هذه الزيارة، لكونها تشكل تأكيدًا للجمهور الإسرائيليّ بأنّ سياساته العدوانية تجاه الفلسطينيين لا تُشكّل عقبة جديّة أمام تقارب أغلب النظام العربيّ الرسميّ، وتحديدًا السعودية.
عدا عن ذلك، فإنّ الوفد لما كان يزور تل أبيب دون ضوءٍ أخضرٍ من العائلة المالكة في السعوديّة، وهو ما أكده إعلام العدو.
وكشفت صحيفة هآرتس أنّ الوفد التقى مع شخصيتين رسميتين، لكل منهما موقعه ذات الدلالة السياسية، الأول مع المدير العام لوزارة الخارجية، دوري غولد، والثاني منسق شؤون العدو للمناطق الفلسطينية المحتلة، الجنرال يوآف مردخاي، إضافة إلى أعضاء من الكنيست بينهم الجنرال عومر بارليف، الذي قاد “وحدة سييرتمتكال”، المسؤولة عن تنفيذ عمليات الاغتيال في قلب الدول العربية، والذي يتباهى بقتله العدد الأكبر من العرب خلال خدمته العسكرية.
الجدير بالذكر، أنّه تمّ عقد أكثر من لقاء علني بين مسؤولين سعوديين ومسؤولين صهاينة، من ضمنها لقاء بين رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل، وما يسمى وزير الأمن في حينه، موشيه يعلون، في فبراير من العام الماضي، ولقاء آخر مع مستشار الأمن القومي السابق لرئيس وزراء العدو، الجنرال يعقوف عميدرور، في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مايو الماضي.