الخبر وما وراء الخبر

لو كان أطفال اليمن ينزفون نفطاً

202

بقلم / عبدالمنان السنبلي

لأنهم كآبائهم و أمهاتهم يلوكون الصخر و يقبضون على جمر الظروف المتجهمة و العابسة، فليس لأصواتهم وصراخهم صدىً في آذان المتفرجين ولن يكون .

لأن منهم من يروي الأرض عرقاً و هو يجوب الطرقات و الشوارع يبيع ما خف وزنه وثمنه ؛ صحفاً أو لُعباً أو أقلاماً أو غير ذلك طمعاً في سد بعض فراغاتٍ من العجز المزمن في قوت يومهم، فلا بواكي لهم إذا ما قُصفوا على قارعة أحدى الطرقات أو الشوارع ولا هم يحزنون !!

لأن منهم من يأوي إلى أرصفة الطرقات نائماً ومفترشاً (البلاط) و ملتحفاً حر الشمس حيناً و قَرّ البرد حيناً آخر، فليس ثمة من يرخي عليهم معطف عطفه و لو قليلاً أو حتى على الأقل يُسلمهم من أذاه وشره .

لأن منهم من أضاع و نسي الطريق إلى مدرسته بسبب الفقر أو اليتم أو أي نائبة من نوائب الدهر ، فليذهبوا إلى الجحيم طالما أطفالهم و أبناؤهم يدرسون عاماً في مدارس و جامعات أوروبا و عاماً آخراً في مدارس و جامعات أمريكا و بينهما عامٌ للراحة و الإستجمام في الشواطئ و المنتجعات الدافئة و على ضفاف مدن اللهو و الغرام .

لأنهم و برغم ما يلاقوه و يعانوه هم من على كاهلهم أو كاهل أبناءهم يوماً سيُحمَل هَمُّ لملمة شتات و تحرير الأمة و مقدساتها المغتصبة كما حمله من قبل أجدادهم، فإن العالم يتآمر عليهم و يقتات من أشلاءهم و دمائهم لمصلحة أنظمة البغي و الإجرام من مستعربي وطواغيت نجد و الخليج .

لكم الله يا أطفال اليمن .. لكم الله أيها العمالقة الباقون في زمنٍ ساد فيه الأقزام من صغار القوم و حثالاتهم المتخمون بطفرة النفط و العمالة .

لكم الله أيها الصامدون النازفون عزةً و كرامةً، فأنتم المنتصرون حتماً و إن تجاهلكم العالم المنافق و لو كنتم تنزفون عمالةً ونفطاً لما أدار لكم ظهره و لا أعاركم صمته ..

لكم الله .