غموض مصير مفاوضات الكويت… وحقيقة خارطة طريق لولد الشيخ
ذمار نيوز -النجم الثاقب 17 يوليو 2016م
بين تناقضات الرؤى وتعاكس الأفعال من جهة، وبين الحاجة إلى تبادل الآراء والوقوف على مستجدات الأمور في مختلف القضايا اليمنية الهامة تبقى الأبواب مفتوحة على آفاق الحوار في الجولة الثانية التي بادر إليها الوفد الوطني بالذهاب الى الكويت من دون معرفة الوقت الذي ستنطلق فيه هذه الجولة بعد.
لقد حان الموعد المنتظر لاستئناف المحادثات في ظلّ غموض يلف مصيرها، ومن دون معرفة ما إذا كان وفد صنعاء سيعود أدراجه خالي الوفاض أم أن وفد الرياض لن يقاطع هذه الجولة.
يجدر السؤال عن الجدوى من هذه الجولة بعد المماطلة والتعثر اللذين اتسمت بهما الجولة السابقة.
فالمحادثات التي انطلقت في آخر نيسان الماضي، استمرت لـ70 يوماً من دون نتيجةٍ تُذكر. وها هي الجولة الثانية تكاد تبدأ بالفشل وذلك وفق تصريحات الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي في وقتٍ سابق لولد الشيخ أن العودة إلى طاولة المشاورات مرفوضة حالياً.
وكان وفد الرياض، قد تمسّك برفض العودة في الوقت المحدد إلى الكويت، من دون قطع الأمل نهائياً بانعقاد المحادثات من جديد أو بدفن المسار السياسي تماماً.
وقبل ايام من الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات ذهب ولد الشيخ الى الرياض لإقناع وفد هادي بالمشاركة في المحادثات.
في الوقت الذي لا يزال فيه التصعيد العسكري يطغى على المشهد مع ازدياد حدة المواجهات في مناطق شرقي صنعاء.
ومن هنا يبدو الضعف والتعثر يهيمنان على المسار السياسي مع امتناع وفد الرياض عن الحضور إلى المحادثات ومقاطعتها، القرار الذي يحاول المبعوث الدولي إقناعهم بالعدول عنه.
وقد التقى ولد الشيخ وفد صنعاء، حيث شدد حرص الأمم المتحدة على ضرورة استئناف المشاورات في الموعد المحدد، مؤكداً أن الكويت أيضاً حريصة على ذلك.
وتخلل اللقاء نقاشاً مع الوفد في مقترح الأمم المتحدة بخصوص تشكيل حكومة توافق ولجنة عسكرية وأمنية.
وأكد مصدر مطلع لوكالة النجم الثاقب أن ولد الشيخ لم يطرح «خارطة طريق» مكتوبة في ختام الجولة السابقة، وإنما مقترحات شفهية طرحها في الرياض وفي صنعاء، تضمنت تشكيل حكومة توافقية ولجنة عسكرية إلى جانب آليات تطبيق القرار 2216.
ومن جهته وضع رئيس وفد «أنصارالله» إلى المفاوضات، محمد عبد السلام، إطاراً للجولة المقبلة، اذا عُقدت، إذ أكد أنه «لا واقعية ولا مقبولية أي حل لا يستند إلى توافق حقيقي يؤدي إلى وقف أشكال العدوان كافة، ويرفع الحصار ويزيل القيود الاقتصادية.
وتزامنت تصريحات عبد السلام مع تصعيد عسكري من جانب «العدوان» والمرتزقة الموالية له في عدد من الجبهات خلال اليومين الماضيين، ولا سيما في تعز وشرقي صنعاء.
وفي هذا الوقت، تواصل التصعيد العسكري الذي يشمل جبهات عدة في اليمن، ويطغى على المسار السياسي.
وفي ظل هذه الظروف تابع الجيش و«اللجان الشعبية» التقدم في جبهة صرواح الواقعة في محافظة مأرب، بالتزامن مع مواجهات عنيفة في محيط جبل الذهب في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، الذي تحاول القوات الموالية لهادي منذ أيام السيطرة على جبل الذهب الذي يُعدّ من المواقع الاستراتيجية، فهو يطل من الجهة الجنوبية الغربية على مفرق الجوف، ومن الجهة الغربية يطل على الفرضة وجبل الشبكة، كما يُحيط بالطريق العام الوحيدة باتجاه فرضة نهم والمناطق الأخرى التي تربط بين مأرب ومفرق الجوف وفرضة نهم.
فالمتابع لسير المشهد الميداني والسياسي يرى بوضوح عدم جدية حكومة الفار هادي للتوصل الى أي اتفاق بشأن السلام.. بل قد يتبين من ذلك رغبتهم في اثارت الفوضى وزعزعت الامن والاستقرار وقتل الابرياء من الاطفال والنساء باستخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً.