الخبر وما وراء الخبر

الكيان الصهيوني البوابة الالزامية ومحج العملاء

216

صلاح القرشي

لقد أصبح الكيان الصهيوني يتمتدد ويسيطر ويلتهم كل فلسطين والعرب يتقاتلون بينهم ويتفتتون ويهرولون إليه للانبطاح والعمالة بطريقة غير مسبوقة ،

وأصبحت إسرائيل البوابة الرئيسة لضمان محافظة الدول العربية والاسلامية على أوضاعها وحل مشاكلها والمعبر الرئيسي للدول العربية في ترتيب أي مصالح لها مع أمريكا الغرب والأمم المتحدة ، أو رضى اللوبي الصهيوني عنهم ، أو تسهيل مصالحهم في دول القارة الافريقية بعد أن أصبحت افريقيا الملعب والحديقة الخلفية لها وتحظى بمركز قيادي هناك .

وأيضا معبر لحل أي مشاكل أو تلبية مصالح الدول العربية والاسلامية لدى الأكراد ، حيث أصبحت اسرائيل عمليا لها حدود مع سوريا من الجنوب والشمال ، كما أن حدودها امتدت أيضا للعراق ومع إيران وتركيا ، بفضل تمتعها بسيطرة كبيرة وعلاقة كبيرة مع الأكراد .

كما أن إسرائيل أصبحت المعبر الرئيسي والبوابة المهمة لأي دولة عربية أو في المنطقة لدى دول آسيا الوسطى بفضل نجاحها في التغلغل الاستخباراتي والاقتصادي والسياسي التي قامت بها في هذه الدول مثل تركمانستان واذريبجان وقرقيزيستان وغيرها وغيرها ، وإن رجال استخباراتها واعمالها واللوبي العالمي التي تملكة نجح في إقامة المشاريع الاستثمارية في الطاقة وغيرها ،علما بأن هذه المنطقة تعتبر من أكبر الحقول المحتوية على احتياطي الغاز والنفط العالمي الذي تسعى إسرائيل للتمكن منة عبر إشراكها للدول ولرجال اعمال من كل جنسيات العالم بما فيهم أمراء سعودين وغيرهم.

لذلك أصبحت إسرائيل هي المرجع والحاكم بأمره بالنسبة للدول العربية الاسلامية وخاصة التي توالي أمريكا والغرب وتدور في محاورها ومرتبطة بها والتي لا تريد أن يمتد بركات (داعش وماعش) إليها.

وقد لاحظنا قبل أيام كيف أن مصر أرسلت وزير خارجيتها إلى فلسطين لمقابلة القادة الاسرائيلين في خطوة تؤشر على استعداد مصر للانتقال بعلاقتها العلانية مع إسرائيل إلى مراحل متقدمة ومن فوق الطاولة وفي سباق محموم مع دول المنطقة للتحالف مع الكيان الصهيوني وخطب وده ، بعد أن كانت تكتفي بفتح خط أمني عن طريق مدير المخابرات المصري، ( عملا بمقولة سيبني اعيش يبيه) أو تتوسط لها عند دول حوض النيل بخصوص حصتها في المياه كما أورده الكاتب الأستاذ عبد الباري عطوان بخصوص سد النهضة الإثيوبي في مقال تناوله، عن هذه الزيارة (الله الله يامصر فين كانت مصر ومستوى علاقتها مع افريقيا مصر القائدة والبوابة الإلزامية لأي دولة إلى قارة افريقيا ) (فين كنا وفين اصبحنا. )

وقبلها شاهدنا الهرولة التركية الاردوجانية في (إعادة تطبيع ) علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي بصورة علنية وتخليها عن شرط فتح الحصار عن غزة بكل سهولة مع الترجي من إسرائيل أن توافق ، وذلك للوقوف معها والتعاون ضد سوريا والتوسط لها مع الغرب وامريكا في تحسين صورتها ومساعدتها في الكثير من الملفات وتسهيل مصالحها في آسيا الوسطى والقوقاز وحفظ وضعها ومكانتها في المنطقة من التدهور في علاقتها مع دول المنطقة وغيره .

