الخبر وما وراء الخبر

وفدا “الرياض” يعلقان مشاركتهما في مفاوضات السلام!

136

بقلم / علي الريمي

* فعلها وفد الرياض “السوري” المتسعود وأعلن عن تعليق مشاركته في محادثات السلام السورية-السورية المنعقدة في جنيف بسويسرا على الرغم من مضي أكثر من أسبوعين على انطلاق تلك المحادثات إلا أن وفد ما يسمى بالمعارضة السورية القادم إلى جنيف من العاصمة السعودية الرياض، أعلن وبصورة “غير مفاجئة” تعليق الاستمرار في تلك المحادثات وكانت الحجة “السبب” الإدعاء بأن النظام السوري خرق اتفاق وقف الأعمال القتالية وهاجم مدينة حلب علماً بأنه ثبت –لاحقاً- أن من خرق الاتفاق هو مجموعات عديدة من الفصائل المسلحة، المتطرفة منها أو المعتدلة!.
ولأن الأطراف الدولية بقيادة روسيا وأمريكا، قد عقدت العزم على إنهاء النزاع المسلح في سوريا عن طريق الحلول السياسية، فإن محادثات جنيف السورية – السورية ستستمر شاء من شاء وأبى من أبى، وعلى ذلك لم يكن أمام وفد “الرياض” السوري، إلا التراجع عن موقفه!، من خلال القول إنه لن ينسحب “كلياً” من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة ويديرها مبعوثها الأممي ستيفان دي ميتسورا  بكل حنكة واقتدار، حيث صرح مؤخراً بالتأكيد على أن المجتمع الدولي لن يسمح – بأي حال من الأحوال – بانهيار محادثات السلام الخاصة  بوضع حل للأزمة السورية وبالتالي اضطر وفد المعارضة السورية للرضوخ أمام تلك الإرادة الدولية ليعود ويعلن أنه سيواصل المشاركة في محادثات جنيف ولكن بصورة “غير مباشرة”!
* وفي سيناريو مشابه “حد التطابق” قام وفد “الرياض” اليمني والمتسعود “أيضاً” بالإعلان عن تعليق  مشاركته – هو الآخر – في مفاوضات الكويت الخاصة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة ويديرها مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ أحمد ولكن ليس بتلك الحنكة والبراعة التي يمتلكها دي ميتسورا وما يدل على تواصل قدرات ولد الشيخ في المهمة الموكلة إليه التزامه الصمت إزاء إعلان وفد الرياض تعليق مشاركته في المفاوضات اليمنية – اليمنية الجارية حالياً في ضيافة كريمة من دول الكويت الشقيقة، عكس المبعوث الأممي إلى سوريا الذي خرج ليعلن وبكل صراحة وحزم: “لن نسمح بانهيار محادثات إحلال السلام في سوريا!
وبالعودة إلى قرار وفد الرياض “اليمني” تعليق مشاركته في المفاوضات الجارية بالكويت للتوصل إلى حل سياسي سلمي شامل للأزمة اليمنية، فقد جاء ذلك القرار “غير المفاجئ” أيضاً بعد مرور (11) يوماً على انطلاقها وسط أنباء مبشرة عن حدوث تقدم أو وجود مؤشرات باتجاه انفراج وشيك بين الطرفين المتفاوضين بحسب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ.
إلا أن الوفد القادم من الرياض خرج على الملأ ليعلن أنه قرار “وبالطبع ليس هو من قرر” تعليق المشاركة في المفاوضات والسبب أو الحجة لا تختلف كثيراً عن تلك التي أعلنها وفد الرياض السوري” وهو الإدعاء بقيام ميليشيات “الحوثي وصالح” بخرق الهدنة أو اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال اقتحام معسكر العمالقة في مديرية حرف سفيان التابعة لمحافظة عمران!
علماً بأنه قد سبق لطيران تحالف العدوان السعودي  – الأمريكي على اليمن أن قام باستهداف ذلك المعسكر وفي وقت مبكر جداً من الأيام أو الأسابيع الأولى لانطلاق عمليات ذلك التحالف العسكري ضد اليمن واليمنيين التي دسنها فجر يوم السادس والعشرين من مارس 2015م وهو ما سبق وأن أكده الناطق الرسمي باسم العدوان أحمد عسيري خلال أحد مؤتمراته الصحفية!
وبالتالي فإن ادعاء وفد الرياض اقتحام الميليشيات لمعسكر العمالقة ليس سوى زعم لا أساس له من الصحة، فقط لتنفيذ توجيهات الرياض تعليق مشاركته في مفاوضات الكويت، تماماً كما حدث مع وفد الرياض “السوري” إلى محادثات جنيف!.

آخر السطور
إذا كانت الإرادة الدولية قد قالت كلمتها وحسمت موقفها بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وأنها لن تسمح بحدوث أي انهيار للمحادثات الرامية إلى الوصول إلى ذلك الحل، فإن الملف اليمني يحتاج لوجود موقف واضح ومماثل للمجتمع الدولي “الإرادة الدولية” في الموضوع اليمني وهو ما سيضع حداً للعبث السعودي المستمر في إعاقة المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين واختلاق المبررات “الواهية” لمنعهم من التوصل إلى اتفاق ينهي المأساة في اليمن وهي المأساة التي كان للسعودية اليد الطولي في حدوثها جراء عدوانها العسكري الهمجي المستمر منذ (400) يوم دون أن يحقق أي هدف مما أعلنه التحالف الغاشم بقيادة الشقيقة المؤججة للصدع والمثيرة للصراع!
ومن غير ذلك فإن المعضلة اليمنية ستظل مستمرة إلى أن يصحو المجتمع والإرادة الدولية من المخدر أو الأفيون السعودي “البترودولاري” كفى!.

نقلا عن صحيفة الثورة