الخبر وما وراء الخبر

الزامل ترنيمة اليمني

835

حمود أحمد مثنى

الزامل صرخة اليمني من بين قمم الجبال معلناً به أنا سيد الجبال والبحار وحارث كثبان الرمال، فهو بلاغة بيانية وخطاب عالمي وأبياته شموخ وأدب، كما أنه نشيد الإنشاد لوجود إلانسان اليمني .
الزامل يتجاوز صرخة سيد الغابة المحدود بثمار أشجارها وكائناتها ‘ يتفوق على غناء الهندي الأحمر المستسلم للقدر المفروض عليه من قبل الرجل الأبيض ‘ وأبعاده فلسفة وإيمان وكلماته عروبية وإنسانية وتكوينه يحتوي في أعماقه سمات شخصية اليماني بحكمته وقيمه ومفرداته وفيها أخلاقه .
ومعانيه كرامة وحرية وثبات وقدرة حقيقية على المواجهة لامجاز ولا تهويل وعد ووعيد وصلاة وتوحيد وتوصيف للخصم والعدو وتقدير ووفاء للأخ والصديق في المواقف وتسجيل تاريخي للأحداث للقادة العظماء المنتصرين والخونة والمرجفين ‘ وتحليل واقعي للسياسة وشخوصها والمؤثرين في مسرحها، كما أنه فهم عقلاني للدين فالزامل ينطلق من روح الإنسان المتصلة بالسماء بشعاع القيم العليا التي اعتنقها وسلك معانيها في حياته كالشرف ـ الكرامة ـ عزة النفس ـ الحياءـ الخجل ـ العيب ـ الحرام ـالاحترام ـ الأمانة ـ الوفاء والتي عكسها الحقارة ـ النذالة ـ السفالة . الوقاحة ـ الخيانة ـ التفاهة ـ الغدر والفجور. والزامل بدأ قتال الرومان قبل الفين عام وأعلن الترحيب والتأييد لسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم منذ 14قرناً بـ(طلع البدر علينا ) والتي حول صيغتها الصوتية إلى النمط  العثماني والمصري بدلاً عن صيغة الزامل اليمني !!
محفز للهمم مهما كانت التحديات وقساوة الظروف وعدد وقوة الجيوش ومعداته وآلياته العسكرية ورافض مطلقاً للهزيمة عبر الزمان، مستفيداً من المكان وموظفاً له في تكبيد العدو خسائر توجب هزيمته .
وفي نفس الوقت دعوة سلام واقرار بالحق ومحكمة يصدر حكما إنه لوحة فنية شعرية يختزل فيها اليماني فكره وفلسفته و فهمه لما حوله ويعبر من خلالها عن مشاعره و?حاسيسه ‘ بل لقد غدا الزامل لسان حال وبياناً يرسم في أبياته وقوافيه ملامح شخصية الإنسان اليمني بكل مافيها من معاني الشجاعة والقوة والأنفة والشموخ والكبرياء والاستهانة بالعدو وتحطيم معنوياته.