تحول الصراع من صراع عربي صهيوني
بالتحديد من سوريا و العراق و اليمن، على مدى السنوات الأربع الماضية. بدأت تخرج أوصاف شنيعة يكيلها العرب و أبناء البلد الواحد لبعضهم البعض.
أوصاف مثل التكفيريين و الطائفيين و الوهابيين و المجوس و الصفويين و الروافض و الفطائس و الجِيَف وووو.
طبعاً، العرب، في البلاد العربية الأخرى أو حيثما يكونون في العالم، حسب تأييدهم لهذا الطرف أو ذاك، يرددون تلك الأوصاف التي باتت تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي.
لا شك أن تقنية الفوتوشوب تلعب دوراً كبيراً في تأجيج المشاعر و التأليب و التحريض. دهاةٌ كبار لا ريب و لا شك أنهم نجحوا في افتعال هذه الكراهية بين أبناء البلد الواحد و بين العرب و المسلمين. إنها ضربة معلم. دهاءٌ منقطع النظير.
لم أعد أشك أو أرتاب لحظة في أن ما يسمى بالربيع العربي قد تم استغلاله لبلوغ هذا الهدف، إيغار صدور العرب تجاه بعضهم بعضاً. الغاية أن تبدوَ “إسرائيل” الصديقة و الشقيقة و بنت العم. قبل ما يسمى بالربيع العربي، كانت البوصلة موجهة ضد “إسرائيل” و الصهاينة.
أذكر أن كل التليفزيونات و وسائل الإعلام في العالم العربي، كانت مستنفرة لنقل وقائع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي تفجرت خلال عام ٢٠٠٠. تقريباً، الكل في العالم العربي كان يهاجم أريل شارون الذي دنّس الحرم القدسي و الكل كان يتبرع لنصرة الانتفاضة، كانت البوصلة واضحة لدى كل أطياف الشعب العربي.
كل الأوصاف كانت تُصبُّ على “إسرائيل” فما الذي جرى ليتغير كل ذلك إلى تحول الصراع من صراع عربي صهيوني إلى عربي عربي؟ إنه الدهاء الذي انتقم من كل بلد عربي دعم الانتفاضة و قال أرباب ذلك الدهاء: “لن يتكرر هذا الأمر. لن نسمح لهذه الوحدة العربية الشعبية الداعمة لفلسطين و غزة و الانتفاضة أن تستمر. فلْتتغير البوصلة. و هذا ما كان.
سؤال يحيّر الكثيرين منذ زمن. داعش فجر وقتل في كل مكان ؛ في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، في امريكا حتى، في قلب أوروبا.. في كل مكان باستثناء اسرائيل، أليس هذا غريبا بعض الشيء؟
أستاذ جامعي و كاتب قطري