ستظل عدن معشوقة الـيَـمَـن الغناء
أحلام عبدالكافي
فتحتُ عيني على هَذِه الحياة وتفتَّحت مداركي على يمن الوحدة، كَبُرَنا وترعرعنا وعلَمُ الجمهورية الـيَـمَـنية شامخاً يرفرفُ ويكبُرُ معنا.. مَا زِلْـتُ أتذكَّرُ جيداً صديقاتي اللاتي كنا ندرسُ معاً في صف واحد (ميادة ومارينا) القادمات من محافظة عدن والقاطنات محافظة صنعاء وَاللاتي كُنَّ أعَزَ رفيقاتي لسنين دراستي، لم يكن يخطُرُ ببالنا ولو من بابِ التخيل أنه سيأتي يومٌ ما وقد أصبحنا أغراباً في وطن واحد يبغضُ بعضنا بعضاً ويهجّر بعضنا بعضاً.
كانت آمالنا كبيرة بكبر هذا الوطن وَأحلامنا بريئةً بنقاء سماء الوطن.. كانت ضحكاتنا ترسُمُ أساريرَ المستقبل الواعد وقلوبنا يحدوها شوقٌ لبناء الـيَـمَـن المجيد بسواعدنا وطموحاتنا التي كنا نرى من خلالها جسوراً تمتد من صنعاء إلى عدن ومن حضرموت إلى تعز ومن صعدة إلى أبين.
لم أعد أعرفُ هذا العالم الغريب.. لم يعد هذا العالم يشبهنا ولا يشبه أحلامنا ولا براءتنا، عالمٌ متسخٌ بأدران الجريمة والوحشية.. طغت عليه غمامةٌ سوداءُ أتت لتقهرَنا ولتقتلَنا ولتدفن أحلاماً كانت تحملنا إلى عالم الصدق والوفاء والإخلاص لهذا الوطن.
لكنني مَا زِلْـتُ أسيرةَ الـيَـمَـن الموحّد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.. بل أنا من شاطئ عدن بروعته وجماله وأنا من نسيم صنعاء برونقه ودلاله.. وَأنا من بحر الحديدة وقتَ الغروب.. وأنا من أرض تعز فيض القلوب، هيهات أن يستطيعَ عالمُ الشر أن ينتزعَ الـيَـمَـنَ من قلبي.
هيهات لقوى الظلام أن تحيكَ نسيجَ الفُرقة في جسدي، مَا زِلْـتُ أنا الأقوى بذلك الحُب الكبير ومَا زِلْـتُ أنا الأبقى بذلك الحلم الصغير.. لن يستطيعوا أن يمزقوا أواصرَ وطني؛ لأنه 25 مليونَ كتلة توزّعت فوق تلال الـيَـمَـن وجبال الـيَـمَـن ورمال الـيَـمَـن وعدد ذرات هواء الـيَـمَـن.
عبثاً تحاولون يا حَمْقى العُـدْوَان.. ستصطدمون بصخرة حلمي التي ستسحقكم، كيف لي أن أتنازل عن بضعةٍ مني يا مَن تنازعونني بتسليم أحد أعضائي، هل سأسلمكم إياها؟، أم يا تراني سأرضى بالعيش مقطعَ الأوصال مشلولاً؟!، يا مَن لم تعرفوا بعدُ خبايا الوطنية وأسرارَ قوتها وعنفوانَ الانتماء لها وصلابة التجذر في أعماقها وأصالة مكنون غوائرها..
سأظل أردِّدُ نشيدنا الوطني في صدري أبداً ما حييت: وحدتي وحدتي يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي أنتِ عهدٌ عالقٌ في كُلّ ذمة.