الخبر وما وراء الخبر

مذكرات مواطنة يمنية…!

150

ذمار نيوز : بقلم / أمة الله الحجي

على مر العصور والازمان ما زالت اليمن سيدة الحضارات العربية القديمة وربما الحديثة مهما توالت عليها المصاعب وتكالبت عليها المحن والازمات .. بفضل ابنائها وبناتها الابرار ..

لن اتحدث في مقالتي هذه عن الرجال اليمنيين فقد سئمت الصحف والقنوات والمواقع والألسن من الإشادة بدورهم وهاهم أول من غدر بالوطن ودفعوه بطعنه في ظهرة في هوه سحيقة لبركان لا يرحم من الحروب والصراعات والاقتتالات الداخلية حتى أوصلوه إلى صراعات ابشع واكثر دموية بصراعاتهم وخياناتهم وعمالتهم للقوى الخارجية أنا لا اعني هنا كل الرجال اليمنيين بل مراهقو السياسة ،

وشهوانيو الاسماء والشعارات الذين يمثلون سرطان في جسد الوطن أودى بكل من فيه – المواطنين – نحو احتضار ما زالوا يعانون سكراته حتى اللحظة التي بوغت فيها الوطن بعدوان دامي يأكل الاخضر واليابس فبدأ الموت يغرز بكل بشاعة بمنجلة في صدر اليمن وابنائها .. وبدأت الاحلام تتهاوى في احضان احتضار ،

وما انفك حقدهم وعقوقهم عن اشعال نار الحرب والجرائم في البلاد .. وتذكية الحروب الداخلية بين الفئات ضعيفة النفوس والايمان بالله والوطن ..حتى كسره الخبز منعوا الافواه منها ، وعلب الحليب حرموا الاطفال منه ..

بفضلهم عاشت بلادنا منذ وعيت نفسي على ثراها بما هو اخبث من احتلال .. وما زال الشعب اليمني وصموده الاسطوري المنقطع النظير يسطرون به بطولة تقذف في وجه المحتلين والخونة هزائم ساحقة ..

ولأن الحقد اخر منازل الهزيمة .. توالت الاحقاد على ابناء وطني و قاموا بتضييق الخناق عليهم ..فدمروا بيوت الله بمن فيها .. اخرجوا الناس من بيوتهم .. سطوا وحاربوا وسرقوا واغتصبوا .. مقوين بذلك قبضتهم على عنق الوطن كي يموت .. حين خُلقتُ في هذه البلاد التي تعتنق الاسلام وتتعايش مع من فيها على اختلاف الوانهم واشكالهم وطبقاتهم ومذاهبهم ودياناتهم وحتى افكارهم .. تعلمتُ معنى دين وسلام وحب .. وحين كبّرتُ قليلاً وكشف لي الوقت السيء ما يخبئة لابناء بلادي تلك الجماعات التي تدعي الاسلام وشكلت تحت رداءه جماعات واحزاب وتنظيمات وسُمح لها بممارسة الرذائل والتدمير والسياسة وحتى إفتعال الازمات للشعب المغلوب على امره بكل قبح وكفر وتزييف في اوقات دينية كرمضان الكريم وعيدي الفطر و الاضحى العيدين الدينيين المقدسين .. وعيّتُ حين إذ أن بلادنا يشارك في حكمها وتنظيم شئون اهلها اناس يطبقون شرع الله كما قالت لي جدتي ! .. وأن كل ما يقومون به هو لأنهم يعرفون الله اكثر منا !!

وأن التزام النساء لدورهن من موجبات تقوى الله .. وان وجوههن عورة سافرة يجب تغطيتها ولا تُكشف الا للزوج كبقية ما ينبغي ان يراه !! وان المشاريع البسيطة والتي تبقى قيد التنفيذ لسنوات عجاف والتي نفذتها ضمائر واستراتيجيات كفيفة هي لأنهم يعرفون الله اكثر منا ويعرفون ما ينبغي وما لا ينبغي !

وتعليم الفتيات العالي والاعدادي والثانوي محرم حيث ان الفتيات واجبهن الاول هو الامومة وعباده الزوج والبيت ومعرفه القراءة حتى يتمكن من قراءة المصحف فقط !! ..

ومشاركة المرأة في المجتمع حرام .. والدمى التي كنت اقتنيها شياطين .. فكر طالبان والارهاب كان في الوطن العربي والاسلامي واليمن يصفه خاصة وما زال بطريقة غير مباشرة يتم اخضاع الناس له .. رغم ان الناس اصبحوا في القرن الحادي والعشرين يكتشفون كواكب ومجرات جديدة والعرب والمسلمين ما زالوا يتقاتلون على ابسط المسائل الفقهية .. وقول آمين بعد الفاتحة أم لا يجوز قولها !!

وهل نصلي مسربلين ام ضامين !! اضحك جداً مما اراه .. شيء يدعو للسخرية والضحك والحزن والغم في آن واحد .. كم انتم حمقى فعلاً. .

