الخبر وما وراء الخبر

مفاوضات الكويت ….. أين المشكلة؟

257

عبدالله شعبان

إن الحل الواقعي هو التفاوض مع النظام السعودي مباشرة …ما أقوله هنا ليس ترفا إعلاميا انه الواقع الذي لا مفر منه ….المخلافي ووفده المبجل لا يمتلكون أي صلاحيات  وهم في وضع محرج جدا فالوصول إلى حل واتفاق سلام يعنى انتهاء دورهم بل ويهدد مستقبلهم كونهم يدركون أنهم سيصبحون في مواجهة الشعب اليمنى أن أرادوا العودة وممارسة العمل السياسي مثلا  .
وبالتالي
– إما أن يتم تجاوزهم  وعدم ضياع الوقت معهم .
– أو التسليم بأنهم في حالة  تفويض ضمني من آل سعود يمنحهم حق التفاوض نيابة عن النظام السعودي بعيدا عن حكاية الشرعية والبرعية .
–  وفى كل الحالات فإن مستقبلهم و وضعهم السياسي  يشكل  معضلة كبيرة وغير  منظورة لدى البعض وهى التي تضع النظام السعودي في خانة الإحراج..
وهناك من يقترح حلها بان يتم منحهم التطمينات اللازمة للعيش في اليمن وهذا صعب جدا كونه بيد الشعب لا سواه . ولا تستطيع القوى الوطنية في الداخل أن تضمن لهم ذلك كليا .
والمشكلة الأكبر والأكثر تعقيدا هم  أبناء المحافظات الشمالية منهم  والذين لديهم خوف شديد من دعوة هادى لهم بالعودة إلى عدن  حيث ابلغني احد الأصدقاء أن الكثير منهم يتهربون من الاستجابة  لهادي في هذا الأمر لأنهم يعلمون يقينا أنهم سيتعرضون للتصقية الجسدية في عدن …
وهناك من يقترح أن يكون الحل بيد المملكة بإعطائهم الجنسية السعودية من الدرجة الثانية … أو إعطائهم اللجوء السياسي حتى أشعار آخر وهذا أيضا آمر صعب جدا لدى البعض .
حاليا البعض منهم  يفكر أن يخرج في جنح الظلام ويعود إلى وطنه معتذرا ويسلم أمره لله ولشعبه .
ولكن الرقابة المخابراتية هناك تضع الجميع تحت المجهر وبقبضة حديدية .
أنها المشكلة التي تؤرق الجميع حاليا خاصة بعد اتفاق ظهران الجنوب ..!!!!!!!
ولذلك فان البعض منهم يستميت حاليا ويحاول الحصول على وقت أضافي للحشد العسكري وحسم المعركة ميدانيا والحصول على نقاط قوة في الأرض ..وهو الأمر الذي يبوء بالفشل يوما بعد يوم … يبدو أن موعد الحسم قد اقترب وهنا
تذكرت كلمة قلتها لصديق عزيز منهم في بداية العدوان .. …إنكم ستصلون إلى اليوم الذي تقولون فيه إن باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها .

نقلا عن صحيفة الثورة