الخبر وما وراء الخبر

المارينز وموسم حصاد بطعم الحنظل

174

بقلم / جميل أنعم

قوَّات احتلالْ أَمريكية على البَر اليَمني حَضرموت ولحجْ “مارينز وأباتشي وأسلحة وعتاد وبعدد مئات من العسكر”، ولنسمي الأشياء كما يُحبون، فالمجموعات المسلحة من “المقاومة الشعبية، والمقاومة الجنوبية، وداعش والقاعدة” ومِن يتولاهم من الإمارات والسعودية وغيرهم هَيئوا البَر الجنوبي للمارينز الأمريكي، ليبدأ موسم الحَصاد وقطفْ الثِمار، قواعد عسكرية لحرب قادمة، تُمهد لإسرائيل الكبرى ونهب النفط والغاز، مارينز ورينجرز وأسلحة محدودة العتاد والعدد، والمُهمة المنظورة سَحق كل من يعارض المارينز في الجنوب أفراداً وجماعات ومجموعات، وبقاء بمعاهدات واتفاقيات إن نجحت كان بها، وإن فشلت يكون الانسحاب الفوري، والسريع لا جدال في ذلك .

المارينز أسطورة أمريكا الصهيونية، حضرَ إلى البَر اليمني أثناء هدنة وتهدئة مفاوضات الكويت، والتي يُعتقد بأنها ستنتهي إلى شرعية التوافق، وحضور المارينز إلى قاعدة العند يُؤكد ذلك، وبقاعدة “ما لِفرعون لِفرعون .. وما لله لله” .. الجنوب مُحتل لأمريكا، والشمال للجيش واللجان الشعبية، وستظهر لاحقاً معاهدات واتفاقيات ما بينَ هاديْ والمارينز الأمريكي، والشركة “المُحررة التنفيذية” السعودي والإماراتي، على غِرار “جزيرة سقطرى” استثمار لمدة 99 عاماً، في العَنَد وباب المندب وحضرموت، وسُقطرى وجزر يمنية أخرى، وميناء عدن .

والانتقال إلى شرعية التوافق ووقف العدوان ورفع الحصار، يتطلب اعتراف صنعاءَ الثورة باستثمار الاحتلال الأمريكي للجنوب عامّة ولمدة 99 عاماً، على غِرار جزيرة “هونج كونج” .

إذاً وإذاً وبالمطلق، المارينز الأمريكي حَضرَ للجنوب للاستثمار وقطف الثمار، ولم يحضر للقتال، ومن يتوقع ذلك بشكل أو بآخر، نبشرهُ بأن نهاية أمريكا من زعامة العالم ستنتهي في اليَـمن ومن قاعدة العَنَدْ، إن شاء الله تعالى، تماماً كما انتهت بريطانيا العُظمى في مصر ومن قناة السويس 1956م، أثناء العدوان الثلاثي “إسرائيل فرنسا بريطانيا” على مصر عبد الناصر، هذا من يمننا، أما من شامنا، السيد حسن نصرالله، دعا مؤخراً، المقاومة العربية إلى اليقظة ورفع الجاهزية القتالية لمواجهة تداعيات فشل مفاوضات الكويت وجنيف .

ويا كُل المسميات العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية، ذلك يعني وبما لا يدع مجالاً للشك، بأن معادلة الانتصار، المُعجزة النبوية، قد تم تفعيلها، وتنتظر ساعة الصفر لإعلانها على الملأ، وبعنوان “تحالف شامنا ويمننا” لاقتلاع قرن الشيطان بني سعود وإسلامهم التكفيري، واجتثاث الكيان الصهيوني، وليكن وبعون الله سبحانه وتعالى، صيف 2016م هو موسم الحصاد وبطعم الحنظل والعلقم المر لأمريكا واسرائيل ومن والاهم من الأعراب والمستعربين .

مفاوضات الكويت نقطة فاصلة في تاريخ الأُمَّة والعالم، والكُل يريد إنجاحها لتَستثمر أمريكا الجنوب اليمني، وما أدراك ما الجَنوب اليمني، جنوب “عبدالله باذيب” الذي أسقط قيام الجنوب العربي بالسلاطين العملاء 1959م، جنوب الشهيد “علي أحمد ناصر عنتر” الذي أسقط مؤامرة المخابرات المصرية والسعودية لإجهاض الكفاح المسلح ضد بريطانيا يناير 1966م، هذا الجنوب اليمني الأصيل لا ولن يقبل المارينز الأمريكي والسلاطين الجدد، وغداً سترون أبناء الجنوب اليمني يفعلون ولا يقولون، وسيفرز الجنوب رمزاً وطنياً قومياً عربياً إسلامياً أممياً يقود معارك التحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي لجنوب اليمن .

تماماً كما أفرز الشمال اليمني الرمز العالمي، الشهيد حسين بدر الدين الحوثي، وبالقرآن لإعادة كتابة تاريخ الأمة العربية والإسلامية وبأحرف من نور، مسيرة قرآنية مباركة مستمرة وممتدة وُجدت لتستمر، وبقائد شاب مُحنَّك تسلَّم المسؤولية وقاد الأمة، حمى الله السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وحفظه من كل مكائد أعداء العقيدة والأُمة، اللهم سدد خُطاه، وألهمهُ ووفقهُ إلى القول والفصل السديد .