الخبر وما وراء الخبر

أخلاق الصيام

156

عبدالمجيد التركي

مواقع التواصل الاجتماعي هي نافذتنا إلى العالم وإلى الآخر، للتعلُّم والقراءة والاستفادة والبحث وتحميل الكتب ونشر المقالات التي نرى لها أصداء أكثر من الصحف الورقية، لكن البعض من أصحاب العقول الفارغة جعلوا هذه المواقع مرتعاً للرياء والفخر وإشغال الناس بهمومهم الشخصية والعبثية.
تدخل الفيس بوك وتنشر قصيدة سهرتَ عليها ليلة كاملة، فلا تجد سوى بعض زملائك وضعوا إعجاباً كنوع من المجاملة وأنت تدري أنهم لم يقرأوها.. بينما تأتي فتاة وتنشر صورة السمبوسة التي صنعتها فتشعر بمعنى التفاهة حين ترى أربعمائة إعجاب وخمسمائة تعليق على صورة السمبوسة.
أن تفرش سجادتك بانتظار أذان المغرب وتجلس رافعاً يديك كما يفعل الممثلون لا يعني أن تقوم بتصوير نفسك وتنشرها على الفيس بوك.. وأن تكون بجوار بيت الله الحرام فلا يعني أن تخرج موبايلك وتلتقط لك صورة بجوار الحجر الأسود وتخدش خشوعك، ثم تنشرها وتكتب “اللهم تقبل منا”، وأنت مشغول بالفيس بوك وإحصاء الإعجابات على صورتك بجوار الكعبة.
هناك من ينشر صوراً للأطعمة التي سيتناولها على الفطور، ويكتب تحتها “بانتظار أذان المغرب”، وبعد أن ينتهي لن ينسى أن ينشر الحلويات والمشروبات ويكتب “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر”، لكنه ينسى أن هناك الكثير من الأسر لا يجدون رغيفاً يفطرون عليه، والكثير لا يجدون ما يأكلونه سوى الخبز والزبادي، وينسى كل آداب الصيام.
ذات مرة كان أحد المسلمين صائماً في بريطانيا، فسأله رجل بريطاني: لماذا تصومون أيها المسلمون؟ فقال له لكي نشعر بجوع الفقراء ومعاناتهم، فقال له الرجل البريطاني: أما نحن فنساعد الفقراء ونمنحهم ما يحتاجون إليه، بدلاً من أن نكتفي بالشعور بجوعهم ومعاناتهم.

نقلا عن صحيفة الثورة