الأمم المتحدة.. فلتذهب للجحيم
بقلم / مروان حليصي
مخجل جدآ أن يكون المنبر الدولي الذي نوجه إليه مناشداتنا المستمرة لوقف العدوان الذي أهلك الحرث والنسل ولعام ونيف، أن يصبح ذلك المنبر هو اليوم من يوجه المناشدات جراء الابتزاز الفاضح السعودي له، ويشكو تعرضه الضغوطات السعودية التي أجبرته على إزالة اسم المملكة وتحالفها الشيطاني من قائمة العار لانتهاكاتهم وجرائمهم بحق أطفال اليمن الذين لم يسلموا من آلة الموت السعودي التي لم تفرق بين صغير وكبير وذلك لإعادته ما يطلقونها عليها بالشرعية.
فخلال حديثه لوسائل الإعلام أكد أمين عام الأمم المتحدة الضغوط الهائلة التي تعرضت لها منظمته من قبل اللوبي السعودي مصحوبة بتهديدات قطع الدعم الذي تقدمه المملكة لبعض برامج و منظمات الأمم المتحدة ومنها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الاونروا) التي تعد المملكة الداعم الرابع لها بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا ، حيث قدمت لها المملكة خلال العام المنصرم 100مليون دولار، مما يجعل سمعتها على المحك ويجعل منها بمثابة منظومة تشرع للأقوياء جرائمهم وتعفيهم من العقوبات جراء ما اقترفوه بحق الأبرياء، وهذا ما جعلها عرضة للكثير من الانتقادات المتوالية من كثير من المنظمات الدولية التي تستهجن ذلك الموقف الأممي .
حقاً.. تشعر وكأنه لازم على الأمم المتحدة إرضاء المملكة العربية السعودية وبأي ثمن حتى ولو كان تقديم الآلاف الأطفال الضحايا قربانا لها ؛ و ذلك ما هو حاصل اليوم مع أبناء الشعب اليمني الذين أصبحت دماؤهم ذكوراً ونساء وبمختلف أعمارهم مع وطنهم يقدمون قرباناً للنظام السعودي حتى لا يغضب وتحل لعنة السماء على الأمم المتحدة بشكل خاص والكرة الأرضية بشكل عام.
فلم يعد ما يتعرض له الأطفال من جرائم والآلاف المواطنين غيرهم، وما يعيشه شعب برمته من حصار جائر يعد جريمة بحكم القانون الدولي، فلم يعد كل ذلك هو شأن الأمم المتحدة أو يهمها بقدر ما أن همهما الأول والأخير أصبح إرضاء الجلاد والإشادة به ومنحه صك غفران عن جرائمه التي ارتكبها بحق الشعوب نيابة عن الضحايا، وإعطاؤه الضوء الأخضر ليستكمل مسيرة جرائمه طالما وان خيره سابق على الأمم المتحدة، وعلى هذا الأساس يتم التعامل مع المملكة وتحالفها الإجرامي بحق أغنى شعوب المنطقة كرماً وعزة وأعرقها تاريخا الذي يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وذلك من خلال التراجع المخزي للأمم المتحدة عن إدراج المملكة وتحالفها من القائمة السوداء للدول والجماعات التي تقتل الأطفال مما يشكل نكسة كبيرة لكل الضحايا والمضطهدين الذين ما زالوا يأملون حصولهم على حقوقهم بأن ينال جلادوهم لعقابهم من خلال ميثاق الأمم المتحدة وتشريعاتها ، ويعد وصمة عار على المنظومة الأممية ورئيسها الذي لن تبارحه لعنة الضحايا حتى تصيبه ولو بعد حين لكونه بذلك التراجع عن قراره يفسح المجال كثيراً لارتكاب المزيد من الجرائم والعبث بأمن الشعوب.
والمؤسف جداً أنه لم تكن هنالك بعض الدول هي وحدها من تتاجر بدماء ومعاناة الشعب اليمني ، بل إن الأمر تجاوز ذلك ليصل إلى أن المنظومة الأممية نفسها هي من أوائل المتاجرين بدماء الشعب اليمني ملتحقة بركب المنبطحين للمال السعودي، مما يجعلها وبشكل غير مباشر على رأس قائمة العار قبل الدول المدرجة على القائمة.
وللآسف فلا مكان حتى للانسانية في سياستها أو قواميسها طالما والمال السعودي مستمر بالتدفق، ولا مكان في هذا العالم للضعفاء، فالقوي من له الحق أن يعيش، وأن يلتهم الضعيف وتسمح له كل القوانين بأن يعربد كيفما شاء ومتى شاء، فالقوانين استثنتهم عند ولادتها ولم تطبق عليهم، وتأبى أن تطبق عليهم عندما يكون الحق عليهم ويكونوا هم الجناة.
وما هذا الانبطاح الأممي المذل إلا تأكيداً لحجم المؤامرة الدولية على الشعب اليمني المدعومة سابقاً بصمت أممي مخز ، والمحافظة على عدم كسر خاطر المجرمين والقتلة والجلادين حالياً، بما يقطع السبل بشكل كامل بمن يراهنون على الأمم المتحدة أو غيرها لانصافه، ليكون الخيار في النهاية لأبناء الشعب اليمني في أن تكون أرواحهم قرباناً للنظام السعودي كما تود الأمم المتحدة أن تكون أو قرباناً للدين والوطن والعزة والكرامة كما يوده الأحرار من أبنائه.