الخبر وما وراء الخبر

“الأسطورة “

157

د. أسماء الشهاري

كلما ازداد التآمر و التكالب عليه ازداد قوة.. أي بلد هذا؟ و أي شعب هو شعبه!!

تكالب عليه العالم بأسره بين معتدٍ و مؤيد للعدوان.. أجمع الكون عليه عدته و عتاده، و جاءه بغطرسته و تكبره ليراه راكعاً ذليلاً، فما كان منه إلا نفض غبار العدوان عن نفسه ليقف بكل شموخ و تحدٍ قوياً عزيزاً..

دمروه.. حاصروه.. قتلوا أبناءه.. و أعطوا الضوء الأخضر للمعتدين المجرمين أن يعملوا فيه كل ما أمكنهم و كل ما بدا لهم … و لا زالوا ينتظرون انكساره… ولا يزال هو يزداد قوةً و فخّارا…

أيُّ عصيٍ أنت يا يمن العزة و أيُّ أبيّ هو شعبك..

مهما كتبت الأقلام و تكتب قد يجِف حبرها يوماً.. قد تعجز الكلمات و تحتار الأفكار و هي لا تزال تتحدث عن “الأسطورة” التي أذهلت العالم و جعلته ينحني لها راغماً.. و هو الذي قد جاء بجحافله و أوهامه ليراها ذليلةً مهزومة.. فرجع يجر أذيال الخيبة و العار.. مدحوراً صاغراً ..

هل يا ترى زار ذلك العالم تلك الأسطورة في عيدها ليرى و يعرف أنها تختلف عن كل الأماكن في العالم بل و أنها خارقة حتى للعادة و الزمن!!

و إن كان زارها.. فمن أين كان عليه أن يبدأ.. من الطفل الذي لم يكن يبكي على غياب والده في العيد، بل كان يفاخر بين أقرانه بأن والده مجاهدٌ عزيز..

و عليه ألّا ينسى أن يزور تلك الثكلى التي تقبل صورة ابنها الشهيد، و تقول له :عيدك في الجنة أحلى أيُّها البطلُ السعيد..

كما عليه أن يمُر على تلك المرأة التي لن يشاركها زوجها هي وأبناءها فرحة العيد. لأنه هناك يصنع لهم مجداً تليد.. لكنه لن يراها تمسح دموعها ألماً.. بل بكل حب تُحضِّر هي والأُخريات له و للمجاهدين الأحرار أجمل هدايا العيد.. و تغلفها بعلم النصر و راية الوطن المجيد..

و رغم كل المخاطر و مهما كانت الأحوال.. سينعم الجميع بالعيد بحفظ الله و يقظة رجال الرجال.. فهم الحارس و الراعي و بهم تُبنى الآمال..

و هنا.. هنا فقط حقَّ له أن يقف و يقف معه الكون والزمن وقفة عزٍّ و إكبار و بهاءٍ و إجلال وأن ينحني خاشعاً لأصوات الأسود في عرينهم و الأبطال البواسل الشامخين في محرابهم المقدس و هم يُعلمون العالم كيف تُخاض حروب العزة.. و كيف تُصاغ المعجزات لأجل الحرية ..و كيف أنه لا يعطي لأعتى الأسلحة قيمة عندما تواجه جبلاً و إعصارا.. و ليرى أغلى الدماء تسكب و أعظم التضحيات تبذل في سبيل الله ودينه والوطن وشعبه ..

نعم.. هنا..و هل غير هنا؟ الكرامة تُدرَس.. و المجد يُصنع.. و النصر يُسطَر..