إذا هناك ضغوطاً من أمريكا….ضغوط الله هي أشد وهي أخطر
فإذا كان الدستور عندي يبيح لي أن أعارض نفس الدولة، ويبيح لي أن لي حق الرأي, حق التعبير, كيف ما عاده مباح لي أن أعارض أعداء الله، وأعداء وطني وأمتي من الأمريكيين! كيف ما يبيح لي أن أعارض عدوي, ما يبيح لي أن أتكلم على عدوي!.
لا يوجد أي مبرر وأي مسئول, أي مسئول ما له حق أن يتصرف كيفما يريد, ويمنع الناس كيفما يريد، أبداً ما له حق, فأي قضية قانونية, قضية في القانون، وهي ليست مخالفة للشريعة قل عندما يكون هناك, عندما قالوا: هناك ضغوط من أمريكا, نقول لهم: نحن وأنتم علينا ضغوط من الله, ما ضغوط الله أشد؟ ضغوط الله، تهديد وراءه جهنم, أنت تقول لي أبطِّل وأنت تريد تتوقف أنت وتعمل كلما يريدوا لأن هناك ضغوطاً من أمريكا, ضغوط الله هي أشد وهي أخطر, وواجب عليَّ وعليك أن تحسب حساب الضغوط من الله، التي هي أوامر بعدها تهديد بجهنم, بعدها تهديد بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة.
طيب فهم لماذا ينطلقوا ويروا لأنفسهم حق أن ينطلقوا؛ لأن عليهم ضغوط من أمريكا, أما نحن لا.. وإن كان هناك ضغوط من الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم, ضغوط من أمريكا على لسان السفير الأمريكي، وضغوط من قبل الله في كتابه، الذي هو كلامه سبحانه وتعالى.
فالشعار هذا أثبت عندما مسحوه, عندما تراه ممسوح هو يشهد – وهو ممسوح – بماذا؟ أنه مؤثر على الأمريكيين, عندما تراهم يخدشوه يشهد بأنه مؤثر على الأمريكيين, أيضاً مؤثر على الوهابيين, مؤثر على الوهابيين أيضاً بشكل كبير, ما ندري كيف سووا حتى أصبحوا هكذا يعني نافرين منِّه, ما كان المحتمل أنهم يتقبلوه ويرفعوا الشعار هذا؟ وأيضاً لم يعد محسوب عليهم وهو ظهر من عند ناس آخرين, لماذا نفروا منه! لماذا حاولوا أن لا يرفعوه! لماذا يحاربوه حتى؟! يحاربوه حرب, ما أدري ماذا معهم من أهداف في هذه.
هو يشهد بأنه ما كان يعرف عنهم أنهم باسم دعاة للإسلام, وأنهم أعداء لأعداء الله, وأشياء من هذه, أنها عبارة عن كلام, عبارة عن كلام؛ لأنهم لو كانوا أعداء حقيقيين لأمريكا, أعداء لإسرائيل, أعداء لليهود والنصارى لكان لهم من المواقف أعظم مما لنا, شعارات, مظاهرات, هم الآن في الساحة عبارة عن حزب كبير تحت اسم حزب الإصلاح, حزب كبير, ما باستطاعته أن يكون له مظاهرات؟ مثلما يعملون في لبنان, الشيعة في لبنان, مثلما يعملون الشيعة في إيران, مظاهرات ضد أمريكا, مظاهرات ضد إسرائيل, يكون لهم شعارات يرفعونها, يوزعونها.
ولا كلمة ولا موقف, هذا يعني يثير الشك فيهم هم, يثير الشك فيهم هم؛ أو أنهم ليسوا موفقين إلى أنه يكون له موقف مشرف ضد أعداء الله.
يثير الشك – أيضاً – في رموزهم أن لهم علاقات, لهم علاقات هذا الذي كشف أخيراً عندما كانوا من بحين يشجعوا أن الشباب.., يأخذوا شباب اليمن يسيروا يقاتلوا في أفغانستان، أيام كان الإتحاد السوفيتي محتل لأفغانستان.
