أبرز مضامين لقاء سلمان بأوباما:السلاح مقابل المال
ذمار نيوز -صدى المسيرة : خاص
إحتشَدَ مئاتُ المتظاهرين الـيَـمَـنيين ومن مختلف جنسيات العالم، أمام البيض الأبيض، احتجاجاً على الجرائم السعودية في الـيَـمَـن إثر زيارة الملك السعودي لأمريكا في الرابع من شهر سبتمبر الجاري، وهتف المتظاهرون في حديقة البيت الأبيض ضد ما أسموه جرائم الحرب والإبادة الجماعية السعودية بحق أطفال ونساء الـيَـمَـن، ورفعوا شعارات تحملُ صورة الملك السعودي ملطخةً بدماء الـيَـمَـنيين، مطالبين بمحاكمته جراء جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبها في الـيَـمَـن.
وكانت قد دعت منظمات حقوقية، الجاليات الـيَـمَـنية والعربية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى المشاركة في تظاهرة حاشدة في العاصمة واشنطن بحديقة البيت للتعبير عن الاحتجاج على زيارة الملك السعودي ولقائه بالرئيس أوباما، وللتنديد بالعدوان السعودي الأمريكي على الـيَـمَـن والذي تسبب في قتل الآلاف من الـيَـمَـنيين، وضرب البنية التحتية والمدارس والمصانع وكل ما يتصل بحياة الشعب الـيَـمَـني، بالإضافة إلى تُراثه ومعالمه التأريخية وحضارته الإنسانية.
في أجواء معقّدة التقى الملك السعودي الرئيس الأمريكي باراك أوباما في العاصمة الأمريكية واشنطن، في زيارة جاءت بعد تلقي التحالف السعودي أكبر هزائم له في الـيَـمَـن بعد ما يقارب الستة أشهر من القصف والحصار المتواصل، ورجّح مراقبون بأن زيارة الملك السعودي لواشنطن كان الهدف الرئيسي منها طلب العَون من واشنطن لإخراج السعودية من ورطة الـيَـمَـن، في ظل خلافات سعودية إماراتية محتدمة حول الملفات في الـيَـمَـن، في ظل أنباء انتشرت عن صفقة سلاح سعودية أمريكية جديدة بقيمة مليار دولار، في محاولة سعودية لشراء الموقف الأمريكي وضمان دعمه، وتستمرُّ أمريكا في ابتزاز السعودية وتفريغ خزائنها المكتظة بأموال الشعب السعودي المظلوم عن طريق سلسلة من الصفقات العسكرية التي تعتمد شركات السلاح الأمريكية عليها بشكل رئيسي وتعمل على دعم الاقتصاد الأمريكي والذي يمر بظروف صعبة.
وفي 26 من شهر مارس الماضي دَشَّنت أمريكا العدوان البربري على الـيَـمَـن من واشنطن في ظل حضور شكلي سعودي، حيث مثلت السعودية الواجهة الأمريكية المناسبة لهذا العدوان ولعبت دور التنفيذ والتمويل ضمن مخطط أمريكي لإغراق السعودية في الرمال الـيَـمَـنية، بينما استفردت أمريكا بقرار الحرب وأهدافه، ويرى مراقبون أن أمريكا فقط هي المخولة لإنهائها خَــاصَّـــة بعد فشل السعودية في تحقيق كُلّ أهداف العدوان وارتكابها جرائم وحشية بحق المدنيين والذي يمكن أمريكا من استخدام هذا الفشل السعودي الذريع كورقة ضغط وابتزاز طويلة المدى لاستدرار الأموال السعودية.
وأكد البيان الختامي للقمة الأمريكية السعودية على ضرورة الحل السياسي للملف الـيَـمَـني، وهو ما قد يشير إلى الإقرار بفشل الحملة العسكرية، غير أن شراكةً إستراتيجية ستمتد لسنوات قادمة تحصد من خلالها واشنطن عشرات المليارات من الدولارات. ورودُ الملف الـيَـمَـني في البيان الختامي للقمة الأمريكية السعودية في واشنطن بنحو مستفيض، بما يؤكد أن الملك السعودي سلمان كان يحمل هوس الـيَـمَـن في ورقته الأولى في هذه الزيارة، في ظل تطوُّرات مقلقة للجانب السعودي، خَــاصَّـــة وَأن الجيش الـيَـمَـني استطاع أن يوصل عن طريق عملية مأرب رسالة سريعة ومختصرة إلى قمة واشنطن بين أوباما وسلمان قبيل انعقادها بساعات.
في البيان الختامي للقاء الثنائي تم التأكيد على ضرورة الحل السياسي في الـيَـمَـن، وهو اعتراف صريح بفشل العدوان وفشل الحملة العسكرية في شهرها السادس من تحقيق الهدف المرسوم، دون إغفال أن تكون القمة قد رسمت خطوطاً جديدة من المؤامرة على الـيَـمَـن، أيضاً تم الحديث عن القلق من تدهور الوضع الإنساني، في مغالطة واضحة ومكشوفة؛ لأن الشيء الواضح أن تدهور الوضع الإنساني في الـيَـمَـن نجم عن العدوان السعودي والحصار المفروض، وكل ذلك بشراكة وضوء أخضر أمريكي.
