الخبر وما وراء الخبر

لَبّيكِ يا زهرةَ المدَائن ..

241

عبدالمنان السنبلي…

و كيف لا ترحل عيوننا إليك كل يوم و أنت وحدك يا قدس من تأوين إلى  قلوبنا و تسكنين عقولنا كل ثانيةٍ و لحظة، فلا نكاد نطيق لك غربةً و لا فراقا ؟!!

أنت يا زهرة المدائن يامن نعادي لعينيك الدنيا كلها و لا نبالي، فلا نسالم إلا من يسالمكِ و لا نهادن إلا من لم تُلوّث يداه طهر عفافكِ و ترابكِ حتى أننا اصطلحنا مع الموت على الموت فداءً لك و لولا أن فينا ولاةً و أصناما ألفوا الخنوع و ما سئموه و اعتادوا الركوع و ما ملوه، فما انتصبت لهم قامةٌ و لا ارتفعت لهم هامة و لا قامت لهم حين رأوا مآقيك تذرف قيامةٌ و لا زعامة قد حالوا بيننا و بين الوصول إليك، لكُنَّا اليوم على جبينكِ قد انتهينا من نسج آخر خيوط الأمل و على شفاهكِ قد فرغنا من رسم كل خطوط الإبتسامة .

قسماً بمن رفع السماء بلا عمد أننا لن ندعك تظلين حبيسة الحزن و لا نَزِيلة القهر و الدموع مهما تحول بيننا و بينك عمالة الطغاة و حثالة البغاة ممن آدمنوا الصفعات و الركلات . يا أخت (مكة) و أبنة عمة (المدينة) حسبك أنك وحدك من لك نصافح الأمل كل يومٍ و لا نبارحه لعلنا نراكِ خلفه و قد اقتربت من معانقة الحرية و السلام . لبيك يا مدينة الرسل يا كعبة الملائكة و الأنبياء و مهبط البراق ..لبيك يا إيلياء .. ها نحن لكِ اليوم نعد العدة كيما  لا تظلي حبيسة الشيطان و الأصنام و الدمى في عالمٍ عربيٍ يعج بالدماء و الدمى .

ما عاد للشيطان من حصانةٍ لدينا من بعد أن أسفر عن وجهه القبيح و الذميم و قد بدأنا اليوم نكسِّر منه قرنه الطويل و الممتد في أعماق صدرنا العربي العليل، و لن نتوقف أو نتراجع حتى ننصب الرايةَ إن شاء الله بإيلياء ..