الخبر وما وراء الخبر

المعايير الأخلاقية والقيمية للأمم المتحدة. ..

226

صلاح القرشي
عندما يصرح الأمين العام للامم المتحدة ببيان حول ملابسات القرار الأممي حول رفع السعودية وتحالفها من القائمة السوداء ،( ويقول إن قرار رفع التحالف التي تقوده السعودية من القائمة السوداء كان قرارا صعبا ومؤلما ،مؤكدا أنه جاء بعد تهديدات سعودية بقطع تمويل برامج الأمم المتحدة ) هذا ما أدلى وبرر به الأمين العام الأمم المتحدة عن قرار تراجع الأمم المتحدة ورفع التحالف السعودي عن القائمة السوداء في ملف قتل الأطفال اليمنين من قبل هذا التحالف العدواني البشع.
وللعلم هو لا يستطيع أن يقول إلا ماقاله لأن ملف قتل الأطفال اليمنين يحتوي على حقائق دامغة ومثبتة تدين التحالف ولا يمكن القفز عليها وإن من أعده وراجعه هم خبراء المنظمة الدولية المتخصصين في هذا الجانب وأنه لايمكن بأي حال من الأحوال القبول برواية المندوب السعودي بأنه تم موافاة الأمم المتحدة ببيانات جديدة أدت إلى تراجع الأمم المتحدة عن قرارها بهده السرعة القياسية في تاريخ الأمم المتحدة في مثل هذه القضايا ، حيث إن سرعة التراجع عن القرار يمكنها من دخلول كتاب جينس للارقام القياسية.
ومن خلال ما صرح به الأمين العام للامم المتحدهةبان كيمون حول هذا الملف ومبررات الراجع عن القرار يستطيع المرء أو اي شخص اكتشاف وبسهولة المرتكزات الاخلاقية والقيمية التي تقوم عليها هذه المنظمة الدولية ،وانها تنتقص من قيمة الانسان لديها، بل انه لاقيمة له اذا ما قورنت بالمصالح المادية المقدمة من الدول ، وان حقوق الانسان والقوانين التي أصدرت وأبرمت لتحمي الانسان في هذا العالم ماهي الا تشريعات جامدة تكون حبرا على ورق أمام القوى الظالمة والمستكبره التي بيدها ولها المقدرة على ابتزاز المنظمة الدولية والكثير من الدول بالمصالح المالية والمادية .
يجب أن يعلم الجميع أن القراءة السياسية لتصريح الامين العام للامم المتحدة بان كيمون في هذه القضية هو أنه بامكان السعودية وتحالفها أن يرتكبوا مزيدا من الجرائم البشعة بحق الأطفال اليمنين والمدنين اليمنين وان يستخدموا كل الأسلحة المحرمة دوليا دون رادع أو مسائلة ، هذة هي الرسالة المهمة التي نستنتجها من تصريح بان كيمون في تبريره لقرار رفع السعودية وتحالفها من القائمة السوداء .
لأن السعودية والدول المتحالفة ستمنع الدعم لبرامج الأمم المتحدة التي تقوم بها المنظمات الدولية المنبثقة عن هذه المنظمة الدولية ذات العلاقة.
بعد هذا كله أين الشرعية الاخلاقية والانسانية التي قامت عليها هذه المنظمة و التي تتطلع بها منظماتها الدولية ،وماذا بقي لهذه المنظمة من مشروعية في ما تقدمه للانسانية وفي حماية حقوق الانسان ، إذا كان هذا هو المعيار الذي على ضوئه تراجعت عن القرار ،وانه لايمكن تطبيق أي قوانين دولية على الدول الغنية والقوية.
ثم ما هو مستقبل كل القوانين وعمل المنظمات الدولية وكل العناوين التي تعمل هذه المنظمة الدولية عليها في تطبيقها ومراقبة تنفيذها. مثل حماية الطفولة والامومة ،وحماية حقوق المدنين أثناء الحرب والاحتلال ، ومكافحة التميز العنصري والعبودية ،ومحاربة الاحتلال للدول، والمحافظة على سيادة الدول واستقلالها وحرية شعوبها ،ومكافحة انتهاك حقوق الانسان والتعذيب، ومحاربةالابادة الجماعية والمجازر الانسانية ، ومحاربة ومنع استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، والحفاط على السلم والأمن الدوليين وغيرها وغيرها من العناوين التي تدخل بصلب عمل ومهام الأمم المتحدة .
إذاً كيف ستقوم بدورها هذه الأمم المتحدة وهي تستند على معايير أخلاقية وقيمية فاسدة وخاطئة مثل المعيار الذي قدمه بان كي مون لتراجع المنظمة الدولية قرارها برفع السعودية وتحالفها عن القائمة السوداء.
إذاً هذه هي المعايير الأخلاقية والقيمية اللاإنسانية التي يقوم علية النظام الدولي وبكل منظماته( مجلس الامن الدولي والامم المتحده وكل ما يرتبط به ) إنه تحالف ابليس تحالف قوى الظلم والاستكبار الذي يتحكم بالعالم وعلى راسها الولايات المتحده الامريكية ،والذي يطبق معاير اجرامية وينتهك حقوق الانسان ويمارس الهيمنة والظلم في جميع انحاء العالم والشواهد كثيره والبؤر والمآسي كثيرة وما حدث للشعب الفلسطيني وما يجري في الدول العربية وفي دولة ماينمار وفي الصومال وفي كثير من الدول الا شاهدا على أن المرتكزات التي تقوم عليها الأمم المتحدة هي مرتكزات ومعايير غير إنسانية وظالمة.