أمريكا وتدميرُ الشعوب.. مقاومةٌ في وجهِ الاحتلال ..
بقلم / جمال الأشول
تحقيقاً للإرادة الصهيونيةِ غَزَت أمريكا “غرينادا ” وضَرَبَتْ (ليبيا) وألقت مئاتِ الأطنان من المتفجّرات والقنابلِ الذكية على الشَّـعْـبِ العراقي ومنشآته، وقبلها وافَقَ الرئيسُ (ريغان) على غزو الصهاينة (للبنان) ومحاصَرة عاصمته واحتلال جنوبه، وبعدها قصفت (السودان) ودمَّــرَت (افغانستان)، ومنذ عام ونيف وحتى الآن تقتل الشَّـعْـب الـيَـمَـني وتدمّر منشآته وتفرض عليه حصاراً بحرياً وجوياً وبرياً، وصولاً إلَـى احتلال جنوب الـيَـمَـن.
إن الولاياتِ المتحدةَ الأمريكية لا تستطيعُ أن تواصِلَ نموَّها الاقتصادي، وأن تبرِّرَ تدخلَها الإجْــرَامي الأرعن في شؤون العالم الإسْـلَامي والعربي بوجه التحديد ما لم يكن لها عدو تشحذ حياله أسلحتها وتألّب ضده الرأي العام فيها من خلال إمبراطورية الإعلام التي يغذّيها المال السعودي والعُنصرية التي تلتقي مصالحُها وآراؤها مع مصالح وآراء المتجددين والمحافظين.
الدورُ الأمريكيُّ في حرب الإبادة التي يشنها تحالف العُـدْوَان على الـيَـمَـن والدور الذي تلعبُه في المنطقة بإشعال للحروب والصراعات تحتَ مسمياتٍ وشعاراتٍ مختلفةٍ، والتعريف بالمجازر الوحشية التي يرتكبُه العُـدْوَان بحق المدنيين في الـيَـمَـن، أكّدت أن وراءَ هذا العُـدْوَان الراهن هو احتلال الـيَـمَـن ونهب ثرواته وانتهاك سيادة والتحكم بشئونه ومصير شعبة.
ورغم استمرار آلة الموت الأمريكية التي استُخدمت في إبادة الشَّـعْـب الـيَـمَـني بكافة الأسلحة منها المحرّمة دولياً على مدى عام ونيّف، إلا أنها لقيت صموداً شعبياً كبيراً مواجهاً لهذا العُـدْوَان العالمي الاستكباري، مقدماً التضحيات للتغلب على المخططات الأمريكية التي عجزت أياديهم عن النيل من هذا الشَّـعْـب العظيم.
صمودُ وتَحَـرُّكُ الشَّـعْـب الـيَـمَـني وجيشه ولجانه الشَّـعْـبية على الأرض أفشل هذا الحلف، ولم تستطع دول العُـدْوَان تحقيقَ أي هدف من أَهْـدَافها المعلنة، ولم يتحقق له أيضاَ رغم قصفه الهستيري بمساندة عناصره الاستخباراتية التي تمثّل الجناح العسكري للإخوان في الـيَـمَـن حتى وإن ظهرت تحت مسمياتٍ متعددة مثل القاعدة أو داعش وغيرها من الأسماء.
الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني الذي يواجه اليوم هذا الاحتلال الأمريكي الغاشم الذي شَنَّ عُـدْوَاناً همجياً ظالماً وارتكب مئات المجازر، ودمّر المنشآت والمدارس والمنازل والمصانع والجامعات والمقرات والمؤسسات الخَـاصَّة والعامة، بصمود شعبي عظيم.
ومثلما استخدمت أمريكا وسائلَ الإعلام في احتلال العراق هي اليوم تستخدمها لتوجيه الرأي العام الأمريكي نحو مكافحة الإرْهَــاب في الـيَـمَـن التي صنعته وأثارت الرعبَ في أوساط المجتمعات الأجنبية والأوروبية بل والعالم أجمع، حيث عملت وسائلُ الإعلام بإمكاناتها الضخمة على تعبئة الرأي العام العالمي وإيهامه بأن الـيَـمَـنَ يشكل خطراً حقيقياً على الأمن القومي العربي؛ تبريراً زائفاً لعُـدْوَانها الهمجي، وبعد أن عاثت في أرض الـيَـمَـن تدميراً وقتل وفساداً، وبعد أن أفشل مخطَّطَها الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني، لجأت إلَـى احتلال الـيَـمَـن بحُجَّة مكافحة الإرْهَــاب الذين تستخدمهم ذريعة لمخططاتها التفتيتية؛ لاحتلال البلدان، ولا ننسى أنها مكّنت تلك التنظيمات الإرْهَــابية التي صنعتها من عدة مناطقَ وبمساندة جماعات من عملائها في الداخل ممثلةً بما تسمى المقاومة.
إن أمريكا لا تستطيعُ أن تعيشَ من غير “أعداء لها” على مستوى الداخل والخارج، عليها أن تبحثَ عن عدو تهيئُ شعبها “سياسياً واقتصادياً” لمواجهته كي يتأهب الشَّـعْـبُ وتُستنفرَّ مؤسساته ويفتق الذهن الأمريكي المشحون عن وسائل قادرة على الفتك بعدو يهدد مصالح الشَّـعْـب ويطمع في النيل من أمنه وسلامة أراضيه.
إن الشَّـعْـبَ الـيَـمَـني يواجِهُ احتلالاً أمريكياً واضحاً تجاه العالم وبمساندة تحالُف عربي ظالم وبمساندة داخلية تسعى لزرع الخوف من الحقوق المبتورة.
إن هُناك مساراً إجْــرَامياً لغزو الـيَـمَـن يجب مقاومتُهُ حتى تطهير آخر شبرٍ من أرض الـيَـمَـن.