من ذكريات العدوان : البنوس .. الشهيد الذي يتحدث اللغة الروسية
ذمار نيوز- نقلاً عن صحيفة الثورة:
“ذهب الى عدن رفقة العشرات من اقرانه لاصلاح مسار بدا لهم خاطئنا أوغلت فيه البلاد, لتتلقفهم ايادي جماعة لم تصل الى قلبها الرحمة وتبتكر اشكال جديد لقتلهم”, هذه هي قصة ” إسماعيل عبدالله البنوس” التي رسمت اخر تفاصيلها قذيفة اطلقت عمداً الى مجموعة من الاسرى.
ونشر تنظيم داعش في 4 ديسمبر 2015م، فيديو مصور لعدة عمليات قتل جماعية بطرق وأساليب مختلفة بحق 24 اسير، في احدى مشاهد الفيديو أظهر التنظيم 5 اسرى بينهم إسماعيل, يرتدون ملابس وحده, وضعهم في احدى الشعاب الجبلية وقصفهم بصاروخ كاتيوشا.
الشاب الذي تجاوز للتو عامه الثامن عشر, ويحضر نفسه لمرحلة الثانوية العامة, بعد ان تفوق في الصف الثاني ثانوي, غادر مع بعض اقرانة مدينة ذمار في السادس والعشرين من شهر رمضان الماضي, وبعد ثمانية اشهر من مغادرته جأت اسرته صور موجعه لاعادمه على يد تنظم داعش في مدنية عدن.
عبدالله البنوس, مدرس اللغة العربية والذي يحضى بثقافة كبيرة ولدية من مفردات اللغة الروسية الكثير, تمكنه من التحدث مع الاخرين بهذه اللغة, والتي نقلها الى أبنه “إسماعيل”, كان فخوراً ان ابنه شهيد, ويحلو له منادته بـ(أبو الشهيد), وصابراً وقوياً ومحتسباً وهو يحدثني عن حياة ابنه, وقال: أنا بعت والله أشترى.
وزاد: “إسماعيل”, كان شاب قوي وصبور وكتوم, وبائر عميق, ومتفوق في مادتي الرياضيات والانجليزي”, رغم ذلك يشعر بالم ان ثمانية اشهر هي فترة غيابة لم يستطع خلالها سمع صوته او معرفة احوالة, مؤكداً انه تم القبض على مجموعة اسماعيل من قبل فصيل مسلح من قوى الحراك الجنوبي ليتم بيعهم بمليون ريال سعودي الى تنظيم داعش.
لم يتوقف الوجع والحزن, على تفاصيل إعدام ” اسماعيل” بل كذلك بعد يومين وصل خبر مقتل ” خال إسماعيل” في مأرب بعد ان استهدفت طائرات السعودية موقع عسكري, لتسقبل هذه الاسرة انباء الحزن بـ(الزغاريد).
” تجاوزنا الحزن, وفخورون بهذه المكارم”, قال البنوس, وتابع: من أجل الوطن يرخص كل شيئ ولدي ايضاً ابناء واقرباء كلهم مواقع الشرف والبطولة واذا اضطر الامر سأحمل سلاحي والذهاب الى الجبهة, نحن ندافع عن وطنا, وليس غيره.