وكأن الدين معقد .. وكأن الجنة والنار ملك اشخاص محددين وبإمكانهم منحهما لمن يحبون أو لمن يخالفهم ويبغضون !! من اين اتى هذا الفكر من اين تم استيراده ؟.

.. أهو منذ 1400عام؟. .. لا .. لن اصدق هذه الكذبة السافرة والوقحة .. لأني اعلم جيداً من هو نبي الله محمد رسول الله وخاتم الانبياء الذي ارسله الله رحمه للعالمين ..

و ليس نقمه كأنتم على امتنا ووطنا وانسانيتنا .. محمد نبي الله الذي بُعث ليتمم مكارم الاخلاق .. قال للرجل الذي سأله ان يقول له في الاسلام قول لا يسأل به احد من بعده فقال له نبي الرحمة والانسانية .. نبي الله الذي هو غير راضٍ بما تفعلونه وتسيئون به لرسالته الان : قل آمنتُ بالله ثم استقم .. اختصر الاسلام بخمس كلمات كالصلوات الخمس التي تعيدنا لله في كل وقت لحاجتنا الماسة اليه .. ايمان مطلق ونية خالصة بتوحيد الله وعبادته لا شريك له .. وافراده بالالوهية والربوبية .. ثم الاستقامة .. بالأخلاق .. الوسطية بالدين ..

التعامل الحسن مع المسلمين وغير المسلمين .. التعايش .. السماحة التي هي اساس الاسلام .. الانسانية .. الكرم .. اخلاق المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحابته ومن تبعه واقتدى به افضل الصلاة والسلام حين اصبحت انا في العاشرة من عمري وفي العمى الديني الذي لطالما تم ممارسته علينا صليت والتزمت بأداء كافة الفروض لعل الامسيات المطفئه التي كانت كترهيب ربما لنا بعذاب القبر لمن لم يصلي .. لكنني صليت وما عادت الكهرباء إلا بشكل متقطع !!

قلت لجدتي ان تبريرها هذا تبرير راضخ لكل من يقوم بقتلنا بصمت موجع وقمع افواهنا و وئد احلامنا وطموحاتنا .. واخماد الفرح في صدورنا .. لترد عليّ بكل برود : الحال احسن من ايام الامام يا بنتي !!

العالم في العُلا يا جدتي ونحن نتوارى للخلف آلاف الاعوام فتعود برضوخها لحياكة شال صوفي وهي تقول :

هم يعرفون الله اكثر منا ! من نصبهم علينا .. ويعود صوتها : اصمتي للجدران آذان تسمعنا وافواه تنقل احاديثنا .. الصمتُ جُبن هذا ما كانت والدتي تقوله لي كلما اقترفت خطاء وسترته بالصمت لذلك ابيت الصمت حتى على اخطائي .. في السادسة عشر من عمري وعلى قبر جدتي التي ما عاشت بيوم فرحه .. رغم تبريرها لكل ما يحدث ربما خوف ..وربما آمنت بكفرهم برداء الدين أو ربما وهو الاجدر أنها شعرت بتغيير طفيف عن ايام الامام كما تقول !!

ما حاجتنا لأديان ومذاهب تضلنا عن الله ، ما حاجتنا للبقاء في منصات عبودية صممها باستداره مهلكه من يخدعوننا بمعرفتهم كيف نعبد الله ونتقرب اليه ..

هو ارسل رسل لهدايتنا ولم يرسل من نصبوا انفسهم ورشحوا ذواتهم لصياغه قواعد وشرائع توصلنا الى الله ، والله بقربنا بدونهم .. بدون حقدهم علينا بمسمى الله ..

وتقييدنا وقمعنا بزعمهم انهم افقه بالله .. الله اعظم من ان تستوعبه المدارك .. الله اكبر من ان تتقربوا وتقربوننا اليه بخداع .. ونفاق ..

وكذب ..واجبار .. وحقد وقتل .. وتلفيق .. الله الذي اودع فينا قبس من روحه .. من نوره .. من رحمته ..أودع فينا ايضاً كيف نستشعر وجوده ونتقيه .. كيف نتراحم ونحب ونصدق مع انفسنا وغيرنا .. وان نحيي نفس ونرسم بسمه .. وأن لا نعثُ في الارض مفسدين لأنها ارضه وما نحن فيها الا في اختبار إلى ان يرثها الله ومن عليها وهو الوارث الاول الاخر ..

حمداً لك يا الله يامن ارسلت الينا رسلك الذين ادوا الأمانة والرسالة واوصلوا الينا ما يريده الله ..وسحقاً لمن نصبوا واصطفوا انفسهم رسل و ضيعوا وصايا الله ..

ما دام الله واحد لما التشعب في طرق عبادته والتقرب اليه بمذاهبكم واديانكم التي بددت اوامر الله ؟! لمَّ الرفض لبعضنا .. ولمَّ نحتقر بعضنا ..

ونقتل بعضنا وندمر اوطاننا ونهلك الحرث والنسل لأي مذهب او دين معارض لنا .. ما اقبح ما يقوم به البعض !!