الخبر وما وراء الخبر

السيد الثلاثيني .. ذكرى و رسائل

202

الكرار المراني
_
كلما أطلَ علينا يأخذ عقولنا إلى حيث يريد ليحلق بها في فضائه الخاص ليوصلنا ما يريد من درر القول و فصل الخطاب كلمة و موقف رؤية و حل فتهدأ أرواحنا و تصغي قلوبنا لما يقول و يوصي به الشاب الثلاثيني فكانت إطلالته الليلة بمناسبة ذكرى إستشهاد الأمام علي ‘ ع ‘ ليكشف عن المستور مسشتهداً بالأحداث و التاريخ يُوضح لنا الملابسات و يفند الإدعاءات بالحجة و المنطق فكانت البداية مع حدث المناسبة و رمزها التاريخي من علي ‘ ع ‘ كقدوة و قائد و علم و رمز و هادٍ للأمة و نموذج ناجح للإسلام المحمدي الأصيل مسترسلاً في الحديث عن قائد فذ و رمز للأمة من بعد رسولها:

إن تحدثنا عنه لن توافينا المجلات و المؤلفات لنوافيه حقه و لكن يكفينا فيه ما قال الرسول الأعظم ‘ ص و آله ‘ ” يا علي لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق ” هذا الوصف النبوي الشريف يكفينا في أن يكون الإمام علي ‘ ع ‘ و حبه رمز للإيمان و المؤمنين و بغضه رمزاً للنفاق و المنافقين موضحاً دور المنافقين في هذه الأمة و عملهم من داخل الأمة و ضربها حتى في عهد الرسول الأكرم و دورهم المشبوه حيث يقول ‘ بنو أمية كانوا امتدادا لحركة النفاق التي كان لها نشاطها المبكر في كل مراحل الإسلام حتى في عصر النبي صلوات الله عليه وعلى آله ‘ موضحاً الحقائق للأمة بعيداً عن الكذب و التدليس يكشف واقعاً و يعالج قضية للأمة و كيف لها أن تتعلم من علي و سيرة علي و نهج علي القويم ..


لم ينسَ الشاب الثلاثيني ابن الوطن البار ما يمر به الوطن بل كان له قسط وفاء قائد لوطنه متحدثاً عن صموده و تضحياته عن صبره و إبائه عن عظمته و شموخه مذكراً للمعتدين و الغزاة بالسنن الإلهية و العواقب الوخيمة بثقة الواثق بنصر الله لم يستغث أو يترجَ بل نصح و تحدى مؤكداً أن هذا الشعب لن يستسلم و لن ينحني قائلا ً للمعتدين ‘ استمراركم في هذه الجرائم ، لن يثنينا عن مواجهتكم ‘ و مع ذلك ظل فاتحاً باب للحوار حين قال ‘ الحلول ممكنة و قدمنا الكثير من المخارج ، إن ارادوا الحل فنحن جاهزون ، وإذا أرادوا الاستمرار في العدوان فنحن جاهزون، و استعدادنا للسلام بقدر استعدادنا للمواجهة ‘ فهو القائد المعروف الذي لا يطلق التهديدات جزافاً بل يجيد ترجمتها إلى واقع و أحداث على الأرض و اختتم حديثه بدعوة الشباب إلى رفد الجبهات مؤمناً بعظمة هذا الشعب و تضحينه من أجل الكرامة .