الخبر وما وراء الخبر

جرائم عديدة ارتكبها العدوان بحق تراث اليمن الثقافي

203
بقلم / عبدالباسط النوعة
يعد شهر مايو من العام الماضي من اكثر الاشهر الذي تعرضت فيه مواقع التراث اليمني للقصف والتدمير من قبل طائرات العدوان حيث استهدفت العديد من المواقع في محافظات يمنية عدة ، وهاهو العام يكتمل على تلك الجرائم التي نفذتها طائرات العدوان بحق التراث اليمني إلا أن آثار الدمار ما زالت تملأ تلك الأماكن لتمثل لعنة لكل دول العدوان ومن ساندهم وأيدهم من عملاء الداخل.
في شهر مايو وتحديدا في 21 منه ارتكب العدوان أبشع جريمة بحق التراث اليمني حيث استهدف بغارات عدة متحف ذمار الاقليمي وأدت هذه الغارات الى تدميره بشكل كامل بل وتسويته بالأرض وتدمير معظم محتوياته من القطع الأثرية القيمة التي يؤكد المختصون انها تزيد عن (12) الف قطعة أثرية لم تنجوا منها سوى بضع مئات فقط والبقية تطايرت وتناثرت وانتهت بين الركام الذي وصل الى مسافات بعيدة ، هذا المتحف الذي ظل ابناء ذمار ومعهم الشعب اليمني بأكمله ينتظرونه طوال عقد ونصف من الزمن لم يتركهم العدوان يهنأون به في صورة يعتبرها المعنيون تعبر عن حقد دفين لدول العدوان وعلى رأسها مملكة آل سعول ضد التراث اليمني الذي يمتلك من الثراء والقيمة ما يجعلهم يشعرون بالحسد، ولهذا يمعنون القصف لمواقع التراث اليمني منذ انطلاق عدوانهم وحتى اليوم وقد أوشك العدوان أن يقارب العام ونصف من عمره .
وفي مايو أيضاً قصف العدوان ولأيام متتالية (11، 12 ، 13 ، 17 ) قلعة القاهرة بتعز وهي القلعة الشامخة والأهم على مستوى اليمن ككل والتي ظلت ولأربعة عشر عاما تحت الترميم والصيانة وبعد افتتاحها بعام جاء العدوان ليدمرها من الداخل وبشكل كبير وبصورة وحشية .
وفي الثاني عشر من مايو عمد العدوان على قصف محيط مدينة زبيد التاريخية والحق في العديد من مبانيها اضرار متفاوتة ، وقبلها بيوم واحد قصف العدوان جرف أسعد الكامل في مدينة القفر محافظة إب ودمره بشكل كامل ، وفي 13 مايو تم استهداف قلعة نقم التاريخية بصنعاء وأيضاً قلعة القفلة بساقين محافظة صعدة ودمر اكثر من 50 % منها .
لم ينته الأمر عند هذا الحد في مثل هذا الشهر من العام الماضي حيث كانت مدينة صعدة القديمة على موعد مع قصف شديد ومباشر في التاسع من مايو وقع بالقرب من الجهة الشرقية لجامع الامام الهادي وتحديدا في السوق ودمر ما يزيد عن 55 محلا تجاريا فضلا عن اضرار بالغة لحقت في البوابة الشرقية للجامع ومنازل تفاوتت اضرارها تمثل قيمة تاريخية فريدة ، وبعد تدمير متحف ذمار الإقليمي بثلاثة أيام فقط أي في الرابع والعشرين من مايو قام العدوان بقصف قلعة الشريف بباجل محافظة الحديدة ودمر معظم أجزائها ، وقبل أن ينتهي الشهر بيومين فقط قصف العدوان حصني المنصورة والنعمان بمدينة حجة ، ولم يتوقف العدوان عن القصف حتى آخر يوم من مايو العام الماضي ففي 31 من الشهر نفسه استهدف المصرفين الشمالي والجنوبي لسد مأرب القديم الذي يعود تاريخه إلى العصر السبئي وتحديدا إلى الألف الأول قبل الميلاد ونتج عن هذا القصف تدمير معظم معالم هذين المصرفين.
إذاً شهر مايو 2015م يعد هو الأشد على تراثنا الثقافي في ظل هذا العدوان البربري الغاشم وفي هذا الشهر سجل التاريخ الكثير من الجرائم ضد حضارة تعد من أرقى وأقدم وأثرى الحضارات الإنسانية .