المرتزقة في مأزق الكويت
بقلم / علي أحمد جاحز
لم يعد خافيا أن وفد الرياض في مشاورات الكويت واقع في مأزق حقيقي لا يستطيع تجاوزه ، وبدا ذلك واضحا من خلال تعليقه المشاركة في المشاورات امس للمرة الثانية منذ بداية المشاورات اضافة الى العديد من المواقف المتشنجة والموتورة والتي تدل على ضعف وعدم امتلاك أي رؤية وأي مشروع يمكنه من مواصلة الوقوف امام الوفد الوطني .
وإن تذرع وفد الرياض بالوضع الاقتصادي، فإن الرأي العام المحلي والدولي يدرك تماما حقيقة السبب وراء هذا التعليق ، وهو انهم فشلوا في تمرير ترشيح الجنرال الفار علي محسن كرئيس للجنة العسكرية، وأيضا تهربوا من الضمانات السياسية امام ضغط واقعي وعملي ومنطقي من قبل الوفد الوطني الذي لايزال يمسك زمام المبادرة والصدارة في هذه المشاورات.
وفي كل الأحوال، فإن وفد الرياض يبدي من خلال تصرفاته المتشنجة رغبته المتوحشة في استمرار الوضع المأزوم واستثمار معاناة الشعب والاتجار بقضية اليمنيين الانسانية ، فهو يصر على الاستمرار في استخدام الحصار والقتل اليومي كسلاح للضغط على الشعب يسنده في ذلك ويتواطأ معه المبعوث الدولي للأسف الذي لمح مؤخرا الى ان الشعب اليمني بصموده قد يشكل اعاقة للسلام في قصدية التهديد للشعب إذا لم يترك خيار المواجهة.
وفد الرياض بعد مرور أربعة أسابيع من الأخذ والرد ، فقد توازنه وانعكست خلافاتهم ومشاكلهم الداخلية على أدائهم داخل طاولة المشاورات ، ويبدو انهم مختلفون الان على المكاسب المتبقية إن صح التعبير ويريدون ان يتمترسوا وراء القضايا الانسانية والاقتصادية ليخفوا جيفتهم النتنة التي باتت تفوح من خلف كل تلك المغالطات .
لو كانوا بالفعل أتوا إلى الكويت بنية رفع المعاناة عن الشعب كانوا على الأقل تعاطوا مع المسائل الانسانية بقليل من المسؤولية ولم يعترضوا بشدة على مسألة رفع الحصار على أبناء الشعب اليمني وايقاف الغارات ، لكنهم دافعوا عن استمرار الحصار واستمرار القتل اليومي بشراسة وافصحوا بشكل صريح أنها أسلحتهم الوحيدة .
لو كانوا بالفعل حريصين على وجود شرعية لكانوا قدموا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية وسهلوا مسألة التوصل لشرعية جديدة توافقية تعود إلى صنعاء و تدير المرحلة الانتقالية.
هؤلاء مجرد بيادق وأدوات لمشاريع خارجية هدامة ، وتديرهم أياد خفية مثل أحمد بن مبارك وعسكر زعيل وعبدالله العليمي وغيرهم من مندوبي شخصيات مطلوبة للعدالة تشتغل تحت مشروع امريكي سعودي صهيوني خطير يستهدف اليمن والمنطقة ككل ، والواقع يقول انهم في مأزق حقيقي ويدركون انهم لم يعودوا امام انفسهم وأمام العالم وأمام الشعب لا حكومة ولا شرعية ولا يحزنون.
نقلا عن صحيفة الثورة