الخبر وما وراء الخبر

قاتل أبيه وعمه وكيانه ..!

169

بقلم / جميل أنعم

في عالم النبات يُطلق على نبات “الموز” بأنه قاتل أبيه، فبعد أن تنتج شجيرة الموز ثمارها، تنتهي الشجيرة وتموت وتنمو فسائل صغيرة من نبات الموز، وتستمر بالنمو وانتاج الثمرة لتموت مجدداً، وتتفرع منه فسيلة جديدة، وهكذا دورة مستمرة.. ولذلك سُمي الموز بقاتل أبيه.

و في عالم الحشرات فإن ذكر النحل “اليعسوب” يموت بعد تلقيح الملكة ..

أما في عالم العنكبوتيات فإن العقارب عندما تشعر بالخطر تلدغ نفسها وتموت ..

وبعالم الحيوان، وعندما تشعر القطة بخطر ما على أولادها، فإنها تلجأ لقتل أولادها ..

ذلك في عالم النبات والحيوان من حشرات وعناكب ..الخ، أما في عالم الإنسان وتحديداً للأنظمة السياسية الملكية الإعرابية والتي خلقها الاستعمار الإنجليزي نرصد ما يلي :-

1- الملك “حسين” ملك الأردن يحضر من أمريكا ويعزل أخيه الأمير “حسن” من ولاية العهد ويعين ولده “عبدالله الثاني” ولياً للعهد ويصبح لاحقاً ملك الأردن بعد وفاة أبيه المصاب بمرض السرطان، والجدير ذكره هنا، أن الأمير “حسن” له ميول قومية وعربية ومثقف قومي ووطني.

2- أمير قطر السابق “حَمد” ينقلب على أبيه أثناء زيارته لفرنسا ويتولى الحكم وينقل قطر من الوصاية الفرنسية إلى الوصاية الأمريكية الصهيونية الماسونية الإخوانية، وثلث أراضي قطر قواعد عسكرية أمريكية، وقناة الجزيرة لسان حال القاعدة ثم داعش والإخوان وتعترف بإسرائيل.

3- وزير الدفاع الأمريكي يزور إمارة البحرين وأثناء لقائه مع أمير البحرين “آل خيلفة” يموت بظروف غامضة ويُدفن في دقائق، ويتولى ابنه الحكم ومن حينها والبحرين المقر الرئيسي للأسطول العسكري الخامس الأمريكي.

4- الرئيس الأمريكي “جون كينيدي” يخالف التقاليد الدبلوماسية ويوجه خطاب إلى “الأمير فيصل” ويعامله كملك ويتجاهل “الملك سعود” .. ولاحقاً المشائخ الوهابية يخلعون الملك سعود ويبايعون فيصل ملكاً، ويفر سعود إلى اليمن ثم إلى قبرص، حيث يتم قتله بالسم… والجدير ذكره هنا أن الملك فيصل تآمر على ثورة 26 سبتمبر، وثورة 23 يوليو مصر، وقَتَلَ الزعيم جمال عبدالناصر بالسم، وعيَّنَ السادات نائباً ثم رئيساً ثم اعتراف مصر بإسرائيل .. ((نص الرسالة من كينيدي إلى فيصل وبيعة المشائخ وكل ما ورد أعلاه منشور في كتاب تاريخ آل سعود لناصر السعيد)).

5- وبيــــــت القصيـــــد ..

سمو الأمير “محمد بن سلمان” مات الملك عبدالله عاش الملك سلمان يطيح بولي العهد (ماكرن = مقرن) لمصلحة المحمدين بن نايف ولي للعهد وبن سلمان ولي ولي العهد، وتغييرات وزارية تطيح بسعود الفيصل لمصلحة عادل الجبير، الذي يعلن العدوان الأمريكي السعودي من واشنطن مارس 2015 على اليمن ..الخ.

والإدارة الأمريكية في يونيو 2016 تستقبل “بن سلمان” استقبال الملوك متجاوزةً الملك وولي عهده بن نايف، تماماً كما فعل الرئيس كينيدي ثم مشائخ الوهابية بالملك سعود ولمصلحة فيصل، يتكرر اليوم المشهد، تجاهل للملك وولي عهده ولمصلحة “بن سلمان”.

ويظهر تقرير استخباري يوضح تدهور صحة “بن نايف” وأن “بن سلمان” وبمشهد دراماتيكي سيتولى المُلك بعد إزاحة أبيه وعمه.

وطريقة الإزاحة لاتهمنا بقدر ما يهمنا، الأهداف الحقيقية لهذا التغيير المزمع، في الماضي تم خلع سعود واحلال فيصل، وانتهت مرحلة فيصل بخروج مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني ..الخ، واليوم محمد بن سلمان “ملك” والاستخبارات الغربية تروج لانهيار المملكة، وفرنسا تلحق بأمريكا وتستقبل ولي ولي العهد بن سلمان لقاء على مستوى قادة الدول وبداية عهد بن سلمان المنقذ للملكة المُنهارة …الخ.

وبهذا يكون “محمد بن سلمان” ليس قاتل أبيه وعمه وكيانه، بل قاتل أطفال اليمن .. وهذا أيضاً لا يهم والأهم بأن هناك شيء ما وراء الأكمة يُحضّر للمنطقة العربية والإسلامية شيء خطير وأخطر إذا صحت أخبار بأن شركة أمنية إسرائيلية ستتولى أمن الحجاج لهذا العام، ولها مهام أمنية على الحدود اليمنية – السعودية، بل وفي كل مدن الحجاز ونجد والإحساء، لن نستبق الأحداث بل سننتظر قادم الأيام والأشهر نعم الأشهر القليلة القادمة، حدها الأعلى شهر الحج، ذي الحجة، أو نهاية السنة الميلادية 2016م.

والشيء الذي نستطيع الجزم به، أن فشل العدوان الأمريكي السعودي على اليمن بدأَ يرتد في العمق السعودي داخلياً، باهتزاز عرش بني سعود، فهل تستطيع الصهيونية الأمريكية إعادة إنتاج وتدوير المملكة إلى شكل أكثر صهيونية بـ محمد بن سلمان والوليد بن طلال .. أم ينقلب السحر على الساحر.. ذلك ما نتمناه، بل نتوقعه.

بوادر الخطر على اليمن وسوريا والوطن العربي بدأت بالزوال، إن شاء الله تعالى، والجبهة الداخلية للأعداء بدأت بالتصدع ثم الانهيار، بإذن الله سبحانه وتعالى، والأحداث بنظر الأيام القادمة ستكون عناوينها الرئيسية … مفاوضات جنيف سوريا .. مشاورات الكويت اليمن .. العرش السعودي إلى أين .. الانتخابات الأمريكية من يتصدر ..الخ، عناوين ستحدد مصير العالم، نعم العالم.