الخبر وما وراء الخبر

الوحدة ليست السبب والانفصال ليس حل

266

بقلم / محمد عبدالله القادري


عندما نتحدث عن الوحدة اليمنية نقف باجلال وتعظيم وتقديس لها رغم كلما شوهها من استغلال باتخاذها ذريعة للسطو والاستيلاء والافساد وتحميلها وزر ومسؤولية من شوهها واستخدام ذلك مبرر للدعوة للانفصال والتفريق ، فالوحدة اليمنية سامية كل السمو وبريئة من كل من شوه صورتها الجميلة واستغلها لنهب الثروة الوطنية وازهاق روح الشعب اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ، كون الوحدة اليمنية من منظور اسلامي اصل من اصول التشريع ، ومن منظور قومي مبدئ من مبادئ الوحدة العربية ونواة من نواة الوطن العربي الموحد .

  اليمن هو يمن واحد بأرضه وشعبه وشماله وجنوبه ، ولا خلاف في ذلك لدى ابن الاصيل سواءً كان من الشمال او الجنوب ، والوحدة اليمنية لا يجب ان نحملها مسؤولية من حاربها وشوهها واساء إليها ، ولكن ينبغي ان نحافظ عليها من خلال محاربة من اساء إليها وجعلها بمثابة نقمة على الشعب والوطن في الشمال والجنوب من خلال الاتجاه نحو الاسوأ منذ فجر تحقيقها ، ولم يتحقق للمواطن اليمني ما يصبو إليه من امال واحلام وتطلعات في ظلها .

الوحدة اليمنية ليست سبب ما حدث في اليمن من تدهور اقتصادي ومشاكل وحروب وافقار وظلم وفساد وغير ذلك ، فتشخيص المشكلة الحقيقي يحمل المسؤولية انظمة الحكم والدولة التي تدير البلد ، وهنا يكمن الحل للمشكلة من خلال محاربة من حارب الوحدة وفشل في إدارة اليمن الموحد واقامة العدل بين ابناء شعبه ، وهو مايجب على كل يمني ان يدرك حالياً ان الحل ليس بمحاربة الوحدة وجعلها السبب فيما حدث ، ولكن الحل هو بمحاربة من حارب الوحدة وأساء اليها وحكم البلد في ظلها لأنه السبب في كل ماحدث .

الانفصال ليس حلاً لابناء الجنوب ، فانفصال الجنوب عن الشمال هو طريقة واتجاه نحو انفصال الجنوب إلى دولتين عدن وحضرموت ، ومن خلال النظر إلى ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990 ميلادية سنجد ان المواطن اليمني من ابناء الشمال كان في اوفر نعمة وافضل راحة ، ولكن الانفصال حالياً لن يعيد وضعه إلى ما كان عليه من قبل ، كون الانفصال ليس حل والوحدة ليست السبب ، والحل يتطلب نظام حكم مناسب وتنفيذ قانون وبناء جيش وطني ، وهذا ما سيحل مشكلة اليمن الحقيقية ويحقق احلام شعبها ويرسخ فكر وحدوي يعزز الاخاء والحب والتسامح ، وينتج يمن وحدوي قوي بنظامه واقتصاده وجيشه وشعبه .