النظام البحريني يسقط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم وموجة غضب تعم الشارع
أسقط النظام البحريني اليوم الإثنين الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم ردا على مواقفه المناهضة للسلطات الممعنة في قمع الحقوق والحريات الشخصية والعامة للمواطنين.
وبرر بيان صدر عن وزارة الداخلية البحرينية إسقاط الجنسية بالقول” إن بلادها ماضية قدماً لمواجهة كافة قوى التطرف والتبعية لمرجعية سياسية دينية خارجية، سواء تمثل ذلك في الجمعيات أو أفراد يخرجون على واجبات المواطنة والتعايش السلمي..”
ويحضى الشيخ عيسى أحمد قاسم بقاعدة شعبية في البلاد وله العديد من المواقف الوطنية، تولى منصب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي سابقاً، ويقيم صلاة الجمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، وله العديد من المشاركات في المحافل الإسلامية المحلية والدولية.
وقد خرجت مسيرات غاضبة تردد هتافات “بالروح بالدم نفديك يا فقيه” تُدوي أمام منزل آية الله الشيخ عيسى قاسم تحديًا لتصعيد النظام الخليفي”.
وقالت مصادر بحرينية إن الشيخ عيسى قاسم خرج من بيته واستقبل الجماهير الغاضبة.
وفي سياق ردود الأفعال أكد الشيخ علي الكربابادي الباحث الاسلامي البحريني في تصريح له أن النظام البحريني أسقط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم على أساس المذهب والعرق، مؤكدا أن هذا الإجراء بعيد عن القانون تماما وأن اتهامات السلطات للشيخ قاسم كاذبة ولا أساس لها.
من جهته أكد السيد عباس شبر رئيس وحدة الحريات في منظمة سلام البحرينية، أن الشيخ عيسى قاسم أكبر رمز للبحرين وإسقاط الجنسية عنه تجاوز خطير يتعدى الخطوط الحمر.
هذا وكانت قد تفاعلت الساحة البحرينية والإقليمية بشكل مضطرد مع ارتفاع وتيرة الاستهداف من قبل النظام لأبناء الشعب البحريني ورموزه الدينية، عبر اغلاق مؤسسات دينية وأحزاب سياسية واستدعاء علماء دين والتصعيد نحو استهداف سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم.
وفي موجة غضب متصاعدة تجاه هذا الإستهداف، أصدر سماحة العلامة البارز السيدعبدالله الغريفي بياناً أكد فيه أن “استهداف سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم أكبر رمز ديني للشيعة في البحرين هو استهدافٌ لهذه الطائفة، ولكلِّ مرجعياتها، وتاريخها، وحاضرها ومستقبلها، فهل يعني هذا قرارًا بشطب هذا المكوِّن المتجذِّر في هذه الأرض؟”.
كما صدرت مواقف متتابعة ومفصلية من أبرز علماء الدين، ووقع أكثر من 125 عالم دين بيانا اعتبروا فيه أن التعدّي على فريضة الخمس وأحكامها وشرائطها أو المساس بها بأيّ نحوٍ من الأنحاء أمر مرفوض و”يمثل انتهاكًا صارخًا لحرمة المذهب الشيعي والخصوصيّة المذهبيّة، ومصادرة للحريّة الدينيّة المكفولة دستورياً”.
وصدرت عشرات المواقف من مناطق ومدن البحرين أكد الأهالي فيها على الوقوف صفا مع العلماء في رفض الاضطهاد والظلم الطائفي والتصدي لتصعيد السلطة.
وتنذر التطورات في البحرين بمرحلة غير مسبوقة من التصعيد غير المسبوق في ظل توارد معلومات بشأن تغطية إماراتية سعودية للتصعيد الرسمي بهدف إنهاء الثورة التي انطلقت في البلاد منذ 2011 وتطالب بالديمقراطية والحرية والكرامة ووقف الوصاية على قرارات ومقدرات شعب البحرين.