الخبر وما وراء الخبر

عنـدما ينقلب السحر على الساحر!

166

عباس غالب

ليس ثمة من ينطبق عليه العنوان أعلاه أكثر من النظام السعودي الذي انقلب عليه تدخله في أفغانستان قبل عدة عقود حيث جاء إرهاب هذه الجماعات المتطرفة التي باتت في عقر دار المملكة والتي لم تعد هذه الجماعات تفرق  بين مموليها ومربيها وبين شعاراتها الجوفاء فضلا عن  استهداف الحياة وآدمية الإنسان في كل مكان.

وتبعاً لذلك من الطبيعي أن تعاني المملكة السعودية من شرور وجرائم جماعات التكفير والإرهاب التي لم تتورع حتى في استهداف المقدسات الإسلامية في الحرم المكي مؤخراً تماماً مثل ما هو الحال في أكثر من رقعة في العالم.

وثمة نماذج أخرى على تأكيد حقيقة انقلاب السحر على الساحر الذي يتجلى كذلك في تلك التدخلات المباشرة وغير المباشرة للنظام السعودي في العراق وسوريا وليبيا واليمن وبحيث أضحى هذا التدخل بمثابة ورطة كبيرة ترتب أعباء إضافية وكلفة كبيرة على الشعب السعودي وما يرتبه ذلك من هدر إمكاناته وموارده ويشتت جهود أبنائه في حروب ونزاعات لا ناقة لهم فيها ولا جمـل!

لقد جاءت هذه النتائج السلبية والعكسية لتمويل الإرهاب على المملكة التي لم تتورع في تدخلها الصارخ في شؤون الدول العربية – واليمن منها– وبحيث أنقلب سحر هذه التدخلات عليها في أكثر من جانب.

ومن الواضح أن النظام السعودي بات يعاني من نتاج هذا السحر الشيء الكثير وهو ما جعله مؤخراً يترنح في أكثر من حلبة وبات معها يبحث عن مخرج دون جدوى، إذ يتضح ذلك جلياً في مأزقه عندما أراد النيل من عواصم الحضارات التليدة التي يصل عمر الواحدة منها إلى أكثر من خمسة آلاف سنة وتحديداً في اليمن وبلاد الرافدين وسوريا ، وبحيث بات هذا التدخل يكلف النظام السعودي ثمناً باهظا من إمكانات وموارد شعبه الذي يتعرض لابتزاز غربي واضح تحت وهم تحقيق الانتصار في هذه المناطق التي لا يمكن أن تخضع لمثل هذا النهج العدائي.

وفي المحصلة النهائية لا غرابة أن ترتفع أصوات في واشنطن مؤخراً للمطالبة بتعويضات لمشاركة النظام السعودي في استهداف مركز التجارة العالمي.. وهي الجريمة التي غيرت مجرى العالم منذ تلك الواقعة وحتى اليوم.. وهي أيضاً إشارة إلى أن السحر فعلاً انقلب على الساحر بالنظر إلى ما رتبته ولاتزال تلك الجريمة من أعباء تحمل هي الأخرى في ثناياها عوامل اندثار هذا النظام الذي استمرأ دس أنفه في كل شاردة وواردة تحت نشوة المال الذي اعتقد خطأ أنه يمكنه شراء كل الذمم في كل الأوقات!