دعاة التكفير وسياسة الكيل بمكيالين تجاه اليمن
ذمار نيوز -المسيرة نت 8 يوليو 2016م
محمد علي الديلمي : يتّبع دعاة التكفير في العالم العربي سياسة الكيل بمكيالين تجاه الأحداث، والأفعال المشينة التي تطال اليمن من عدوان، وعمليات انتحارية يقوم بها موالون لهم بمسميات مختلفة .
وعقب تنفيذ عملية إرهابية قام بها تكفيريون طالت معسكر الصولبان بمدينة عدن كبرى مدن جنوب البلاد في أول أيام عيد الفطر المبارك، لم تشهد تلك الجريمة أي ردود فعل غاضبة ممن يطلقون على أنفسهم دعاة، وتحديداً إمام الحرم المكي .
وفي حين علّق إمام الحرام المكي سعود الشريم على ما جرى مؤخراً من تفجيرات وجرائم بحق الناس بجوار مبنى أمني، قريب من المسجد النبوي في المدينة، وفي أحد المساجد بوسط القطيف.
وقال “الشريم”، على حسابه الرسمي بـ”تويتر”، “مهما فجروا وقتلوا وأفسدوا، فإن ذلكم كله لن يزيدنا إلا يقيناَ بأنهم هم الذين وصفهم لنا رسول الله: “يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان”.
ولم تكن حادثة عدن الإجرامية الأولى من نوعها التي تطال اليمنيين مثار اهتمام دعاة التكفير، ومنهم إمام الحرم رغم أنها استهدفت موالين لهم من أتباع الفار عبد ربه منصور هادي وأودت بالعشرات منهم ما بين قتيل وجريح .
وبالإضافة إلى ذلك هناك سلسلة من الجرائم الجسيمة وقعت منذ بدايات ظهور ما يسمي تنظيم ” القاعدة ” وما تبعه من تنظيمات إرهابية أسفرت حسب إحصائية لمراكز بحثية عن مقتل وجرح 22 ألف من اليمنيين الأبرياء .
وبدأ التحريض على اليمن ممن يطلق عليهم أئمة الحرم المكي منذ أن حرّض المدعو ” السديس ” على اليمنيين مع بدء قيام بلاده بالعدوان بل ووصف الحرب على اليمنيين فرض عين على كل المقتدرين، في موقف كان مثار سخط ملايين المسلمين في أصقاع العالم .
وعادة ما يستخدم النظام السعودي أولئك الدعاة لتغرير بالبسطاء من دهماء التدين للزج بهم في محرقة ” الإرهاب” بحجج واهية لا علاقة لها بالدين الإسلامي ومعتقداته السمحة .
ومما لا يخفى على أحد أن السعودية تمارس إرهاب الدولة كما فعلت في اليمن، و تدعم حركات الإرهاب في سوريا والعراق ، وتقف إلى جانبها دول أعضاء في تحالف العدوان تقوم بالدور نفسه في دعم جرائم التكفيريين .
وعقب استهداف المدن السعودية بتفجيرات طالت أحدها الحرم المدني ذهبت السعودية إلى طرح عرض بإمكانية إرسال قوات لبلادها إلى سورية بزعم محاربة تنظيم ” داعش ” أحد أذرعتها في النيل من الشعوب الإسلامية للتمويه على ما حدث في بلادها مؤخراً .
وحسب الكاتب السياسي المهاجر عبد الباري عطوان “كان لافتاً أن القاسم المشترك في الانفجارات الثلاثة بالسعودية أنها وقعت في مواقف سيارات، ولم يُقتل فيها أي مدني”.
ولم يتم حتى الآن الإعلان عن أسماء المتورطين فيها وجنسياتهم، باستثناء منفذ عملية تفجير موقف سيارات الدكتور سليمان فقيه في مدينة جدة الذي قيل إنه باكستاني، دون أي إشارة لخلفيته العقائدية أو السياسية.
وجميع العمليات الهجومية التي نفذها التكفيريون في السعودية والكويت استهدفت مساجد لأبناء الطائفة الشيعية، وأسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين .
ويُعتقد -حسب الكثير من السياسيين- أن السلطات السعودية، وفي ظل فشلها في اليمن وانهيار مفاوضات الكويت للتوصل إلى حل سياسي تسعى إلى حل يمكن أن يوفر مخرجاً مشرفاً من الأزمة .
ولا تريد الأصوات العاقلة في الحكم السعودي البقاء في قفص سياسات رعناء ورطها من يطلق عليهم الصقور من جناح الأسرة السعودية ممثلة في الابن المدلل لملكها ووزير دفاعها محمد بن سلمان .
ويبدو أن استخدام “الإرهاب والسياسة الطائفية” كأدوات لتحقيق السعودية أهدافها، في العالم العربي قد ارتد عليها سلباً من خلال التفجيرات الأخيرة، رغم التشكيك في دوافعها وغايتها والتلميح إلى وقوف المخابرات السعودية خلفها .
ولم يعد خافياً على أحد أن جانباً كبيراً من نمو الجماعات الإرهابية في المنطقة والعالم يعود إلى السياسة العقيمة التي تتبعها السعودية في الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي والأيديولوجي لهذه الجماعات.
وعليه يمكن القول إنه ورغم أن هذه السياسة يمكن أن تخدم السعودية في الظاهر، إلا أن نمو التيارات الإرهابية يهدد بالدرجة الأولى السعودية وكل الدول الخليجية المتورطة في دعمها ولعل في مقدمتها قطر مع باقي التحالف في المنطقة .