الخبر وما وراء الخبر

عدن..بين رمضاء الصيف ونار الغزاة

184

بقلم / محمد خالد عنتر
لا أدري أيهما أشد حرقةً ..
رمضاء هذا الصيف المحاط بالعدوان والحصار .. أم نار العدوان والحصار في حرّ هذا الصيف..
بالأمس عانت الحديدة ولا تزال اليوم تعاني .. واليوم لحقتها عدن في معاناةٍ أخرى ..
الصيف والعدوان يلتهمان أرضنا ..
لقد تألمنا للحديدة وندبنا ما حدث لها ..
وها نحن نبكي عدن التي قال المتحالفون بالأمس إنهم حرروها .. إلا أنهم تركوها اليوم تتلظى في نيرانٍ أشد و أعتى ..
ثغر اليمن الباسم أصبح مجروحاً ..
فلا السعودية اليوم ولا الإمارات دفعتا عن قلب عدن بلاها .. ولا مقاومة الجنوب ولا جيش هادي أعتقاها من هذه المأساة ..
ولا شرعيةٌ ولا حراك قدما لعدن شيئاً من العون لما هي فيه .. عدن اليوم تعيش موجة حرٍ تشوي أبناءها .. وكل من تحالفوا لاجتياحها سابقاً بدعوى تحريرها .. تركوها الآن تموج بالموت والألم والعويل .. فلم يجد أبناؤها بداً من اللجوء إلى الشمال من حرّ الصيف وغدر التحالف ..
عدن التي سيطرت عليها جماعات التطرف وعصابات الغزو .. وقامت بترحيل من رحلت من أبناء الشمال العاملين فيها .. أصبحت هي الضحية الجديدة لتلك الجماعات وتلك العصابات .. وأصبح أبناؤها نازحين شمالاً وغرباً هرباً من الموت المتربص بهم .. وكما قلنا عن الحديدة نقول عن عدن .. أنقذوها مما هي فيه .. وحديثي هنا ليس للغزاة لأنه لا يمكن لهم أن يقدموا أو يؤخروا شيئاً .. رسالتي هنا للشرفاء ..
عدن تستغيث كما استغاثت الحديدة .. حيث تم بيعها بأبخس الأثمان .. بعد أوهام الغزاة أنهم أتوا من أجل تحسين وضع عدن والجنوب ككل ..
تفجيراتٌ واغتيالات .. وعملياتٌ إرهابية وسط العاصمة الثانية لليمن ..
فماذا فعل التحالف لتلك المدينة وما الذي جناه أبناؤها من المرتزقة والمحتلين ..
عدن تستغيث .. أجل تستغيث ..
ولا يمكن لنا نحن أن لا نتألم .. أن لا نحزن .. أن لا ننوح على ما آلت إليه أوضاع عدن ..
فالغزاة الذين قدموا زخرفاً خادعاً بالأمس .. هاهم اليوم يتأملون عدن وهي تصيح .. دون أن يحركوا ساكناً ..
لأنهم ليسوا أصحاب أرضٍ وقضية .. ليسوا أصحاب حق .. ومن ليس صاحب حقٍ لا بد من أن يفرط بما ليس له ..
لأنه لا يهمه ..
الخير والسلام لعدن .. والنجاة والحياة لأبنائها .. والخزي والعار لغزاتها ومرتزقتها .

نقلا عن صحيفة الثورة