وإذا أمريكا هي التي كانت توجه بهذا وتموله, وأخذت تصريح من الرئيس بهذا وغيره, فهي كانت أوامر أمريكية تأتي لهؤلاء وتوجيهات أمريكية وتمويل أمريكي, وعندما أصبح الجهاد ضد أمريكا انتهى الجهاد, وكأنه أقفل باب الجهاد ضد أمريكا, لماذا أما ضد الإتحاد السوفيتي أنه مشروع وضد أمريكا وإسرائيل ما كأن عاده مشروع؟.
احتمال الشيء الآخر أنه قد يكونوا مثلاً يحاولوا أن لا يحصل من جانبهم ما يجرح مشاعر أمريكا, ربما يحتاجوا أمريكا, سيحتاجوها في الوصول إلى السلطة, وأشياء من هذه, فلا يحاولوا يجرحوا مشاعرها, معناه إن ما هم حركة دينية، تنطلق لخدمة الإسلام والدفاع عن الإسلام, حركة لها مقاصد أخرى ممكن تضحي بالإسلام من أجل مقاصدها, مثلما حصل في الماضي, في الماضي اتفقوا هم والإشتراكيين أيام كان عاد الحزب الإشتراكي حزب قوي، يسكتوا من مصنع الخمر في عدن, وهم يسكتوا من المعاهد حقتهم.
طيب أنت كحركة إسلامية تسكت من مصنع خمر مقابل أن يسكتوا من المعاهد حقتك, هذا يعني ماذا؟ أنك لست حركة إسلامية صحيحة, ولا هو موقف إسلامي هذا, المفروض أن لا تسكت عن هذا المصنع وإن أدى إلى إقفال المعاهد, وإن أدى إلى أن يدرسوا طلابك ومعلميك تحت الأشجار أو في الجروف, وإن أدى مقايضة على مساجد ولو كان على مساجد, تكون أنت بين خيار أن المصنع هذا إذا أقفل تدمر مساجدكم, يقفل على أية حال, والأرض قد جعلها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مسجداً وطهوراً, إذا كان ما هناك استطاعة لحماية المساجد فلو دمرت المساجد ولا أن يبقى مصنع خمر, ما اتخذوا الموقف هذا!.
الآن يعملون بجد على محاربة هذا النشاط ومحاربة الشعار هذا, وأحياناً يضاربوا, ما هذا فضحهم؟ هو يفضحهم حقيقة, هو محرج لهم الشعار محرج, مؤثر جداً على مكانتهم وعلى شعبيتهم في البلاد؛ لأن المطوع الذي أمامك قبل قليل يظهر وكأنه داعية للإسلام, وكأنه من المجاهدين في سبيل الله, ويظهر أمامك وكأنه عدو لأعداء الله وإذا هو لا يريد يطلّع كلمة من هذا, وإذا هو يعارض بشدة.
هو نفسه يرى إما لكونه لا يريد يجرح مشاعر إسرائيل وأمريكا أو هم يعني غير صادقين في طبالهم الكثير، ولأنه سيحرجه, سيؤدي إلى ماذا؟ إلى إضعاف مكانتهم، ويؤدي إلى أن الناس يرونهم بشكل آخر، يشمئزوا منهم، لماذا أنت تعارض الكلام على أمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود، وأنت تلعن الشيعة في المساجد وعلى المنابر.! لأنهم كانوا يلعنوا الشيعة؟ يلعنوا الشيعة ويحكموا عليهم بأسوأ الأحكام.
لكن هذا الشعار ما بإمكانهم أن يرفعوه، ومحرج جداً أن ينتشر، يؤثر على مكانتهم؛ لأنهم أصبحوا هم قاعدة عريضة في البلاد، يؤثر على مكانتهم، وبالتالي ما معهم خيار إلا يحاولوا يقولوا: بدعة أحياناً، يضجوا لماذا نرفعه؟ إذاً فهذا أيضاً من بركات الشعار هذا، من بركات الشعار أنه نفعنا، أمام الأمريكيين, هو هذا السفير الأمريكي ضج منه, أمام الوهابيين هم ذولا ضجوا منه.
