الخبر وما وراء الخبر

وفد الرياض يشترط دولة كاملة الأوصاف لوقف الحرب ..

116

بقلم / عبدالملك العجري


كنت ولا زلت أعتقد أن وفد الرياض يلعب دورا وظيفيا في الحرب، فهم يدركون هشاشة وضعهم و أنهم لا يتمتعون بأي امتداد شعبي أو وطني غير ما تمدهم به العاصفة ويتخوفون أن وقف الحرب بمثابة انكشاف سياسي وشعبي وعسكري إن في الشمال إو في الجنوب، ومصلحتهم هي في استمرار الحرب على أمل تصفية المشهد من كل الفاعلين الحقيقيين بما في ذلك الفاعلين الحقيقين في الجنوب .
لذلك يطرحون مطالب ليست خارج سياق عوامل الصراع، بل خارج سياق الممكن فمثلا في مشروع ترتيبات الانتقال السياسي ضمن الرؤية التي تقدم بها وفد الرياض ينص البند الثالث على “مباشرة سلطة الدولة الشرعية لوظائفها على كل أرجاء البلاد دون عوائق وإزالة كل ما من شأنه الحيلولة مباشرة مهامها على النحو المبين في القوانين والأنظمة المتبعة في الدولة “.


وفد الرياض جاء الكويت وفي ذهنه أنه يفاوض على شقة مفروشة وينتظر تسليم المفاتيح ،غير مدرك أنه يفاوض على جغرافيا مزقتها الصراعات المتراكمة المعقدة والمزمنة .


من أين نأتي لهم بدولة تبسط سيطرتها علي كل جغرافيا اليمن؟! ليس هذا فحسب، بل يصرون على دولة كاملة الأوصاف والتحسينات تمارس سلطتها كاملة غير منقوصة كما يحددها النظام والقانون ..وإلا فإنهم لن يعودوا .!!


لو كان بيدنا أن نحقق لهم هذا المطلب ثمنا لوقف العدوان لقدمناه ,لكن من أين نأتي بهذه “الدولة الموقرة “؟


القضية لا تتوقف على إرادتنا بل على قدرتنا ..من أين نأتي بهذه السابقة التي لم يعهدها اليمن في تأريخه القديم والحديث والمعاصر ..دولة القانون في اليمن “دولة منتظرة” ينتظرها اليمنيون كما ينتظر الاثناعشرية “المهدي المنتظر” الذي بشرت به بعض الآثار .


الكارثة أن رهان مجموعة الرياض على خروج “الدولة المنتظرة” من صحراء نجد كرهان بعض الطوائف على خروج المهدي المنتظر من السرداب.


المفارقة أن كل المؤشرات على الأرض تدل علي ان الدولة المنتظرة التي بشر بها سلمان هي “الدولة الإسلامية “بقيادة أبي بكر البغدادي ..


الله وحده بيده أن يلبي مطلبهم هذا بالتدخل المباشر بعد أن يجري تعديلات على نواميس الكون ويعطل بشكل مؤقت قوانين التغالب ووظائف الجغرافيا والتاريخ والسنن الاجتماعية .


حتى على فرض التدخل المباشر من قبل الله لتسوية الأوضاع والتمهيد لهبوط دولة كاملة التحسينات من السماء ,,ستطلع لنا إشكاليات أخرى لأن هبوط هذه الدولة واستقرارها في اليمن يشترط إزالة كل العوائق ,وأهم العوائق التاريخية التي وقفت مطبا أمام دولة يمنية بمواصفات أقل من المواصفات المطلوبة هي الرياض ومجموعتها في اليمن أي أن إزاحة هادي ومجموعته شرط لقيام هذه الدولة ..وكأنك يابوزيد ما عزيت..


وشر البلية ما يضحك..