الخبر وما وراء الخبر

العيد في اليمن في ظل العدوان

508

ماجد الغيلي

قد يسأل البعض كيف أجواء العيد في اليمن في ظل استمرار العدوان والحصار للعام الثاني على التوالي، حيث الغارات لم تتوقف، والتحليق لطيران العدوان الحربي مستمر، وتحشيدات المرتزقة وزحوفاتهم هي الأخرة مستمرة بلا توقف، وللإجابة على ذلك السؤال يجدر معرفة شيء مهم جدا، وهو أن أبطال الجيش واللجان الشعبية ثابتون في مختلف الجبهات وهم لمرتزقة العدوان بالمرصاد، وعلى مستوى عال من الجهوزية والاستعداد التام، فدائما ما نسمع كسر زحف للمرتزقة وإحباط محاولة تقدم وتكبيد المرتزقة خسائر في الأرواح والعتاد، ونسمع في المقابل أيضا فرار للمرتزقة وترك للأسلحة الثقيلة والمتوسطة التابعة لهم وحتى جثث أصحابهم سواء كانوا صرعى أو جرحى.

ويجسد الجيش واللجان الشعبية بما لا يدع مجالا للشك انتصاراتهم الأسطورية في أيام العيد كما في غيره من الأيام، مؤكدين بصمودهم وثباتهم في مواقعهم العبارة الشهيرة “عيدنا جبهاتنا”، فلهم منا التحية والتبريك والإجلال.

الشعب اليمني من خلفهم هو الآخر كان ولا يزال صامدا ثابتا رغم همجية العدوان، ومن أراد أن ينظر لشعب دوّخ العالم رغم تكالب الأعداء عليه فلينظر إلى الشعب اليمني، فهو لم يمر عليه أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك حتى بادر لزيارة رياض الشهداء وما أعظمها من ريضا، وما أجملها وأبهاها، يلتمسون منها العز وسُبُل النصر، ويتعلمون من أهلها أروع الدروس التي سطروها لتحقيق النكال بأعداء الله ونصر دين الله. كما لمسنا إحياء العيد بشكل آخر هذا العام، فبدل ما كان المعتاد من المجتمع اليمني زيارة أهاليهم وذويهم فقط فيما سبق من أعياد ما قبل العدوان، إلا أن العدوان أوجد مظهرا آخرا من مظاهر الزيارات وهو زيارة جبهات القتال وساحات النزال، وبشكل شعبي ورسمي، ولم يقف االأمر عند ذلك فحسب، بل تعداه إلى رفد هذه الجبهات بقوافل الكرم والعطاء العيدية من كل ما لذ وطاب من المكسرات العيدية المعروفة، وكذا إسناد الجبهات وتعزيزها بالرجال الأشداء والمقاتلين الذين يتوقون للقاء العدو والتنكيل به أيما تنكيل، فهم لا يعرفون الخوف، ولا يهابون الموت، فالشهادة لهم أمنية والموت غاية. ولقوى العدوان رسالة واضحة أن ايئسوا من تحقيق أي تقدم هنا أو اختراق هناك، فالشعب بجيشه ولجانه جبهة واحدة مفتوحة على كل المستويات في ردعكم والتصدي لكم، وبات لكم أن تؤمنوا وتستيقنوا أن أحلامكم بتحقيق أي انتصار يذكر عبارة عن أضغاث أحلام لا حقيقة لها ولن ترى النور أبدا، وقد جربتم تحقيقها طوال 15 شهرا مع بالغ العتاد الضخم والعدة، ولم تحققوا غير الإخفاق والفشل، وتجريب المجرب عين الحمق، وإذا ما كنتم ستستمرون في حمقكم فلن تحققوا إلا مزيدا من الإخفاق والفشل ونقول لكم للمرة المليون: الحر تكفيه الإشارة، غير أنكم لستم أحرارا بل عبيدا لأمريكا وإسرائيل، وقد فهمت أمريكا واعترفت بالفشل، غير أنكم من فشلكم تظنون أنكم أذكياء في إخفاء فشلكم الواضح، والذي جعل منكم أغبياء بشكل واضح للعالم أجمع.