فيتنام وصافر..!
ذمار نيوز :بقلم/د.أشرف الكبسي
ها هم يقتلوننا ويصرخون، وكأنما بحرُ دمائنا ماء، وقطرة دمهم آية زرقاء، أو كما قال النبيذ المقدس!..
هل باتت تتفاوت تسعيرةُ الحياة البشرية في بورصة القيم الإنسانية وحوانيت الدين ودكاكين السياسة، بعد السقوط في عالم الجيب الكبير..؟
هل عليك أن تمتلك أعلى بُرج في العالم وتسميه (خليفة) ليصبحَ دمُك حراماً وتصبحَ نفسُك زكية؟..
وكم هي نسبة الكحول والنفط اللازم توافرهما في جامعة الدم العربي، ليصبح آدمياً بما يكفي ألا تشربه خنازير عروبتكم؟!..
يا أصحابَ المال والعقال.. تعقلنوا، وأوقفوا حربَكم علينا، فلا موتنا يسعدنا ولا موتكم غاية بهجتنا..
نحن جيرانكم فلا تجعلونا فيتنامكم.. وما فيتنام إن قيل الـيَـمَـن، وما صافر عنكم ببعيد!..
خذوا نفَساً عميقاً، خالياً من النفط وتراجعوا خطوة أو اثنتين إلى الوراء، لتحقنوا دماءنا ودماءَكم، إن لم يكن لأجلنا فلأجلكم، فمهما كُنا وكنتم، وأياً كان ضعفنا وكانت قوتكم، هذه بلادُنا وهذا عُــدْوَانكم، ولن نُعدمَ الوسيلة لرَدِّ الصاع صاعين، والعين بالعين والحروبُ قصاصٌ!..
وقبل أن تبكوا سقوط (شهدائكم)، في خليج عدن، وتساقطهم على رمال صافر، سلوا أنفسكم، من أباح لكم سمائنا وأرضنا؟.. ومن وهبكم حق قتلنا في صلواتنا وبعد منتصف منامنا؟..
من أجاز لكم وصايتكم علينا وحق تقرير سلامة عروبتنا وإسلامنا، وتقدير كم يكفينا من أعمارنا، قبل إعدامنا؟..
يا هؤلاء.. عيشوا ثراءَكم، وشيَّدوا كما شئتم نوقكم وأبراجكم، واستضيفوا فورمولا (ون) وإبريق العالم، وليكن سلمان هرقلاً عليكم، وخلفان حامي حماكم، وتميم الصغير كبيركم، ولتكن إيران خصمكم أو خليلتكم، وليكن أوباما فرندكم أو جليل صحابيكم.. ذاك شأنُكم، لستم حديقتنا ولسنا حديقتكم، فدعوا لنا شأنُنا، ولكم دينُكم ولنا دين.. ووالله، لَهَدْمُ بُرج خليفة لوحاً لوحاً، أهون عند الله من إراقة دم امرئ يمني.. هذا ديننا، فما دينكم؟.
حياتنا لنا وتلك حياتكم، فلا تجعلونا بظُلمكم، نقايضُ عيشنا بموتكم، ولا تنسوا.. كما أننا شعبٌ طيب، عزرائيل ملاك!..
هذه بلدتي..
هُنا أبي وأمي
وأخي وابنتي..
كتابي
قهوتي
مطري
ومظلتي
فما عساي أفعل؟
أبكي وأستجدي
وأرتدي غاندي!..
أشكر صنيعكم
كما بعض أحذيتي!..
تباً لكم..
آنساتي سادتي
تباً لقلمي ومحبرتي
وأين بندقيتي؟
موتوا مرات..
وليكن موتي
هيهات..
لن ترقصوا على جثتي!