الخبر وما وراء الخبر

اليَمَن دولة بالستية

182

زيد البعوة

منذ أن تولى عبدربه رئاسةَ الجمهورية اليَمَنية عمدت أَمريكا إلَى تدمير القوة العسكرية المتطورة والحديثة للجيش اليَمَني، فما نزال نتذكر مطالبة أَمريكا لليَمَن بتسليم الصواريخ الروسية سام من نوع أرض جو؛ بحجة أن لا تسيطر عليها الجماعات التي اسمتها بالإرهابية، وتسرَّبت حينها بعضُ المعلومات عن تسليم بعض الصواريخ وإتلاف البعض الآخر، كما لا ننسى أَيْضاً أَيَّـام كانت تتساقط الطائرات الحربية اليَمَنية في الشوارع والمدن هكذا لأسباب مجهولة… وأَيْضاً بعد ثورة 21 سبتمبر وبعد هروب هادي من صنعاء سمعنا أخباراً تقول إن هادي طمّن الدول العشر بأن القوة الصاروخية التابعة للجيش اليَمَني أَصْبَـحت غير صالحة للاستخدام.

ولكن حدثت المفاجأة للداخل والخارج بعد مرور حوالي أربعة أشهر من العدوان السعودي الأَمريكي على اليَمَن عندما أطلقت القوة الصاروخية التابعة للجيش اليَمَني واللجان الشعبية صاروخاً من نوع السكود إلَى قاعدة خميس امشيط الجوية السعودية جَنَّ جنونُ العدوان يومها وخرج الغراب الأسود العسيري يصرّح أن الحرب مع اليَمَن دخلت مرحلة خطيرة قائلاً: دمرنا حوالي 90% من القوة الصاروخية البالستية. معترفاً أن اليَمَن يمتلك أكثر من 300 صاروخ باليستي، زاعماً أن العدوان قد دمّر غالبيتها ومرت الأَيَّـام وأطلق الجيش اليَمَني واللجان الشعبية صاروخاً آخر من نوع سكود وصل إلَى الرياض إلَى قاعدة السليل العسكرية، ومن هنا بدأت الحكاية البالستية لليَمَن في مواجهة العدوان، فسَرعانَ ما كشفت القوة الصاروخية اليَمَنية عن صواريخ من نوع النجم الثاقب 1و2 وبعدها صاروخ الصرخة وبعدها صاروخ الزلزال 1و2 وهكذا لم يقفِ الجيشُ اليَمَني عند هذا الحد بل وصل بهم الحال إلَى أن قاموا بتطوير صاروخ سام الروسي وزيادة مداه وتحويله من أرض جو إلَى أرض أرض.

ومع احتدام المعارك التي فرضها طولُ أَمَد العدوان وحجم الدمار والخراب والخسائر المادية والبشرية في صفوف المدنيين اليَمَنيين من خلال القصف الهستيري التي قامت به طائرات العدوان بَرَز صاروخ التوشكا الذي هزَمَ المحتلين والطغاة ونكّل بهم ومزّقهم كُلَّ ممزق، حيث ألحق بالغزاة خسائرَ فادحة في مَأرب وفي باب المندب وفي جيزان وقاعدة العند وما يزال الجميع يذكر الإمَارَات وهي تستقبل جُثَثَ جنودها التي تفحمت في مَأرب بفعل صاروخ التوشكا وكذلك البحرين والسعودية وبعدها الخسائر التي الحقها التوشكا بجماعة بلاك ووتر والجنجويد في باب المندب.

في هذه الأَيَّـام لم تستطع إسرائيل إخفاء قلقها وصمتها فخرج نتنياهو رئيسُ وزراء العدو الصهيوني يُصَرِّحُ أن إسرائيل قلقة من الصواريخ اليَمَنية مقارناً بينها وبين صواريخ حزب الله وقال إن اليَمَنَ أخطرُ من البرنامج النووي الإيْراني.

وخلال جولات التفاوض في سويسرا والكويت كان العنوان البارز خلال المباحثات والجلسات هو تسليم السلاح، بل وصل بهم الحال أن جاء المبعوثُ الأممي ولد الشيخ إلَى صنعاء ليطلب من اليَمَنيين إيقافَ إطلاق الصواريخ اليَمَنية إلَى السعودية إلا أن اليَمَنيين بجيشهم ولجانهم لم يتوقفوا عن الإعداد العسكري في مختلف المجالات والتي كان وما زال أبرزها التصنيع الصاروخي المتطور كُلّ مرة بشكل أكبر كضرورة حتمية لمواجهة المعتدين والغزاة.

ويوم الأحد 10 يوليو 2016 وبعد مرور أكثر من 15 شهراً من العدوان والحصار على اليَمَن تكشفُ القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية عن منظومة جديدة من الصواريخ محلية الصنع صاروخاً جديداً باليستياً من نوع الزلزال 3 والصاروخ مصنع محلياً 100%. ووصف خبراء عسكريون:- مواصفات الصاروخ الزلزال 3: القُطر: 650 مم الطول: 6 متر وزن الرأس الحربي: نصف طن عدد الشظايا: 10000 شظية المدى: 65 كم دقة الإصابة 300 متر، ولا يعلم الجميع ماذا يخبي قسم التصنيع العسكري من مفاجآت في المستقبل القريب، وهذا يعني أن اليَمَنَ اليومَ تعيشُ مرحلةً عسكريةً متطورةً، فالعدوان والحصار جعل منها دولة بالستية بكل ما تعنيه الكلمة.