الخبر وما وراء الخبر

تفاصيل تنفرد بها صدى المسيرة:محرقة صافر..الخبر اليقين والتفوق المخابراتي

160

ذمار نيوز -صدى المسيرة:محمد الوريث

نفَّذَ أبطالُ الجيش واللجان الشعبية عمليةً نوعيةً بمحافظة مأرب، يوم الجمعة الماضية، سقط على إثرها عشراتُ القتلى من قوات الغزو ومرتزقتهم في منطقة صافر، وأطلق الجيش الـيَـمَـني صاروخاً باليستياً أرض أرض من نوع توشكا على معسكر اللواء 107 بصافر والذي اتخذته دول العُــدْوَان مقراً لقواتها الغازية بالمحافظة وأصاب هدفه بدقة متناهية، ما أدى إلى تدمير كامل للمعسكر، وكشفت مصادر مطلعة لـ “صدى المسيرة” بأن ما يزيد عن 67 جندياً إماراتياً لقوا مصَارِعَهم، كما سقط 42 جندياً سعودياً و16 جندياً بحرينياً، إضافة إلى 12 جندياً أردنياً، أما في ما يتعلق بالخسائر البشرية في صفوف مرتزقة حزب الإصلاح وعناصر القاعدة فقد أكدت مصادرُنا أن ما يزيد عن 52 عنصراً لقي مصارعهم من مرتزقة الإصلاح والقاعدة وعدد كبير جداً من الجرحى، وعلى صعيد العتاد العسكري فقد دمَّر الصاروخ 25 عربة حاملة صواريخ من نوع مانستير وثلاث قاطرات وقود و 4ناقلات إسعاف وعدداً من طائرات استطلاع وطائرتين أباتشي، وأحترق عدد كبير من الآليات العسكرية الأخرى ما بين دبابة ومدرعة، وقدرت المصادر أن مجموع ما تم إحراقه من هذه الآليات يفوق المائة آلية عسكرية.

وفي تفاصيل تنفرد “صدى المسيرة” بنشرها حول عملية صافر النوعية، فقد كشفت مصادرُ خاصة تفاصيلَ التنفيذ، حيث ينقسم معسكر 107 في منطقة صافر إلى جزأين تم تخصيصُ الجزء الأول منه لقوات الغزو متعددة الجنسيات، في حين خُصِّصَ الجزء الآخر من المعسكر لمرتزقة حزب الإصلاح وعناصر القاعدة، وكانت غرفة عمليات الغزاة في الجزء الخاص بقوات الغزاة وتنتشر آلياتهم العسكرية في محيطها داخل المخازن، وكان الجنود السعوديون والإماراتيون وغيرهم ينامون في العربات العسكرية من أجل التكييف، واستهدف الصاروخ الجزء الخاصَّ بالغزاة من المعسكر وأصاب مخازن الأسلحة بشكل مباشر التي تتواجد فيها عربات الغزاة وهم بداخلها وتسببت مخازن الأسلحة في تضخم الانفجار ليصلَ أكبر مدى ممكن، حتى وصل إلى الطائرات ومنصات الصواريخ الموجودة في المعسكر، وأضافت المصادر أن قوات الغزو نقلت بعد الحادثة ما تبقى من آليات إلى قُرب منطقة العبر في محافظة حضرموت

ولم تقم طائراتُ العدوان بنقل جرحى المرتزقة ولم يتم إسعافهم وتركوهم ينزفون حتى الموت، ما تسبب في حالة تذمر وسخط واسعة في أوساط قبائل مأرب واحتدمت الخلافات حتى بدأ كل طرف بتخوين الآخر وتسود حالة الإرباك على قوات الغزو ومرتزقتهم في المحافظة.

وشكلت دول العدوان يوم الأحد لجنة للتحقيق في كيفية استهداف الصاروخ للمنطقة ومن المسئول عن تسريب المعلومات، في ما يبدو أنها مقدمة لتخوين طرف ما وتحميله مسؤولية ما حدث للانتقام منه لاحقاً، وما يثير من حدة هذه الخلافات أن عدداً كبيراً من قيادات الغزاة من إماراتيين وسعوديين وبحرينيين لقوا مصارعهم، في حين لم تصب قيادات حزب الإصلاح وداعش والتي كانت متواجدة في الجزء الآخر من المعسكر ويرفض منتسبو اللواء 107 المشاركة في أي قتال قادم.

واعترفت الإماراتُ رسمياً بمقتل 45 من جنودها، في حين اعترفت البحرين والسعودية بجزء ضئيل من القتلى ضمن سياسَة السعودية المعروفة بتقسيط قتلاها لتضليل الرأي العام السعودي حول حجم الخسائر الحقيقية التي تتكبدها في عُــدْوَانها على الـيَـمَـن!!.

وفرَّ مَن تبقى من قوات تحالف العُــدْوَان على الـيَـمَـن بعد العملية مباشرة من محافظة مأرب إلى منطقتَي العبر والوديعة في محافظة حضرموت، تاركين خلفهم ما بقي من آليات عسكرية عُرضةً للنهب من بعض العناصر المحسوبة على تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح، وتم إجلاء الجنود الأجانب المصابين والناجين بواسطة طائرات أباتشي وعبر منفذ الوديعة.

