الخبر وما وراء الخبر

من ذكريات العدوان : الطيار يحيى الشجني… أول شهداء الحرب……

717

ذمارنيوز- نقلاً عن صحيفة الثورة:

لم يستطع ” محمد” ذو السته أعوام, ان يستوعب انُه فقد والده الى الأبد, لذا دائما يسأل, أين بابا؟.سؤال سيشق تاريخ هذه الاسرة الصغيرة الى نصفين ما قبل الفقدان وما بعده, وما على “محمد” الأ ان ينتظر, لعل اجابة انه استشهد ستكون كافية, وربما ستصنع سؤالاً اخر, لماذا والدي؟

في اللحظات الأولى من يوميات الحرب على اليمن, كانت قاعدة الديلمي الجوية ومرابض الطائرات الحربية, أول هدف للطائرات السعودية في أول أيام ما عرف بـ(عاصة الحزم), كان لحظتها المهندس الطيران “يحيى حسين الشجني”, مع زملائة في إحدى عنبر القاعدة الجوية, كانت الصواريخ التي إمطرت المكان أكبر من أحتمال النجاة, ليكون هذا الرجل الذي يمضي في عقد عمره الرابع, أول شهيد لحرب دامية, ما تزال تدفع المئات نحو الهاوية.

لدى الشهيد ” يحيى حسين الشجني” ستة ابناء, اصغر “محمد”, ينحدر من اسرة ريفية تقطن في مديرية مغرب عنس بمحافظة ذمار, ويسكن مع اطفاله في مدينة ذمار, يقول “خليل الشجني” أحد اقربائه: خسرنا رجل نبيل وشهم يتحلى بكل صفات الرجول والكرم والاقدام, رجل في كل المواقف.. لا ينتمي الى أي حزب ولا يتعصب لأي طرف.. كان ينتمي الى اليمن ومخلص في عمله.متابعاً: كان الشهيد رحمه الله مثال للجار الصالح لم يؤذي احد من جيرانه طوال حياتة لم يعرف أحد عنه شئ سوى أخلاقة العالية مع جيرانه واسرته, وكل من عرفه.

لم ينل الشهيد حضُه كافياً من التعليم, فقد إكتفى بشهادة الثانوية العامة, لكنه لم يتوقف عند ذلك, بل اتبعها بسلسلة من الدورات التخصصة في صيانة الطائرات وقيادتها ليصل الى رتبة ملازم أول في سلاح الجو.

“حتى اليوم لم استوعب بعد خبر إستشهاده, وكل يوم انتظر مكالمه من”, يلخص جهاد, ابنه الأكبر, مشاعر الحزن, متابعاً في حديث لـ(قضايا وناس): ليله استشهاد ولادي بسبب انطفاء الكهرباء اغلقت الهاتف وفي الصباح فتحت التلفون على عشرات المكالمات الفائته, عرفت الخبر بالتقسيط, أولاً تم اخباري انه اصيب فقط وتالياً عرفت انه أستشهاد.

لافتاً الى انه لا يحتفظ بأي صوره لوالده في جواله, وقال: اخفينا صور ابي حتى من جولاتنا بسبب أمي التي تملكها الحزن على رحيل ولادي وفي كل مرة نتذكره لا تتوقف أمي عن البكاء.

 

thumbnail_الشجني اثنا العمل thumbnail_الشجني مع طفله الاصغر محمد