الخبر وما وراء الخبر

مدنيون، بينهم أطفال، يتعرضون للقتل والتشويه في “حقول” القنابل العنقودية”

200

ذمار نيوز -متابعات 13 يونيو 2016م

قالت منظمة العفو الدولية إن الأطفال وأهاليهم ممن عادوا إلى ديارهم في شمال اليمن بعد عام من النزاع معرَّضون بشدة لخطر الإصابة الجسيمة أو الموت من جراء الآلاف من الذخائر العنقودية الصغيرة التي لم تنفجر. وجاء تصريح المنظمة في أعقاب بعثة لإجراء بحوث استغرقت 10 أيام وشملت زيارات إلى محافظات صعدة وحجَّة وصنعاء.

وقالت المنظمة إن هناك حاجةً ماسة لمساعدة دولية من أجل تطهير المناطق الملوَّثة بالذخائر العنقودية، وإنه يجب على البلدان ذات النفوذ أن تحث قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على الكفِّ عن استخدام الذخائر العنقودية، المحرَّمة دولياً والتي تتسم بالعشوائية بحكم طبيعتها.

وأوضحت لمى فقيه، كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية، أنه “حتى بعد أن خفَّت حدة العمليات الحربية، فإن أرواح المدنيين، بما في ذلك الأطفال الصغار، وسُبل عيشهم لا تزال مهددة في اليمن، حيث يعودون إلى ديارهم فيجدون أنها قد أصبحت بمثابة حقول ألغام. ولن يكون بوسع هؤلاء المدنيين أن يعيشوا في أمان إلا بعد تحديد المناطق الملوَّثة في ديارهم وحقولهم وما حولها، وتطهيرها من الذخائر الصغيرة المميتة الناجمة عن القنابل العنقودية وغيرها من الذخائر التي لم تنفجر”.

حتى بعد أن خفَّت حدة العمليات الحربية، فإن أرواح المدنيين، بما في ذلك الأطفال الصغار، وسُبل عيشهم لا تزال مهددة في اليمن، حيث يعودون إلى ديارهم فيجدون أنها قد أصبحت بمثابة حقول ألغام

لمى فقيه، كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية

وقد توصلت منظمة العفو الدولية، في أحدث بعثة لها إلى شمال اليمن، على أدلة على أن قوات التحالف بقيادة السعودية قد استخدمت ذخائر عنقودية من صنع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والبرازيل. ويُذكر أن استخدام القنابل العنقودية محظورٌ بموجب “الاتفاقية بشأن الذخائر العنقودية”، التي انضمت إليها بريطانيا كدولة طرف.

وأجرت بعثة المنظمة مقابلات مع 30 شخصاً، بينهم بعض ضحايا ذخائر القنابل العنقودية وغيرها من الذخائر التي لم تنفجر، وأهاليهم، بالإضافة إلى عدد من شهود العيان، والخبراء في إزالة الألغام والذخائر، والنشطاء، والمُسعفين.

ووثَّقت بعثة المنظمة 10 حالات جديدة تعرض خلالها 16 مدنياً للإصابة أو الموت من جراء الذخائر العنقودية، خلال الفترة من يوليو/تموز 2015 إلى إبريل/نيسان 2016. وبين هؤلاء المدنيين تسعة أطفال، قُتل اثنان منهما. وقد وقعت هذه الإصابات بعد أيام أو أسابيع، بل وأحياناً بعد شهور، من قيام قوات التحالف بإلقاء تلك القنابل في اليمن.

ومع هدوء القتال على طول الحدود بين اليمن والسعودية، منذ التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في مارس/آذار 2016، بدأ بعض المدنيين في العودة إلى ديارهم لإحساسهم بأنهم سيكونون أكثر أمناً في التنقل في محيط محافظتي حجَّة وصعدة. إلا إن عدداً من مسؤولي نزع الألغام والذخائر، والسكان المحليين، والمُسعفين أبلغوا منظمة العفو الدولية أنهم ما زالوا يشهدون وقوع إصابات بين المدنيين من جراء المواد المتفجرة، وأن الإصابات قد تزايدت من جراء الذخائر التي لم تنفجر، وخاصة في مناطق على طول الحدود السعودية اليمنية، ومن بينها مديريات ميدي، وحرض، وحيران، وبكيل المير، ومُستبأ في محافظة حجَّة؛ والصفراء، ورازح، وشداء، وباقم في محافظة صعدة.

وهناك كثير من المدنيين، وبينهم أطفال، مُعرضون في الوقت الراهن للذخائر الصغيرة وغيرها من مخلفات الحرب من المواد المتفجرة، والتي يُحتمل أن تكون مميتة، دون أن يكون لديهم أي علمٍ بوجودها أو بالخطر الذي تشكِّله. وفي الوقت نفسه، أدت مياه الفيضانات مؤخراً إلى نقل الذخائر الصغيرة وغيرها من الذخائر التي لم تنفجر إلى مناطق لا يتوقع المدنيون وجودها فيها.

وحتى هذه اللحظة، لم تؤكد قوات التحالف الذي تقوده السعودية بشكل رسمي أنها استخدمت ذخائر عنقودية. إلا إن العميد أحمد العسيري، المتحدث باسم القوات العسكرية للتحالف، نفى بشكل قاطع، خلال مقابلة مع شبكة “سي إن إن” يوم 11 يناير/كانون الثاني 2016، أن تكون قوات التحالف قد استخدمت ذخائر عنقودية في هجمات في أي مكان في اليمن باستثناء مرة واحدة، حيث أشار إلى استخدام قنابل من طراز (CBU-105)، وهي مزوَّدة بجهاز استشعار وتُلقى من الجو، في هجوم على هدف عسكري في محافظة حجَّة، في إبريل/نيسان 2015.