وفي عملية نوعية أخرى في نفس اليوم قصفت القوه الصاروخية للجيش واللجان الشعبية معسكراً تدريبياً لعناصر القاعدة ومرتزقة العُــدْوَان السعودي جوار مدينة مأرب، موقعةً عشرات القتلى والجرحى، واستهدفت القوة الصاروخية للجيش الـيَـمَـني بدقة متناهية أحد معسكرات التدريب شمال شرق صحن الجن وفر من تبقى منهم إلى الصحراء.

ودعا الناطقُ الرسميُّ للقوات المسلحة العميد الركن شرف غالب لقمان، أفراد وصفّ وضباط القوات المسلحة الـيَـمَـنية، سواءٌ المنتسبون إلى المعسكرات التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة المغرَّر بهم، أَوْ من غيرهم، إلى عدم الانجرار وراء مطامع قوات الغزو السعودية الإماراتية وزيف ما يدعونه، والابتعاد وعدم التواجد بالقرب من أماكن تجمعات قوى الغزو والاحتلال ومعسكراتهم؛ كونها صارت ضمن الأهداف المشروعة عسكرياً لتدميرها.

وتثبت العمليات النوعية للجيش واللجان الشعبية بمحافظة مأرب تفوقاً مخابراتياً يمنياً واضحاً، حيث يتحرك الجيش واللجان الشعبية بخطوات مدروسة ودقيقة تحقق أهدافها بنجاح منقطع النظير، في ظل فشل مخابراتي أمريكي محرج، وكانت أمريكا قد تعهدت للسعودية في عُــدْوَانها على الـيَـمَـن بالإشراف على المجال المعلوماتي والاستخباراتي وتقديم الدعم لوجستياً ومعلوماتياً لتحالف العُــدْوَان. وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن وزارة الدفاع الأميركية قامت بزيادة عدد المستشارين الأميركيين من 20 مستشاراً إلى 45 مستشاراً لتعزيز التعاون في العُــدْوَان السعودي الأمريكي العسكري ضد الـيَـمَـن، وأضافت المجلة أن الزيادة تهدف إلى تقييم أهداف القصف المحتملة وتعزيز عمليات التعاون الاستخباراتي بين الولايات المتحدة وقوات تحالف العُــدْوَان على الـيَـمَـن.

والفشلُ المخابراتي الأمريكي والسعودي في اكتشاف أَوْ توقع مثل هذه العمليات رغم انتشار أدوات الرقابة من أقمار صناعية حديثة ورادارات متطورة وطائرات استطلاعية على كامل الجغرافيا الـيَـمَـنية يقطع الشك باليقين بأن العقل الـيَـمَـني رغم بساطة الإمكانيات المتوفرة لديه إلا أنه صاحبُ الأفضلية.

المميَّزُ في عمليات الجيش واللجان الشعبية النوعية بمحافظة مأرب ليس عدد القتلى أَوْ حجم الخسائر العسكرية وإن كانت هذه المعطيات مهمة ومؤثرة في مشهد العُــدْوَان بأكمله. ولكن البعد الأكثر أهمية يكمن في التفوق العملياتي والمخابراتي الـيَـمَـني على مخابرات السعودية والإمارات والبحرين والأردن ومن خلفهم أمريكا مجتمعة.

وقد تجسّد هذا التفوق الـيَـمَـني من ناحية اختيار التوقيت، حيث استهدف الصاروخ معسكر صافر في وقت يجتمع فيه أكبر عدد من قوات الغزو ومرتزقتهم، كما أن العملية تمت بواسطة صاروخ بالستي يصل مداه إلى 170 كيلو متراً، وأصاب هدفَه بدقة في غياب كامل للمعلومة لدى الطرف الآخر.

وبالرغم من أن السعوديةَ أعلنت قبل أكثر من أربعه أشهر أنها قامت بتدمير منظومة الصواريخ الـيَـمَـنية إلا أن الصاروخ البالستي الروسي شديد التدمير “توتشكا” يفضح هذه الكذبة السعودية الوقحة، والأدهى والأمر من ذلك هو أن الصاروخ أطلق من موقع لم تستطع طائراتُ العدو تحديده ولم تتمكن مخابراتُ العُــدْوَان من معرفته، لدرجة أن طائرات العُــدْوَان اضطرت أن تقصفَ العمارات السكنية في صنعاء بجنون وتخبط أعمى ولا نعرف هل كانت تتوقع هذه الطائرات أن تجد في الأحياء السكنية في حدة وحي النهضة منصة إطلاق الصواريخ أم أنها عمليات ثأرية لقتل أكبر عدد ممكن من الـيَـمَـنيين.

