اليمن.. بين استمرارية الحرب والسلام الصعب
بقلم / محمد علاء الدين
كانت مباحثات السلام في الكويت منذ بداية انطلاقها فاقدة لكل معنى حقيقي للسلام وإيقاف الحرب في اليمن وعلى اليمن، أي أنها لم تكن قادرة على وقف “الاقتتال المناطقي” أو وقف العدوان الخارجي برعاية السعودية حلفائها، لذلك اعتبرها الكثير من اليمنيين والمتابعين للشأن اليمني مضيعه للوقت، وإذا كان الوفد الوطني الذي يمتلك مرتكزات القوة والصمود ونجح في إثبات امتلاكه لشرعية الميدان والأنجاز ذهب وهو يحاول جاهدا وقف الحرب والدخول في مرحلة إعادة الإعمار لكنه في النهاية تعرقلت جهوده أمام الوفد الذي يمثل الطرف الأخر الذي يدعي أنه شرعي رغم هروبه من الأراضي اليمنية وكانت السمة العامة لتصرفاته عبثية.
ورغم أن المبعوث الدولي لليمن صرح يوم الخميس 26 مايو/آيار بأن مأساة اليمن يجب أن تنتهي في أسرع وقت وسنتابع الجهود للتواصل إلى حل سلمي، لكنه لم يتحدث عن طرق وآليات الحل السلمي؟ وكيف سينفذ والطائرات السعودية مازالت تحلق في سماء اليمن وترتكب المجازر حتى في مناطق الجنوب ولعل ماحدث في مأرب ولحج شاهدا على ذلك، إلى جانب الغارات الجوية التي استهدفت معسكر جبل العر بيافع، رغم أنه تابع لحلفائهم الذين يحاربون معهم القوى الوطنية والجيش اليمني واللجان الشعبية، وهذا يدل أيضا على مدى الارتباك والتخبط الذي يسيطر على حكام السعودية، وبعد الغارات نشرت أبواق النظام السعودي الاتهامات لـ”تيار البيض” و أنه يعمل منفصلا عن مايعرف “بالشرعية” وأنه له علاقات بإيران!، فرغم كل ما قام به مايسمى بالحراك الجنوبي من تقديم تنازلات ودعم للعدوان لكنه لم يحصد شيء إلا الخيبة.
ويخيم على الأجواء شبح استمرارية الحرب، وعلى الرغم من صمود معسكر القوى الوطنية بقيادة جماعة أنصار الله وفشل العدوان في تحقيق أي تقدم بري له قيمة وأصبحت شعاراتهم الحنجورية مكشوفه لدى الجميع، مع عدم ارتياح في الداخل السعودي ممايحدث وظهر ذلك بعد تصريحات الجبير بخصوص أنصار الله الحوثيين وشاهدنا الكثير يكتبون طالما الحوثيين مكون يمني ولا يمكن استبعاده.. إلخ لماذا حصلت الحرب ولم تدركوا قيمة الحل السياسي السلمي منذ البداية.
ومع العلم أن تحقيق السلام الأن أمر صعب لكنه ضروري لكل الأطراف ومهما كانت تحمل النفوس من ثأر وخلاف فيجب تنحية كل ذلك والشروع في حوار جاد بين السعودية وأنصار الله، صحيح أن الإستكبار السعودي لن يقبل بهذا الحل، لكنهم يعلمون مدى ضعف وفشل أعوانهم في الداخل وأن مهما طال زمن حرب فلن تتغير الموازين لصالحهم، خصوصا أن دول خليجية مثل قطر والإمارات تسعى لتوسيع مشاريعها التأمرية داخل اليمن، وعلى السعودية أن تدرك خطورة تلك المشاريع عليها أولا، فالحل الوحيد المتاح الآن الدخول في مباحثات وحوارات مباشره بين السعودية وأنصار الله وأن تتخلى السعودية عن فرض شروط مسبقة -تعجيزيه- وأن يكون جزء من الحوار مخصص لملف إعادة الإعمار.