الخبر وما وراء الخبر

عندما يستيقظ سلمان .. إن استيقظ

306

بقلم / أحمد الحباسى

لا شيء يستحق الذكر، العبارة الفرنسية الشهيرة، السعودية تتقدم في عدد المدخنين ومرضى السكري والمهووسين بالجنس والمقصرين في حق الرياضة حتى أصبحوا كالبراميل، مراتب متأخرة إن لم نقل منعدمة في حرية التعبير، حكم شمولي فاسد، لا شيء يستحق الذكر في المسابقات الرياضية العالمية المهمة، لا أحد مميز في العلوم والأبحاث العلمية، ترتيب الجامعات السعودية يثير السخرية، مجرد رذاذ قليل ومتقطع من المطر وكل السعودية تغرق في شبر ماء، المخدرات في كل قصور عائلة المافيا، المؤسسة الدينية لا تختلف في قمعها و جبروتها عن محاكم التفتيش في القرون الوسطى، صحافة بالاسم فقط، إعلام نائم في العسل، تعليم فاشل ومناهج تدريس وهابية قاحلة منبوذة من العالم، رمال وبترول وفساد، كل شيء يذكر الزائر بأنه في بلاد مهجورة منسية من العالم.

كل شيء يسير إلى الوراء في مملكة العجائب، فشل في فشل في فشل على كل المستويات، السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تضحك ولا تتبسم ولا تفرح بالحياة، وحتى لو ضحك أحدهم فهو من القهر ومن سوء الحظ العاثر، لا يمكن أن تسمع نكتة أو ما يثير الضحك في بلاد المافيا، طرقات موحشة، باردة، بلا ذوق، بلا ” طعم ” ، رفاهية مصطنعة و غرور بلا حد ، في كل مكان تشعر بالغربة ، بالاستعمار ، بالتفرقة العنصرية ، في السعودية هناك الملك ثم الملك ثم الملك ثم النوم على صورة الملك، ليست هناك طموحات ولا اختراعات ولا منافسات ولا احتفالات، الأشياء المزعجة في السعودية كثيرة جدا، مع ذلك، تستمر طبول الإعلام في التطبيل ورسم الشعارات الرنانة الكاذبة ويستمر شعراء المديح في عكاظيات الملل، لا أحد يقول كفى، لا أحد يتحرك، ينبس ببنت شفة، قصة أهل الكهف نشأت في السعودية و تتكرر إلى يوم الناس هذا .

” حمار الليل ” هي التسمية الشعبية لظاهرة المشي بالليل دون إدراك، وفي تفسير الأطباء أن هذه الظاهرة راجعة بالدرجة الأولى إلى اضطرابات في عمل الدماغ ناتجة أساسا عن الضغط النفسي الذي يعانى منه الفرد بحيث يكون الأفراد الذين يشتكون من التوتر و القلق النفسي أو الإرهاق الشديد هم أكثر الذين يصابون بعوارض هذا المرض، طبعا، ربما هناك قليل من الناس من صادف أحدهم ينهض من سريره بعد نومه ليمشي قائلا بعض الكلمات والجمل متحدثا إلى من يصادفه مجيبا عن الأسئلة ثم يعود للنوم ومن الصباح لا يتذكر ويستنكر ويسخر، و لعل الذين شاهدوا الملك سلمان وهو في حالة نوم في العسل أثناء مراسم حفل الاستقبال في مجلس نواب الشعب المصري قد أصيبوا بالذهول و لما لا بنوبة هستيرية من الضحك، وقد تساءل بعض الظرفاء هل كان من الذوق السليم تعريض مسامع الشعب المصري لمهزلة خطاب ” حمار الليل ” ، وهل كان من الضروري إيقاظه أو تركه نائما مع إطفاء الأنوار وإبعاد مصادر الضجيج حتى لا يستيقظ ويؤذى نفسه .

يقول الأطباء المتابعون لمثل الحالة الصحية الحرجة للملك سلمان أن المريض بهذا الداء من الممكن أن يفتح عينيه غير أنه في الحقيقة لا يرى بوضوح الأشياء الموجودة من حوله، هذا صحيح، لأن الملك سلمان قد أثبت للشعوب العربية أنه لا يعي حقيقة ما يحدث في الأقطار العربية، و إذا كانت السيدة “ماكبث ” في مسرحية الكاتب البريطاني الشهير ويليام شكسبير قد ظهرت للمتفرجين وهي تمشى خلال نومها كدليل على إصابتها بالجنون نتيجة إحساسها بالذنب لتورطها في قتل والد زوجها، فالظاهر أن ملك السعودية يعانى من نفس عقدة الذنب التي ستؤدى به للجنون نتيجة الكوابيس المفزعة التي يراها تماما كما حصل مع المجرم السفاح الصهيوني أريال شارون قبل أن تتلقفه شياطين الموت وتنزل به إلى قبر الجمر الموعود، فالدماء اليمنية والسورية والعراقية واللبنانية كفيلة لوحدها بالانتقام من ملك المافيا، وحين يسترجع هذا المجرم السفاح تاريخه الدموي البشع فستبقى عيناه مفتوحتان جامدتان مثل قطعة البلور بحيث لا يرى إلا الجثث والدماء ولا يسمع إلا صراخ المعذبين والمنكل بهم من طرف عصابات التكفير الوهابية .

أثبت العلم أن المشي خلال النوم يعود لأسباب وراثية، ويمكن أن يسبب نوعا من الهلوسة إضافة لحالة من الصداع والانفصام في الشخصية والهستيريا ، وفي هذا الصدد فالعائلة المالكة قد ورثت كل هذه الحالات المرضية مجتمعة وقد انعكس ذلك على سلوكها وانحرافها وإجرامها طيلة عقود من الزمن، ولعل تناول المهدئات المضادة للاكتئاب وتناول المخدرات وبقية أدوية القلب وأدوية النوم وأدوية التنشيط هي إحدى بوادر الموت البطيء وبداية النهاية لهذا الملك القاتل، بل الملاحظ في قراءة وجه وتقاسيم الملك أثناء حفل الاستقبال أنه ينظر في الفراغ ويحدق بنظرات مخيفة في كل من حوله ولا يبدو سريع الاستجابة أو الرد بما يؤكد أن الاستجابة الفيزيولوجية غائبة وغير واردة، فهل يعانى الملك من حالة هروب من الواقع أم هو يعيش في عالم خاص أم أن حركات العين السريعة هي تعبير عن الخوف من المصير المجهول، على كل، الفشل في اليمن وفي سوريا سيزيد من انهيار أعصاب ملك المافيا وعندما سيستيقظ سيجد صورة بشار الأسد تملا شوارع الدول العربية، هذا إن استيقظ أصلا.