والأهم من ذلك أن العملية جاءت في توقيت مهم وحساس في سير تطهير محافظة مأرب من المرتزقة وعناصر القاعدة، في وقت كانت تتبجح فيه قوات الغزو باقتراب معركة صنعاء ولكن يفاجئ العالم بتدمير واحد من أهم معسكرات العُــدْوَان في مأرب والذي أدى بدوره إلى حالة انهيار كامل للمرتزقة في مأرب وانعكست على كل الجبهات، وتحدثت أنباء عن فرار جماعي لمرتزقة الإصلاح وداعش من مواقعها الأخرى في المحافظة في ظل تقدم متواصل لقوات الجيش واللجان الشعبية، إضافة إلى أن هذه العملية تكشف للعدو ماهية المستقبل الذي ينتظره بكل شبر في الأرض الـيَـمَـنية في حالة لم يتوقف عن حماقته.

ولم تكن هذه العملية اعتباطيةً على المستوى السياسي، فقد جاءت في ظل زيارة الملك السعودي لواشنطن، حيث أن العُــدْوَان على الـيَـمَـن انطلق وتم الإعلان عنه من واشنطن وليس الرياض، وكل متغيرات هذا العُــدْوَان مرتبطة بأمريكا بشكل مباشر وستمثل هذه العملية رسالة هامة للبيت الأبيض.

كما أن العملية جاءت في توقيت حاسم ومفصلي للمفاوضات الجارية في مسقط، وقد تتسبب هذه العملية في انعطافة كبيرة على مستوى الأحداث كافة على البلد سياسياً وعسكرياً، في ظل أنباء عن تراجع مواقف بعض الدول المشاركة في العُــدْوَان ونيتها الجادة بالانسحاب.

وطالب مواطنون إماراتيون بضرورة سحب كامل لجنودهم من الأراضي الـيَـمَـنية بعد ما شعروا بأن احتلال الـيَـمَـن لن يكونَ نزهة، كما كانت تصور وسائل إعلامهم وأن الـيَـمَـن ستكون مقبرةً مفتوحةً لكل من يقترب منها.

وليس هذا فقط فقد تزامنت العملية مع انجازات أخرى من الحجم العملاق تظهر تماسك الجيش الـيَـمَـني واللجان الشعبية وقدرتهم الفائقة في التخطيط الاستراتيجي على مستويات واسعة، حيث نفّذ الجيش الـيَـمَـني كميناً محكماً في مدينة الخوبة بجيزان سقط على إثره أكثر من 16 مجنداً سعودياً أثناء محاولة سعودية فاشلة لاستعادة موقع مشعل العسكري.

كما قام الجيش الـيَـمَـني واللجان الشعبية بعدد من العمليات العسكرية المحكمة في محافظة تعز سقط على إثرها ما يزيد عن 42 عنصراً من عناصر القاعدة وحزب الإصلاح، في تصاعد كبير في سير معارك تطهير الـيَـمَـن والذي يمثل إشارة واضحة لتحالف العُــدْوَان على الـيَـمَـن بأن الأيام القادمة كلها ستكون من هذا النوع وأن الخسائر التي ستطال جنودكم ومدنكم وقراكم ستكون أكبر من احتمالكم.

وتمثل كل هذه العمليات مجتمعة في هذا الوقت القياسي وهذا التوقيت الحساس وبهذه الكفاءة المشهود لها انتكاسة كبرى للعدو المحتل وحلفائه ومرتزقته في الداخل على المستوى العسكري والسياسي والمخابراتي، والأثر الكبير لهذه العمليات سبّب في تهشيم ملحوظ لمعنويات المرتزقة وتقهقرهم عسكرياً وأمنياً في ظل جهوزية كاملة من طرف الجيش واللجان الشعبية، كما أن هذه الهزائمَ المتتابعة تسببت في حالة سخط واسعة لدى الشعوب التي فقدت بعض أبنائها التي أرسلتها قياداتها إلى محرقة الـيَـمَـن، كما تسببت في فضيحة كبرى للعشر الدول الغنية ومَن خلفهم أمريكا الذين يسجلون في كل يوم فشلاً جديداً منذ ستة أشهر من العُــدْوَان والحصار المتواصل على بلد فقير ومعدم مثل الـيَـمَـن.

وبعد كل هذه الصفعات المتتالية تذهب السعودية وحلفاؤها إلى الخيارات الوحيدة المتبقية في جعبتهم وهي الحملات الإعلامية المضللة واستهداف بيوت المدنيين في صنعاء وبعض محافظة يمنية أخرى، في محاولة لإخفاء ما يصعب إخفاؤه، في ظل ارتياح شعبي واسع من انجازات جيش الـيَـمَـن ولجانه الشعبية وأجهزته الأمنية وبروزهم بحجم مسؤولية تجاه الهجمة المسعورة على الـيَـمَـن، حيث ينام الـيَـمَـنيون هذه الأيام برضا تام وطمأنينة رغم ضجيج طائرات العُــدْوَان بين الفترة والأخرى وهي عاجزة عن إحداث أي فرق.

 

صدى المسيرة العدد57 الاثنين 7سبتمبر2015