وقبلها شاهدنا أيضا كيف تهرول المملكة الصهيونية السعودية في نقل علاقتها مع الكيان الصهيوني من تحت الطاولة إلى العلن وفتح خطوط التعاون معها في كل المجالات والبدء ببناء سفارة الأسرة السعودية لدى الكيان الصهيوني وتقديمها له كل ما يطلب ومشاركته استثماراته وغيرها وما خفية كان اعظم ،فقط من أجل أن تستخدم نفوذها إسرائيل في الضغط على أمريكا والرأي العام الغربي ومنظمة الأمم المتحدة في تجنيب السعودية من الضغوطات الدولية.

في مسائلتها عن ملفاتها الأجرامية ومجازرها وخرقها للقانون الدولي الانساني في حربها العدوانية التي تشنها على اليمن ودعمها للارهاب والتي هي تمثل منبعه ، وأيضا تتوسط لها لدى امريكا بأن تبقى هي من تمثل المحور الأمريكي التي تقود (السنة) في المنطقة بدلا من مشاركتها بمحور آخر ينافسها في ذلك عن طريق المحور التركي القطري الإخواني ،وأن تساعدها في حربها وحفظ ماء وجهها في ملفاتها التي فجرتها حروبا في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والتي فشلت في تحقيق أهدافها أو أي مكاسب هناك.

وهكذا معظم الدول العربية والاسلامية أصبحت إسرائيل بالنسبة لها محج لهم ويخطبون ودها وينتقلون في علاقاتهم بها الى أرفع المستويات من العلاقة في كل المجالات مانحين لها كل الامتيازات والنفوذ الاستخباراتي والاقتصادي والعسكري والسياسي والاستشاري وغيرها في دولهم واصبحت (اسرائيل ) الضمانة لهم في بقائهم على العروش وعلى الخارطة الجغرافية والسياسية.

إن الغطرسة والتعالي في التصريحات المتكبرة أثناء زيارتة وجولته الأخيرة في دول حوض النيل لهي أكبر برهان ومؤشر عن الشعور الاسرائيلي المتباهي لما وصل اليه من قوة وتأثير وسيطرة ، هكذا يستنتج أي شخص متابع لما قاله نيتن ياهو.

وهذا يعني أن القضية الفلسطينية والحقوق العربية وحقوق الشعب الفلسطيني وتحرير فلسطين وتحرير القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وحقوق اللاجئين الفلسطينين أايضا ما يعانيه اليوم الفلسطينيون تحت الاحتلال الاسرائيلي من ظلم وقهر وتنكيل وتدمير للمنازل وحرق وقطع الاشجار ومصادرة اراضيهم وارزاقهم وتعذيبهم في السجون وغيرها ، كل هذه اصبحت لا تمثل أي قيمة في ملف السياسات الخارجية لهذه الدول وتم التخلي الكامل عن فلسطين وكل ما قلنا رسميا وتم محو فلسطين من ذاكرة هذه النظم والامارات والممالك ، هذا هو حال الواقع اليوم للعرب والمسلمين.

وأصبح أي عربي اليوم يناصر ما تبقى من أنظمة وحركات تحررية. قامت ضد هذا الوضع المزري الذي وصل إليه العرب مثل حركة أنصار الله أو حزب الله او النظام السوري والذين واقفين بصمود غير مسبوق ضد هذا الظلم والاستكبار التي تشكله امريكا واسرائيل وفرض شروطهما المذلة والمهينة ضد العرب والتآمر عليهم اصبحوا في نظر هولاء الأنظمة العربية العميلة ومؤيدوها يطلقون عليهم روافض ومجوس ويكفرونهم ويهدرون دمهم ، هذا العقاب لمن يقف ضد أمريكا واسرائيل

ومع كل ذلك لن نستسلم لهذا الوضع أو لهذه المعادلة المنحطة والظالمة أن تفرض علينا وسوف نناصر ونؤيد كل حركات المقاومة الحرة والأنظمة المقاومة الحرة لهذا الوضع متوكلين على الله مهما بلغوا الأعداء في طغيانهم

(وما النصر الا من عند الله العزيز الجبار ) .