والمجحف في البيان هو تكرار نغمة مواجهة عناصر القاعدة في عدد من الدول العربية وعلى رأسها الـيَـمَـن، وهي كذبة فضحتها الأشهر الماضية بالتحديد، من خلال الدعم السعودي الواضح والصريح للقاعدة في مواجهة الجيش واللجان الشعبية في إحدى عشرة جبهة، كما أكد ذلك بيان سابق للقاعدة.
كذلك لم يغفل البيان التأكيد على ما خرجت به القمة الخليجية الأمريكية في كامب ديفيد في مايو الماضي، والتي أكدت على ضرورة علاقات إستراتيجية بين الخليج وأمريكا في كآفة المجالات، وهو الشيء الذي تم التأكيدُ عليه في هذه القمة من خلال البحث في تطوير العلاقات العسكرية والاقتصادية والتجارية وغيرها، وهو ما سيعود بالنفع على الخزينة الأمريكية من خلال حصد عشرات المليارات من الدولارات، في استنزاف متواصلٍ لن ينتهي، خَــاصَّـــة وَأن البيان أكد على ضرورة أن تمتد هذه الشراكة لسنوات جديدة وطويلة.
متظاهرة أمريكية تقتحم مقر إقامة الملك السعودي
انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، مقطع فيديو يُظهِرُ اقتحام ناشطة أمريكية مناهضة للعدوان السعودي على الـيَـمَـن، مقر إقامة الملك السعودي في واشنطن، وتحدّت الناشطة رجال الأمن لتهتف ضد الحرب والقتل السعودي في الـيَـمَـن، واصفة الملك السعودي بقاتل الأطفال، ومطالبة أوباما بالتوقف عن الصفقات مع قاتل الأطفال والنساء في الـيَـمَـن.
وحملت الناشطة لافتةً كُتب عليها شعارات مناهضة للعدوان السعودي أمام فندق جورج تاون بوشست الذي استأجره بالكامل الملك السعودي مقراً لإقامته وللوفد المرافق حتى أحاط بها رجال الأمن وراحوا يدفعونها إلى الخارج وهي تهتف “أوباما، لا تقابل قاتلَ أطفال الـيَـمَـن.. أوباما، لا تعقد صفقات مع قاتل الأطفال في الـيَـمَـن.. أوقفوا آلة القتل السعودية ضد الأبرياء.. أوقفوا القتل في الـيَـمَـن.. النظام السعودي يقتل الأطفال والنساء في الـيَـمَـن.. النظام السعودي تلطخت يدُه بدماء نساء وأطفال الـيَـمَـن.. أوقفوا النظام السعودي الذي يقتل النساء والأطفال في الـيَـمَـن.. لا تتعاملوا مع النظام الذي لا يعطي حتى النساء حقوقهن.. العارُ عليكم إن لم توقفوا النظام السعودي الدموي”. حسب ما يظهر الفيديو.
إبتزاز أمريكي جديد للسعودية عبر صفقات سلاح بمليارات الدولارات
وعلى صعيد متصل كشفت وكالة رويترز العالمية أن السعودية في مرحلة متقدمة من مباحثات مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين وأنه قد يتم التوصلُ لاتفاق بنهاية هذا العام، وقيمتهما أكثر من مليار دولار.
وأبلغت المصادرُ المطلعة على المحادثات رويترز هذا الأسبوع أن اللمسات الأخيرة على الصفقة السعودية قد يتم الانتهاءُ منها بنهاية هذا العام. وقالت المصادر إن برنامجَ التحديث الأكبر سيشمل التدريب والبنية الأساسية ومعدات حربية مضادة للغواصات، وقد يشمل طلبيات من بلدان أُخْـــرَى.
وتحدثت رويترز عن أن جزءاً رئيسياً من زيارة العاهل السعودي إلى واشنطن لإتمام هذه الصفقة والتي تبدو كرشوة سعودية لأمريكا جراء الفشل السعودي المستمر جراء مختلف الملفات في المنطقة.
كما كشفت رويترز عن أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين يضعون أيضاً اللمسات الأخيرة على تفاصيل صفقة أُخْـــرَى بقيمة 1.9 مليار دولار لشراء عشر طائرات هليكوبتر (أم. اتش.60 آر)، قد تستخدم في العمليات الحربية السعودية خَــاصَّـــة بعد أن أسقط الجيش الـيَـمَـني واللجان الشعبية خمس طائرات أباتشي خلال العدوان السعودي على الـيَـمَـن.
وإحْــدَى أكبر الصفقات السعودية مع شركات مقرها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة كانت عقداً بقيمة 13 مليار دولار أُعلن في فبراير شباط 2014 لشراء مركبات مدرعة خفيفة تقوم بتصنيعها الوحدة الكندية لشركة جنرال داينامكس، وهو الذي يؤكد أن الخزائن السعودية مهمتها الرئيسية هي ضخ المال إلى السوق الأمريكية وضمان تشغيل مصانع السلاح في أمريكا وَأن العدوانَ السعودي على الـيَـمَـن كان في جزء منه وسيلة أمريكا لسلب السعودية أكبر مبلغ ممكن في صفقات تسليح كهذه.
هذا وتتصاعد حدة الانتقادات الموجهة إلى النظام السعودي من وسائل إعلام ومنظمات حقوقية أمريكية على الجرائم الوحشية بحق المدنيين في الـيَـمَـن، في ما يبدو أنها عملية متكاملة للضغط على السعودية لإفراغ خزائنها للإدارة الأمريكية مقابل الصمت واستمرار الدعم.