إذاً فأنت بعمل واحد تؤثر على عدة جهات، عدة جهات تؤثر عليها، وهو في نفس الوقت عمل مشروع، عمل مشروع ما أحد يستطيع أن يقول: أن العبارة الفلانية فيه لا تجوز، أنها عبارة محرمة, أبداً، عمل مشروع ومؤثر، فالمفروض أن الناس ينطلقوا فيه، يعملوا على توزيعه.
لأنه لا تتصور إن ما هناك عمل للآخرين، لهم أعمال كثيرة أكثر من أعمالنا بكثير، لا تتصور إن ما هناك أعمال للأمريكيين في اليمن، أعمالهم منتشرة، في محاولة الإفساد، الآن انتشرت المراقص في اليمن، في صنعاء وفي عدن انتشرت، المراقص الليلية، مثلما هو في بيروت وفي القاهرة وفي بعض العواصم، ومثلما في أوروبا، الخمر بدأ ينتشر فعلاً، بدأ تناوله وتداوله شبه علني وشبه عادي.
بدؤوا يتحركوا تحركات أخرى، عندما يزوروا أسواق السلاح ويحاولوا بأي طريقة أن يُسحَب السلاح، أن يغلا، أن يعدم من الأسواق، ما هذا كله يكشف أن عندهم نوايا سيئة للمستقبل، أن عندهم نوايا سيئة ضد الشعب هذا، وضد الدين، والهيمنة على البلاد، يهيمنوا على ثروات البلاد، ويهيمنوا على كل شيء فيها.
فعندما يكون عمل في متناول الناس أن يعملوه، وهم يروا أعداءهم يتأثروا منه، يصبح واجب، يصبح واجب، إذا كانوا قد سجنوا أشخاص نستنكر على من سجنوا هؤلاء الأشخاص، كيف تسجنوهم لأنهم نددوا بأمريكا وإسرائيل؟! لماذا تسجنوهم؟ يعني هل أن هذا الشعار نفسه هو الذي سيدخل أمريكا إلى اليمن؟ أبداًَ.. ما بدؤوا يتحدثوا عن الشعار إلا بعد ما دخلوا اليمن، بعد ما رتبوا أوضاعهم لدخول اليمن.
إنما ماذا؟ مراعاة لمشاعر الأمريكيين، وتنفيذ رغبة أمريكية، والاّ ما نقول إنه شيء يشكل خطورة على اليمن فنتوقف منه، أبداً.. الأمريكيون هم ذولا يجمّعوا أشياء أخرى, تهم خطيرة على اليمن، يجمعوها من غير الشعار، الشعار ما أمكن حتى يعدوه مبرر؛ ولهذا تلحظ أنه لماذا الشعار نفسه ما يتركوه بحيث يصبح مبرر من المبررات التي يدوروا لها دوار ويرتبوها بكل طريقة.
الأمريكيون في هذه المرحلة، هي مرحلة أن يختلقوا مبررات، ما هي مرحلة أن يختلقوا مبررات؟ كل ما رتبوها هي مبررات هم وراءها من أجل في الصورة تكون لهم مبرر للدخول، ذرائع يسمونها. طيب لماذا ما تتركوا هذا الشعار واحدة من الذرائع؟ ما كان المفروض هكذا؟ ما المفترض أن يتركوا الشعار، يقولوا هذه ذريعة من أجل ندخل اليمن؛ لأنه في اليمن يوجد من يعادوا أمريكا وإسرائيل، ويرفعوا شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل.
ما يمكن هذا يتركوه ذريعة من الذرائع التي يدوروا لها دوار، وفجروا السفينة كول، وفجروا السفينة الفرنسية، فجروا كذا، عملوا تفجيرات في صنعاء، أعمال كثيرة من أجل ماذا؟! يجعلوها ذرائع أن هناك إرهابيين ندخل نطاردهم، وبعثوا بأعداد كبيرة, يبنوا قواعد عسكرية، ويحكموا الهيمنة على البلاد.
[ الله أكبر, الموت لأمريكا ,الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود , النصر للإسلام]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دروس من هدي القرآن الكريم /سلسلة متفرقات /الشعار سلاح وموقف
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 11 رمضان 1423هـ
اليمن – صعدة